#مجوهرات وساعات
فاطمة هلال 5 يناير 2023
احتفلت «بوشرون» بالجسر، الذي يربط بين الثقافتين الباريسية والعربية، خلال فعالية «لا ميزون» الثانية، التي أقيمت في الدرعية. وعرضت على هامشها، لأول مرة في الشرق الأوسط، مجموعة Carte Blanche Ailleurs التي تمّ كشف النقاب عنها خلال أسبوع الهوت كوتور في باريس يوليو الماضي.. وبهذه المناسبة، التقت «زهرة الخليج» هيلين بولي دوكان، الرئيسة التنفيذية لدار بوشرون، التي تقود - بنجاح - العلامة التجارية منذ سبع سنوات؛ فحدثتنا عن رمزية اختيار المكان، والإعلان عن السفيرة الجديدة للدار، الممثلة السعودية ميلا الزهراني.
• بدايةً.. حدثينا عن رحلتك المهنية؛ فهو أمر مثير للإعجاب - بالنسبة لنا - أن نرى امرأة في منصب الرئيس التنفيذي.
- درست إدارة الأعمال، ثم التحقت بشركة «LVMH Group»، وكنت أعمل في الشركة القابضة. اعتدت أن أكون مسؤولة فريق المدير العام لمدة أربع سنوات؛ لذلك كان الأمر مفاجئاً للغاية كأول وظيفة؛ لأنني كنت في الثانية والعشرين من عمري. وكنت أعقد اجتماعات مع كبار المديرين التنفيذيين في «Louis Vuitton» و«Dior»، وغيرهما. كنت أصغر موظفة، لكن ساعدني ذلك في اكتشاف الصناعة الكاملة خلال أربع سنوات. وتكونت لديَّ رؤية تجارية واستراتيجية لقطاع الرفاهية. ثم التحقت بـ«Dior Parfums» لأقل من عامين، وبعدها غادرت إلى «Cartier»، حيث مكثت ما يقرب من 20 عاماً، كنت خلالها أعمل بمجال التسويق، وأصبحت رئيس قسم التسويق لقسم الساعات، وبعدها لجميع المنتجات. وكانت آخر وظيفة شغلتها هناك هي المدير التجاري لـ«Cartier» ثم انضممت إلى «Boucheron»؛ لأكون الرئيس التنفيذي نهاية عام 2015.
• بالعودة إلى سن الـ22.. هل كان من الصعب عليك العمل بين الرجال؛ كونك شابة في صناعة ذكورية؟
- لا، فالمدهش أنني لم أشعر أبداً بأنني لست في مكاني، بل كنت أتلقى الدعم والمساندة من الرجال.
• على المستويين الشخصي والمهني، ما الذي يحفزك ويحافظ على اندفاعك؟
- أنا متحمسة تماماً لمشاريع «Boucheron»، وإحياء العلامة التجارية، ولديَّ رؤية أعرف - على أساسها - ما أود إنجازه معها، وأولويتي هي مساعدة «بوشرون». لا يتعلق الأمر بي؛ لأنهم كانوا محظوظين بعائلة «بوشرون» قبلي، وعندما سأفعل ذلك ستظل «بوشرون» موجودة. لذلك أشعر فقط بأنه من واجبي أن ينمو هذا الطفل خلال حياتي، وبعد ذلك سوف أنقله إلى شخص ما، إن الأمر عاطفي جداً. والشيء الثاني الذي يحفزني هو فريق عملي الرائع؛ فلديَّ فريق خارق. أكون سعيدة بالذهاب إلى العمل كل يوم، رغم أن الكثيرين لا يحبون الذهاب إلى العمل. عندما أستيقظ، أستقل «مترو الأنفاق»، لمسافة أربع محطات؛ فأرى الأوبرا، وإذا نظرت إلى الوراء أرى نابليون في «بلاس فاندوم»، وأقول نعم، أنا سعيدة بالذهاب إلى العمل.
جمال دائم
• عندما نزور باريس نكون معجبين بكل شيء فيها.. هل مازلت ترين باريس جميلة؛ وأنت تعيشين بها؟
- أعتقد أن الباريسيين نسوا جمال المدينة؛ وهذا هو السبب الذي يجعلني أقول دائماً لأولادي: انظروا إلى الخارج، لا يمكنكم تصديق مدى جمال المدينة، ولا تنسوا ذلك. وفي كل مرة أسير خلالها في باريس مع أولادي، أجبرهم على النظر، فمثلاً عندما نستقل سيارة أجرة، وتمر بجانب المشهد، أقول لهم: انظروا أيها الأولاد، هل يمكنكم تصديق أنكم تعيشون في هذه المدينة؟.. لذلك مازلت متحمسةً تماماً لباريس. وفي كل يوم عندما أذهب إلى الشارع، أنظر إلى كل التفاصيل، والهندسة المعمارية، لكنني أفترض أن معظم الناس قد نسوا. فمثلاً يذهبون في الصباح، يمشون في المدينة، ولا ينظرون حتى!.. أنا أضع هاتفي هنا، ثم أمشي في الشارع، وألقي نظرة على المدينة، لكنهم لم يعودوا كذلك.. إنه أمر محزن.
• ما مصدر الإلهام وراء هذه المجموعة المذهلة.. كيف حدث هذا؟
- يبدو أنني، وكلير شوان، مهووستان بدفع الأحلام؛ لذا إن الأمر يتعلق أكثر برواية القصص، إذ إنه بيان جميل دفع كلير إلى الإبداع. لذلك، قررنا تقسيم المجموعة، قبل أن تكون لدينا مجموعة جديدة. وإثر عرضها على المدير التجاري، الذي أعجب كثيراً بمقدار ابتداعها، أشار إلى أنه من الصعب بيعها.. وكذا وكذا. لذا، قسمنا المجموعة إلى قسمين: الأول أطلق في يناير، وتضمن قطعاً أكثر كلاسيكيةً تحاكي الأرشيف، وتاريخ العلامة التجارية مع الأحجار الكريمة. وبالنسبة لتلك المجموعة، يمتلك المدير التجاري الكثير من مؤشرات الأداء الرئيسية، وعليه بيع كل شيء. وبعد ذلك في يوليو، سنفعل أكثر الأشياء جنوناً على وجه الأرض. وأخيراً، منذ العام الماضي، فجأة اكتشفت إدارتا المبيعات والتسويق أن مجموعات يوليو الأكثر إبداعاً وابتكاراً وجرأة، وبيعت بسرعة فائقة، وهذا ما يشجعنا على ابتكار ما يحلو لنا من أفكار، بعد مناقشتها مع فريق العمل.
• تتحلين برؤية إبداعية قيادية، وتثقين بفريقك والمبدعين الذين يجب الحفاظ عليهم.. حدثينا عن ذلك.
- النقطة المهمة، هي أنني أردت أن أكون فنانة، لكنَّ والديَّ لم يرغبا في ذلك؛ لذا درست إدارة الأعمال، لكن في الحقيقة نصف عقلي مبدع للغاية، وهذا هو السبب في أنني أحث كلير كثيراً، وأفهم ما تفعله، ثم أؤيدها، وأتولى أيضاً الجانب التجاري. وهذا هو السبب الذي دفعني إلى تشجيعها؛ لأنني أشعر حقاً بأنني لا أستطيع أن أكون فنانة، لكنني أرغب في ذلك.
• هل تفعلين ذلك في وقت فراغك؟
- في وقت فراغي، أقوم بشيء آخر، هو ركوب الخيل؛ إذ إن ذلك يُشعرني بالتجدد، وينعش أفكاري.
بلد مزدهر
• لماذا اخترت السعودية؛ لإطلاق مجموعة «Carte Blanche ،Ailleurs»؟
- لأنني أرى أن هذا البلد هو الأكثر ازدهاراً وتطوراً، وأنا معجبة تماماً بالتطور الذي يحدث هناك في مثل هذه الفترة الزمنية القصيرة. وأعتقد أن هذا البلد سيفعل خلال ثلاث سنوات، ما قد يستغرق 50 عاماً في بلد آخر. لذلك أنا منبهرة تماماً، وأعتقد أنه نظراً لأننا مازلنا صغاراً، مقارنة بالعلامات التجارية الكبيرة، فقد ناقشنا ذلك قبل ثلاث سنوات، وقررنا افتتاح بوتيك آخر في الرياض؛ لأن شيئاً ما يحدث هنا، وتمكين المرأة مهم جداً، والبلد أقل ازدحاماً، ويتماشى مع فلسفتنا وقيمنا؛ فهو بلد مفتوح ويمنح المرأة مزيداً من الحرية.
• تتمتع «بوشرون» بعلاقة قوية مع المنطقة، وهو أمر مهم للغاية.. ما خططكم الآنية للمنطقة؟
- أهم خطة للمنطقة، الآن، أننا نريد تجديد شبكة بوتيكاتنا بالكامل؛ لأننا صممنا المفهوم الجديد، الذي يروي أيضاً قصة وتاريخ «بوشرون». لدينا فقط بوتيك الفيصلية هنا في الرياض بمفهومنا الجديد، والبقية بالمفهوم القديم. لذلك من المحتمل أن نفتتح متجرين جديدين بالرياض في السنوات القليلة المقبلة. أما عن بقية البلدان الخليجية الأخرى، فأرى أن لدينا العدد المناسب من البوتيكات.. لكن الأولوية الآن لتجديدها.
• أمس، أعلنتم عن سفيرتكم الجديدة الممثلة السعودية ميلا الزهراني.. أخبرينا عن هذا التعاون، ولماذا اخترتم ميلا؟
- لقد وثقت بالفريق؛ لأنني لم أكن أعرف ميلا، لكن الملخص الذي أقدمه بسيط للغاية، وهو أنني أريد أن تكون هناك امرأة، تتلاءم حقاً مع قيمنا، ضمن طاقم السفراء. أريد أشخاصاً يتميزون بعمقهم؛ فلا أريد فقط الوجه الجميل، وعدد المتابعين. قوة علامتنا التجارية تكمن في بناء علاقات عميقة مع النساء اللواتي لديهن الكثير للإخبار به، ويرتبطن بقيمنا على المدى الطويل؛ فقيمنا مهمة جداً بالنسبة لنا؛ لذلك نختار المرأة التي تجسد حقاً هذه القيم، وأعتقد أن ميلا هي الشخص المناسب؛ فهي صادقة ولطيفة جداً، ولديها شخصية قوية، وعصرية، وناجحة في التمثيل، وبالتالي لديها الكثير لتقوله.
إقرأ أيضاً: العصر الذهبي