#رياضة
إشراقة النور 5 يونيو 2022
لطالما دفع الشغف، وروح التضحية، الطبيبة السعودية ندى المشاط (33 عاماً)، للركض إلى صالة الألعاب، بعد يوم عمل كامل، بدلاً من الراحة؛ للتدرب والتعلم المستمرين لفنون الدفاع عن النفس، وهو الفلسفة الأساسية لرياضة الكاراتيه، وقد أدى طموحها وإصرارها - لما يقرب من عقد من الزمان - إلى أن تصبح أول امرأة تحصل على الشارة الدولية للتحكيم في لعبة الكاراتيه، في تاريخ المملكة العربية السعودية.. في هذا اللقاء، تحدثنا عن تجربتها الرائدة في هذا المجال:
على الرغم من أن ندى المشاط حاصلة على شهادة البكالوريوس في الطب، فإنها كانت دائمًا طموحة في رياضة الكاراتيه، ووقعت في حبها أثناء دراستها درجة الماجستير في المملكة المتحدة، فتحكي عن بداياتها، قائلة: «كانت الفنون القتالية - بشكل عام - شغفي، وبدايتي كانت في 2013، حيث لديَّ قناعة بأن هذه الرياضة تعلم ضبط النفس، وتعبر عن القوة الجسدية الكامنة التي خلقها الله. اخترت الكاراتيه؛ لأنني أردت أن أختبر مقدرتي على الوصول إلى ما أرغب في تحقيقه، وأن أُقْدِمَ على مثل هذا الفن، وأتفوق، وأثبت أن المرأة قادرة على خوض أي مجال.. والتميز فيه».
إقرأ أيضاً: نجمات اخترن «اليوغا» صديقاً صحياً لهن
حرصت المشاط على بناء وتحسين مهاراتها، من خلال التدرب مع خبراء الكاراتيه، وتضيف: «تعمقت أكثر في رياضة الكاراتيه، إلى أن حصلت على الحزام الأسود، وشاركت في أول بطولة سعودية للكاراتيه للسيدات عام 2019، ثم اتجهت إلى مجال التدريب، ومن ثم إلى التحكيم، ورغبت في أن تكون لي الريادة، وأن أكون أول حكم سعودية في رياضة الكاراتيه».
وعن التحديات التي واجهتها، تقول: «عدم وجود أندية نسائية تقدم هذا النوع من الرياضات كان أولى العقبات التي واجهتني. كما أن كوني زوجة، وعلى رأس عملي، وسابقاً طالبة، فهذه أيضاً تحديات. لكنني، دائماً، حريصة على أن أوازن بين كل المهام دون تقصير».
وعما أضافته إليها الرياضة، تقول المشاط: «لعبة الكاراتيه منحتني الثقة بنفسي، والانضباط، ونمط الحياة الصحي، وكثيراً من القيم الأصيلة، وبالطبع فرصة تكوين صداقات جديدة. علاوة على ذلك، في هذه اللعبة نتعلم دائماً شيئاً جديداً ومثيراً. إنها وسيلة فعالة للغاية في الدفاع غير المسلح عن النفس، كما منحتني البطولات مستوى جيداً من الثقة؛ عندما يتعلق الأمر بقدرتي الخاصة كلاعبة، وأيضاً كحكم».
إقرأ أيضاً: 10 أفكار تحمسك على ممارسة الرياضة.. وتجنبك الكسل
وعن مدى رضاها عما حققته، تؤكد: «فخورة وسعيدة بأن أكون أول حكم سعودية مصنفة عالمياً، وهذا ثمرة كل الجهد المبذول، والاستعدادات من جميع النواحي لهذا الحدث».
كما أعربت المشاط عن امتنانها للسند الأسري الكبير الذي تلقته، فتضيف بامتنان: «عائلتي، وزوجي، هم الداعم الأول لي، فلطالما كانوا - ولايزالون - مصدر قوة وتشجيع غير محدود، وكانوا دائماً يدعمونني نفسياً ومعنوياً».
وعن طموحها الرياضي، توضح المشاط: «أسعى إلى أن أرتقي برياضة الكاراتيه في السعودية، وتطويرها، ونشرها في فئات المجتمع بشكل عام، وتحديداً بين الفتيات والسيدات».