ياسمين العطار الإثنين 28 أغسطس 2023 12:44
بقيمٍ راسخة للعمل النسائي والعناية بالأطفال، تقوم سعادة شيخة سعيد المنصوري، مدير مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، بتقديم دعمها وجل جهودها؛ للارتقاء بمستوى الرعاية والعناية بشؤون الأمومة والطفولة، بما يسهم في تطور المجتمع، وإيجاد جيل وثروة تنموية مستدامة. تأمل المنصوري أن يكون هناك تمكين وتعزيز أكبر لمكانة المرأة الإماراتية، وأن يتم رفـع كفاءة الكوادر العاملة، وتـدريبها في مجال حماية المرأة، على أن يشمل العاملات في التخصصات المساندة وعضوات فرق متعددة التخصصات. متطلعة أن توضع سياسات وإجراءات عمل مساندة للمرأة العاملة تتسم بالمرونة، وتساعد في إيجاد التوازن المطلوب؛ لتلبية احتياجات الأسرة والعمل.. حرصت «زهرة الخليج» على مقابلة سعادتها، والاطلاع منها - عن قرب - على برامج ودور المؤسسة في مجال عملها، وتالياً نص الحوار:
• ما المبادئ التوجيهية لمؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال؟
- تتمحور مبادئ المؤسسة التوجيهية - منذ إنشائها - في أربعة محاور أساسية، تتمثل في حماية ودعم النساء والأطفال، من خلال توفير المأوى الآمن، وخدمات إعادة التأهيل، والحيلولة دون استمرار وقوع أشكال العنف المختلفة من خلال برامج التثقيف المجتمعي، ورفع الوعي المجتمعي بقضايا العنف ضد النساء والأطفال وترسيخ ثقافة التمكين من خلال بناء البرامج الداعمة، إلى جانب بناء علاقات محايدة ودولية، تسهم في تحقيق رؤية المؤسسة وغاياتها.
بين المرأة والطفل
• ما التحديات التي واجهت المؤسسة وقت إنشائها، وكيف تم اجتيازها؟
- من أهم التحديات، التي واجهت المؤسسة وقت إنشائها، هو الوعي المجتمعي حول قضايا العنف الموجه نحو النساء والأطفال، ووصمة العار المرتبطة بضحايا العنف، وعدم كفاية التمويل المخصص للمؤسسة، وعدم تسليط الضوء بشكل كافٍ على خدمات المؤسسة من قبل الجهات الإعلامية. ولمواجهة هذه التحديات، قامت المؤسسة بتعزيز الوعي المجتمعي، عن طريق تنفيذ البرامج والحملات التي تهدف إلى رفع الوعي بقضايا العنف ضد النساء والأطفال، وكيفية مواجهتها، وخدمات المؤسسة المتاحة، وتثقيف المجتمع بمفهوم حقوق المرأة والطفل، عن طريق عقد الشراكات والاتفاقيات، وتنفيذ البرامج والحملات في هذا المجال، وعقد شراكات واتفاقيات لتمويل برامج المؤسسة وخدماتها مع القطاعين العام والخاص، واكتساب مصداقية وشرعية المجتمع الوطني والدولي، من خلال بناء الشراكات الدولية.
• حدثينا عن بعض المشاريع الرئيسية الحالية في عمل المؤسسة!
- تعمل المؤسسة على تنفيذ عدد من المبادرات الرئيسية حالياً، منها: الإعداد لافتتاح دار متخصصة لإيواء الأطفال الذكور فوق الـ12 سنة، والعلاج النفسي بمساعدة الحيوانات الأليفة، والمرشد الذكي لمساعدة ضحايا العنف المنزلي، وخدمة الجلسات الاستشارية الافتراضية، وبرامج وحملات توعوية متخصصة على مدار العام.
• ما سبب الحرص على الجمع بين المرأة والطفل؟
- إن الارتقاء بمستوى الرعاية والعناية بشؤون الأمومة والطفولة، يسهم في تطور الدول، وإيجاد جيل وثروة تنموية مستدامة، خاصة أن الأطفال والنساء عادة يكونون الحلقة الأضعف في المجتمعات، وأكثر الفئات تعرضاً للعنف والإساءة والاستغلال. فالاهتمام بهم يقلل الخسائر الاقتصادية، التي تتكبدها الحكومات والدول والجهات؛ لعلاج العنف، والإساءة التي يتعرضون لها.
• كيف شكلت مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال رحلة تنمية للمرأة الإماراتية والطفل؟
- ساهم إنشاء المؤسسات الاجتماعية، ومؤسسات المجتمع المدني، في تبلور وترسيخ حقوق المرأة والطفل، والارتقاء بالخدمات المقدمة لهم على مختلف الصعد، خلال الأعوام السابقة. فلم تكن مسيرة مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال - في بداياتها - سهلة في مجال حماية النساء والأطفال من العنف، فقد عملت لمنح أولئك الضحايا خدمات حماية ودعم فورية، بما يتفق مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان. وتسعى المؤسسة إلى تحقيق رؤيتها «نحو مجتمع خالٍ من العنف ضد النساء والأطفال في إمارة دبي»، من خلال توفير خدمات مجانية للنساء والأطفال من ضحايا العنف، بغض النظر عن الجنس، أو الطبقة، أو العرق، أو الدين، أو الوضع القانوني.
• ماذا عن دور الرجل في مسيرة دعم وتمكين المرأة الإماراتية؟
- لا تستقيم الحياة الاجتماعية إلا بالتشارك بين الرجل والمرأة، فدور الرجل أساسي وجوهري في دعم وتمكين المرأة الإماراتية، وهو النصف الآخر لهذا المجتمع. وإيماناً بأهمية إشراك الرجل/ الزوج في دائرة حماية المرأة من العنف، قامت المؤسسة بحملة إلكترونية هي «أنت لها سند»، بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية يوم 10 أكتوبر، مستهدفة «الزوج» ضمن جهودها المجتمعية. تتضمن الحملة رسائل توعوية، وتعريف الأزواج بطرق تقديم الدعم النفسي والمعنوي إلى زوجاتهم، وتركز الحملة على دور الرجل الفعال في مساندة المرأة بالمجتمع والأسرة، وتعزز مشاركته في دائرة حماية النساء والفتيات بالمجتمع.
طموح.. وتوفيق
• ماذا عن حياتك الأسرية، وكيف تمكنت من النجاح في مسيرتك العملية؟
- أنا أم لابنة تدرس في السنة الأولى بالجامعة الأميركية في الشارقة، تخصص إدارة تصميم. أعمل، دائماً، على التوفيق بين حياتي العملية وحياتي الأسرية، من خلال إعطاء أسرتي كل اهتمامي، وكذلك إعطاء عملي جلّ اهتمامي، دون أن يؤثر جانب في الآخر، بل أعمل على مواءمة الجانبين، لاسيما أن طبيعة عملي مرتبطة - بشكل وثيق - بالأسرة والمرأة والطفل. لا أنكر أن أعباء الوظيفة، خاصة في الحقل الاجتماعي، تطغى أحياناً على الحياة العائلية، التي يتوجب علينا إيلاؤها عناية أكبر، واستطعت - من خلال التنظيم الجيد، وتحديد الأولويات، وتخصيص وقت للعمل، وللأسرة ولنفسي أيضاً - أن أحقق التوازن المطلوب بين الجانبين العملي والأسري.
• ما طموحك المستقبلي؟
- يتعلق طموحي بمواصلة العمل على تحقيق الأهداف التي يأتي في مقدمتها النجاح؛ لجعل مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال نموذجاً يحتذى عالمياً في مجال دعم ورعاية النساء والأطفال، والحفاظ على حقوقهم، والجهة المثلى لعقد المقارنات المعيارية في مجال العمل الاجتماعي والإنساني، من خلال تحقيق أعلى معايير الرعاية والدعم للفئات المستهدفة. ولتحقيق هذا الهدف، نعتمد نهجاً شاملاً لجوانب عدة، تتضمن توفير رعاية نفسية عالية الجودة ومتكاملة للنساء والأطفال، متمثلة في الدعم النفسي والاجتماعي والتعليم والتمكين والتوعية، وتعزيز حقوق المرأة والطفل. ويجب، كذلك، العمل على تطوير وتعزيز الشراكات مع المنظمات والجهات المعنية المحلية والعالمية، وتبادل المعرفة والخبرات، والمشاركة في الأبحاث والمشاريع الاستشارية، وتطوير برامج ومبادرات جديدة لتعزيز رعاية النساء والأطفال.
• في يومها.. ما نصيحتك للمرأة الإماراتية؟
- في ظل الدعم، الذي تحظى به المرأة من قِبَل القيادة الرشيدة في شتى المجالات، ينبغي عليها أن تطلق العنان لطموحها وشغفها، وتطوير مهاراتها العلمية والعملية، وأن يكون لديها دائماً دافع وطني لخدمة مجتمعها، والتمسك بالقيم الإنسانية الثابتة، وأن تستغل الفرص المتاحة لها، وتستفيد من التعليم والتدريب والتطوير المهني؛ لتحقيق طموحاتها، ونجاحها في المجالات المختلفة، بالإضافة إلى لعب دور فعال في تحقيق التنمية المستدامة بمجتمعها، والتعاون العالمي من خلال المشاركة في العمل الدبلوماسي، والمنظمات الدولية؛ لتعزيز حضورها وتأثيرها الإيجابي. وأخيراً، يجب على المرأة الإماراتية الحفاظ على روح الإصرار، وتجاوز الحواجز والتحديات التي قد تواجهها في طريقها، والاستفادة من تجارب نجاح وفشل مَنْ سبقوها، وأن تستمد الدافع من رغبتها في تحقيق التقدم، وتقديم إسهامات مميزة في مجالاتها المختارة.