#تكنولوجيا
زهرة الخليج - الأردن 20 أكتوبر 2023
لدى وكالة «ناسا»، شعارٌ تقول فيه: «من أجل مصلحة الجميع»، الذي التزمت به منذ تأسيسها، إذ نقلت إنجازاتها التكنولوجية والعلمية إلى المجالين العام والتجاري، طوال فترة عملها.
وما قد يثير دهشتكِ هو أن أصول العديد من الأدوات والآلات والمرافق الموجودة في منزلك الآن تعود إلى الأبحاث التي أجرتها وكالة ناسا على مدار الخمسين عاماً الماضية، حيث إن التكنولوجيا المصممة، في الأصل، للمساعدة على استكشاف الفضاء، وهبوط الإنسان على سطح القمر، تمكنت من أن تكون مفيدةً أيضاً في حياتنا اليومية، وباتت من الأمور المفروغ منها.
فلاتر المياه:
رغم وجود مرشحات المياه الأساسية منذ منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، فإن أنظمة الترشيح الحديثة لم تبدأ في الظهور إلا بعد أن ضخت وكالة «ناسا» الموارد في أبحاثها لبرنامج أبولو عام 1963، إذ قادت «ناسا» الأبحاث في هذا المجال، لأنها كانت تحاول البحث عن طريقة تحافظ بها على كميات كبيرة من المياه غير الملوثة لفترات طويلة من الزمن في الظروف القاسية.
ولتحقيق هذا الهدف، طورت «ناسا» نظاماً يعمل من خلال الاستفادة من قدرة الفحم على امتصاص الملوثات، والجسيمات الموجودة داخل الماء عند معالجته بشكل خاص.
المعالجات الدقيقة:
من الناحية الفنية، لم تخترع وكالة ناسا الدائرة المتكاملة، التي يعود الفضل فيها إلى المهندس الكهربائي جاك كيلبي عام 1958، لكنها بدلاً من ذلك اخترعت أشكالاً أحدث وأكثر تطوراً منها. ففي الواقع، يمكن القول بأن برنامج أبولو التابع لوكالة ناسا، هو الذي أطلق ثورة الرقائق الدقيقة.
وكان أحد الاستخدامات الأولى رفيعة المستوى لتقنية الرقائق الدقيقة في كمبيوتر التوجيه أبولو بواجهة (DSKY) الخاصة به، والتي تم استخدامها لتوفير الحساب والتحكم على متن الطائرة للملاحة، بالإضافة إلى التحكم في وحدة القيادة والوحدة القمرية. واليوم، يمكن العثور عليها في كل مجالات الحياة تقريباً، بدءاً من الهواتف المحمولة، وأجهزة الكمبيوتر الشخصية، إلى أجهزة الميكروويف، والآلات الحاسبة.
الرغوة المرنة:
في سبعينيات القرن الماضي، اخترعت وكالة ناسا الرغوة المرنة، وهي مادة ممتصة للصدمات مصممة لتحسين سلامة وسائد الطائرات. تم تركيب الرغوة على خوذات ومقاعد مركبة أبولو الفضائية، وهي بطانة من شأنها أن تساعد على تخفيف بعض القوى الشديدة، التي قد يتعرض لها رواد الفضاء.
والرغوة المرنة عبارة عن مادة بولي يوريثين معالجة بمواد كيميائية إضافية، تتميز بلزوجة وكثافة عاليتين، وهي خصائص مثالية لامتصاص التأثيرات الكبيرة، ومقاومة تدفق الطاقة، كما أنها حساسة لدرجة الحرارة، ما يعني أنه عند الضغط عليها ضد مصدر حراري، مثل الإنسان، فإنها تأخذ شكله، ما يساعد على الملاءمة، وتقليل الفجوات غير المرغوب فيها. وتم إطلاق الرغوة المطاطية في المجال العام أوائل الثمانينيات، وسرعان ما تم التقاطها، واستخدامها في المعدات الطبية والرياضية، مثل: خوذات كرة القدم الأميركية، وخوذات الدراجات.
مفتاح ربط عديم التأثير:
بعد أن أعلن كينيدي عن برنامج أبولو عام 1961، بدأ طوفان من الأبحاث في الجوانب العملية لرحلات الفضاء البشرية، وبفضل ذلك جاء أحد أبرز الإنجازات، وهو الاختراع التعاوني لوكالة «ناسا» مع شركة الأدوات «بلاك+ديكر»، لتصنيع مفتاح ربط عديم التأثير، وهي أداة يمكنها تدوير البراغي في حالة انعدام الجاذبية.
ومن هذا المنطلق، طوّر برنامج البحث أدوات لاسلكية لمجموعة متنوعة من الأغراض، بما في ذلك: مثقاب مطرقي، ودوار لاسلكي يمكن استخدامه لاستخراج الصخور من سطح القمر. ومن المثير للاهتمام، أنه من خلال البحث الذي أجرته وكالة ناسا في الستينيات، قامت شركة «بلاك+ديكر» بتطوير المكنسة الكهربائية المحمولة باليد «Dust Buster» اللاسلكية.
عدسات مقاومة للخدش:
بعد أن أدركت «ناسا» أن البلاستيك أفضل بكثير في امتصاص الضوء فوق البنفسجي، ولا يتحطم إذا سقط، تم إنتاج أقنعة الفضاء باستخدام البلاستيك، إلا أن المشكلة كانت في أن البلاستيك غير المطلي يمكن خدشه بسهولة، وبالنظر إلى كمية الغبار والركام في بيئة الفضاء، فإنهم كانوا بحاجةٍ إلى عدسات لا يمكن خدشها.
وبفضل أبحاث وكالة ناسا، أصبحت أقنعة الفضاء، الآن، مغطاة بطبقات كربونية تشبه الألماس، يتم وضعها في طبقات رقيقة على الجزء الخارجي، ما يجعلها قوية بشكل كبير، وتتوفر الآن هذه التقنية على نظارات «Ray-Ban» الشمسية.
كاشف الدخان المنزلي:
اخترع فرانسيس روبينز أبتون كاشف الدخان عام 1890، إلا أنه لم يكن قابلاً للتعديل حتى اخترعت «ناسا» نموذجاً بحساسية متغيرة في 1973، وتم تركيب الوحدات في «سكاي لاب»، للكشف عن الأبخرة السامة على متن المركبات.
الستالايت:
كان أول قمر اصطناعي قادر على نقل الإشارات التلفزيونية هو «تيلستار 1». وتم إطلاقه عام 1962، وكان عبارة عن مشروع مشترك، لتطوير نظام اتصالات عبر الأقمار الاصطناعية التجريبي فوق المحيط الأطلسي.
ويعمل القمر الاصطناعي باستخدام جهاز إرسال واستقبال لنقل البيانات، وواصلت وكالة ناسا تطوير هذه التقنية، حيث أنتجت أنظمة أكثر تقدماً، لتقليل الضوضاء والأخطاء في الإشارات المرسلة، ما أدى إلى القدرة على نقل الفيديو والصوت العالي الوضوح.