#تغذية وريجيم
زهرة الخليج - الأردن 5 أغسطس 2023
كلنا نحب تناول الطعام، لكن هذا الحب يتفاوت بين شخص وآخر، وهناك من نطلق عليه لقب "نهم"؛ لأنه لا يتوقف عن إدخال جميع أنواع الطعام إلى جوفه في كل الأوقات، ومنا من يكتفي بوجبة واحدة في اليوم.
هذا التباين الواضح بين الفكرتين، يوضح أن لكل شخص أولوياته في طريقة تناوله للطعام، وغالباً هذا هو سبب انتشار المثل الشعبي "في ناس بتاكل علشان تعيش.. وناس بتعيش علشان تاكل"، لكن لماذا يظهر هذا الفرق في علاقتنا بالطعام؟
قليلون هم الأشخاص الذين يلتزمون ببرنامج غذائي صحي، ومعظمهم من الرياضيين. لكن على الجهة المقابلة، قد يتحكم نوع العمل، وعدد ساعاته، في مدى إقبال الأشخاص على تناول وجباتهم بمواعيدها، خاصة بعد الانتشار المهول لمختلف أنواع المطاعم، والتطبيقات الرقمية التي أصبحت توصل ما تشتهيه العين في لمح البصر، إلى الشخص الجائع، وفي أي مكان.
هل سمعتم عن "فوبيا الطعام"؟
هي الـ"سيبوفوبيا"، ويعرفها العلم على أنها حالة نفسية تسبب الخوف من الطعام، وغالباً ترتبط بأنواع عدة من الأغذية التي يتجنبها المصابون بها، لأن لها طعماً لا تستسيغه أذواقهم، أو قد تتسبب لهم في أمراض معينة، وهناك فئة جديدة باتت "فوبيا الطعام" ملازمة لها، وهي الأشخاص الذين يرفضون تناول الأغذية؛ خشية سرعة زيادة أوزانهم، وبالتالي يتجنبون تناول الوجبات التقليدية في أوقاتها، وهي: الإفطار، الغداء والعشاء، ويكتفون بالقليل دائماً.
وليس من السهولة معرفة حقيقة خوف الأشخاص، الذين يتجنبون تناول الطعام، فمعظمهم يخفون حقيقة الأمر، ويعللون لنظرائهم سبب عدم تناولهم للطعام، إما باتباعهم نظاماً غذائياً صحياً، أو أنهم ينتقون ما يتناولونه، ولا يفضلون تذوق معظم الأطعمة التي توضع أمامهم.
هناك أشخاص آخرون، تستطيع تمييزهم بسهولة، وهم الذين يدققون ويسألون ويبحثون عن طريقة تصنيع الأغذية ومدى صلاحيتها وتأثيرها في صحة الجسم، ويتجنبون قدر الإمكان تناول أي طعام معد من البيض والحليب والزبدة والمايونيز واللحوم، كما تجدهم يبالغون في طلب نضج الأطعمة إلى درجة الحرق مثل الدجاج، لاعتقادهم أن الطعام كلما بقي على النار يزيل أي خطر يمكن أن يداهم الجسم.
أما أبرز دليل على إصابة هؤلاء بـ"فوبيا الطعام"، هو ما أشار إليه موقع "مايو كلينك الصحي"، بأنهم يستحيل أن يتناولوا الطعام إلا في منازلهم، ويشرفون بشكل مباشر على طرق تحضيره، ويرفضون رفضاً قاطعاً تناول أطعمة جديدة لا يعرفونها أو قادمة من مطابخ تقدم طعاماً لا يشبه ما اعتادوه.
وقد يكون علاج هذه الفئة صعباً، خاصة إذا وصلت حالتهم إلى الإصابة بفقر الدم، ما يعني أن الأطباء سيعانون لإجبارهم على تناول أطعمة تساعد على استعادة صحتهم، ويخشون صرف أنواع من الأدوية، يلزمها أساساً استعداد نفسي لتناولها على معدة مليئة.
لذا، يفضل، دائماً، البدء بالعلاج السلوكي، خطوة بخطوة، للوصول إلى نتيجة إيجابية بين المصاب بالـ"سيبوفوبيا"، وأنواع الطعام كافة.