#منوعات
رحاب الشيخ 1 يوليو 2021
يضج العالم بمواقع التواصل الاجتماعي التي فرضت وجودها في الحياة الرقمية بقوة، لاسيما في ظل جائحة كورونا التي ألزمت العالم باتخاذ إجراءات احترازية، فأصبحت هناك حاجة ماسة لوسائل التواصل الاجتماعي، كحل بديل لاستمرار استدامة الحياة وتلبية متطلباتها اليومية، فأصبحت "السوشيال ميديا" بمثابة أوكسجين الحياة، الذي من خلاله تنفس الناس الصعداء وسافروا إلى أقاصي الأرض وتواصلوا مع أقاربهم رغم الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي.
أصحاب القلوب الزرقاء
يقول أحمد عوض، أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي: "أحاول من خلال صفحتي على (إنستغرام) نشر الطاقة الإيجابية بين الشباب وحثهم على التفكير الإيجابي بكلمات بسيطة فيها الكثير من السلام والسكينة، لذلك لامست صفحتي قلوب المتابعين حتى وصل عددهم إلى 123 ألفاً في فترة وجيزة". ويشير عوض إلى أنه لم يواجه أي انتقادات سلبية لافتة من خلال صفحته، معترفاً بوجود بعض النقد غير البناء الذي لا يلتفت له غالباً، وما يعنيه هو النقد الحقيقي فيأخذه بعين الاعتبار، ليطور نفسه وصفحته، موضحاً أن العبارات الإيجابية التي يرسلها له المتابعون، كتعليق على منشور لاقى استحسانهم، تعطيه حافزاً للاستمرارية، وتسعده لشعوره بأنه على الطريق الصحيح. وأطلق عوض على متابعيه لقب "أصحاب القلوب الزرقاء" تعبيراً مجازياً عن قلوبهم المشعة بالخير ولدعمهم والقوة التي يستمدها منهم.
دعم وتوعية للناجيات من السرطان
من جهتها، تقول ياسمين يسري، إحدى مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي الناجيات من مرض السرطان: "أجمع الأطباء على أنني بسبب جرعات الكيماوي وعملية زرع النخاع التي تعرضت لها، لن أستطيع الإنجاب في المستقبل، وبدلاً من الاستسلام لليأس، وجدت السلوى والدعم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فأنشأت صفحة لدعم الناجيات من مرض السرطان، والتوعية بالمرض نفسه وكيفية التعامل أيضاً مع مرضى السرطان من المحيطين بنا، وقد ساعدتني كثيراً الشبكة العنكبوتية في الوصول إلى هدفي والحصول على الدعم وتوعية الناس. فلولا مواقع التواصل الاجتماعي لما استطعت الوصول إلى هذا العدد من المتابعين".
مواقع التواصل شريان الحياة
تقول الدكتورة نعيمة قاسم، مستشارة تربوية وأسرية، إن التعليم أصبح «عن بُعْد»، ومعرفة أخبار العالم واستقبال التوجيهات، والاتصال بجهات الخدمات الصحية والغذائية وإنجاز معاملات الإنسان من كهرباء وماء وتجديد التراخيص وغيرها، تتم أيضاً عبر التطبيقات الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي. وتضيف قائلة: "تخيلوا ولو للحظة ماذا ستكون الحال دون ذلك؟ أعتقد بل أجزم بأن وسائل التواصل الاجتماعي كانت وستظل شريان الحياة النابض، ونحن نقبع خلف الجدران والعالم بين أناملنا نحركه كيفما نشاء".
وتنوه قاسم بأنه بطبيعة الحال، إن لكل اختراع إيجابيات وسلبيات، حتى الدواء تكون له أعراض جانبية قد تضر بالمريض، لكن لا غنى عنه، أي أن مواقع التواصل تعتبر "سلاحاً ذا حدين"، وحتى نشعر بالأمان، علينا أن نزيد الرقابة على الأبناء، ونكثف التوجيه بمخاطر الجرائم الإلكترونية، التي قد يقع فيها أبناؤنا من دون إدراك.
وتتابع: "من المهم جداً أن نشرح للأبناء مخاطر قد يتعرضون لها من دون قصد، ولا نستهين بعقلية هذا الجيل، فهو يدرك ما حوله جيداً، ويتقن استخدام الأجهزة بمهارة وذكاء، فعلينا ألا نحجب عنهم الأجهزة، لكن يجب أن نكون أصدقاء لهم، نشاركهم قصصاً وحكايات وتسجيلات لمن وقعوا ضحية، وتم استغلالهم جراء منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، ليدركوا أن هناك مساءلة قانونية لكل مخطئ، ويعاقبه القانون".