#ثقافة وفنون
إشراقة النور 3 ديسمبر 2022
يعد متحف غاردينر في مدينة تورنتو الكندية، منصة فريدة من نوعها بين المتاحف القليلة في العالم، التي تركز على الخزف والسيراميك، وواحداً من أكثرها تخصصاً وديناميكية، حيث يقدم نظرة من قرب على أحد أقدم وأعرق أشكال الفن والثقافة المادية في العالم. في هذا المتحف الفريد لا يستمتع الزوار بجمال الفخار والسيراميك والأواني الحجرية، من العصور القديمة إلى الحديثة، من أجزاء كثيرة من العالم، وقصصها التاريخية المذهلة فحسب، بل يتعرفون، أيضاً، إلى العملية المعقدة والمثيرة للاهتمام وراء الإبداعات الجمالية. افتتح متحف «جورج آر غاردينر للفن الخزفي» أبوابه للجمهور في 6 مارس 1984. في البداية، كان موطناً لمجموعة من الخزف الأوروبي، والتحف الأميركية القديمة التي تخص مؤسسَي المتحف: جورج وهيلين غاردينر، حيث بدأت المجموعة من الخزف في منتصف السبعينات، بفخار ما قبل الاستعمار من الأميركتين، وخزف ميسن (أشهر مصنع رائد للخزف معروف في جميع أنحاء العالم)، والتي باتت نواة المتحف عند افتتاحه. في نهاية المطاف، نمت المجموعة لتشمل: المايوليكا الإيطالية، والخزف الإنجليزي، والخزف الأوروبي. ومع مرور الوقت، اكتسبت المؤسسة اعترافاً أوسع، وأصبحت المركز الرائد لفن الخزف في أميركا الشمالية.
اليوم، يضم متحف كندا الوطني للخزف مجموعة دائمة كبيرة ومهمة من الخزف والفنون الزخرفية، والفنون الجميلة. إذ يحتوي على أكثر من 4000 قطعة معروضة ومخزنة داخل جدران المكان، الذي تبلغ مساحته 4299 متراً مربعاً، من القرن الرابع عشر إلى القرن الثامن عشر. ويحوي المتحف أعمالاً من الأميركتين القديمتين، وعصر النهضة الإيطالية، والإنجليزية، وهناك مجموعة دائمة تضم أكثر من 2900 قطعة، تراوح بين عصور ما قبل كولومبوس والقرن العشرين.
مقتنيات تاريخية
تسلط مقتنيات المتحف الضوء على التطورات المهمة في تاريخ الأواني الفخارية الأوروبية، بما في ذلك الأواني الفخارية المزججة بالقصدير، والأواني الإنجليزية، والأواني الكريمية. ورغم أن المتحف مخصص فقط للخزف في المقام الأول؛ فإن المجموعة الدائمة تتضمن، أيضاً، عدداً من القطع غير الخزفية، التي ترتبط ارتباطاً مباشراً بالقطع الخزفية في المجموعة.
وتنقسم المجموعة إلى مجالين رئيسيين، هما: الخزف، والأواني الفخارية. وتركز مجموعة الخزف في المتاحف بشكل أساسي على الخزف الأوروبي، في حين أن مجموعة الأواني الفخارية الخاصة بها تتكون أساساً من خزف الأميركتين قبل الاستعمار، والمايوليكا الإيطالية، وديلفتوير.
تعليم.. وإبداع
الجدير بالذكر أن تنظيم المعارض ليس سوى جزء صغير مما يفعله خبراء المتحف، فمن بين الأنشطة الأخرى: الفصول العملية، والبرامج المختلفة، ومعسكرات الأطفال؛ حيث يعلم الخزافون المحترفون الأطفال والبالغين على حد سواء، ومن جميع الأعمار والخلفيات - بمن في ذلك المبتدئون تماماً - تقنيات إنشاء فن الخزف عبر تشكيل وتزيين مشاريعهم، من خلال القيم المشتركة للإبداع المستلهم من تقاليد الطين والخزف، وكيفية صنع الأدوات، التي يمكنهم أخذها لاحقاً إلى المنزل.
إقرأ أيضاً: الأردن ينظم أول مهرجان عربي لسينما الأطفال.. وهذه الدول المشاركة
نوادر «غاردينر»
واحدة من المجوهرات في مجموعة غاردينر، هي طقم الشاي الأصفر والشوكولاتة، الذي تم تصنيعه عام 1740 بواسطة «ميسن»، والمكون من خمسين قطعة، كانت تخص عائلة روتشيلد، مكتملة ومزينة بشكل رائع، وفي حقيبة السفر الجلدية الأصلية المصنوعة منذ أكثر من 250 عاماً. عموماً، تعتبر مجموعات المتحف من الخزف Meissen، والخزف النادر Du Paquier من فيينا (المصنع الثاني المشهور بصناعة الخزف الصلب في أوروبا)، والخزف المزخرف Hausmaler، ذات أهمية عالمية.