#سياحة وسفر
رحاب الشيخ 8 نوفمبر 2020
باحتضانها نحو عشرة آلاف رأس نصفها في أبوظبي، تعد دولة الإمارات أكبر موطن للمها العربي في العالم.
وكانت جهود إعادة توطين المها العربي قد انطلقت في مدينة العين عام 1968، حين أصدر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، توجيهاته لوضع برامج لحماية المها العربي وإكثارها في الأسر لحمايتها من الانقراض، ولإعادة توطينها في الأسر، والتي استمرت مع إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، برنامجاً لإعادة توطين المها العربي عام 2007، وهو البرنامج الذي يعتبر جزءاً من رؤية حكومة أبوظبي لتكوين قطيع إقليمي، يرفد جميع برامج إعادة توطين المها العربي في دول الانتشار.
إعادة توطين
وتنفذ هيئة البيئة في أبوظبي برنامجاً طموحاً لإعادة توطين المها العربي وتعزيز أعدادها في البرية، ضمن (برنامج الشيخ محمد بن زايد لإعادة توطين المها العربي)، ويهدف البرنامج إلى إطلاق المها العربي في بيئاته الطبيعية، داخل محميات واسعة ضمن المناطق التي كانت تعيش فيها في السابق، وتكوين قطعان متنامية قادرة على الاعتماد على ذاتها والتجول بحرية في مواطنها الطبيعية في ظل إدارة فعالة وخطة حماية طويلة الأمد.
مجموعة جديدة
وفي هذا السياق، أطلقت هيئة البيئة مؤخراً مجموعة جديدة من المها العربي في محمية الحبارى، التي تديرها الهيئة وتقع في منطقة الظفرة وتمتد على مساحة إجمالية تقدر بـ 774 كيلو متراً مربعاً وتعتبر هذه المجموعة الأولى ضمن 100 رأس سيتم إطلاقها على مراحل داخل المحمية.
إنجاز لافت
خلال السنوات الماضية أسهمت دولة الإمارات، وتحديداً (برنامج الشيخ محمد بن زايد لإعادة توطين المها العربي) بدور محوري في حماية المها العربي والمحافظة عليها من الانقراض، وتعزيز أعدادها في البرية، مما أثمر عن تغيير حالتها في القائمة الحمراء للاتحاد العالمي لصون الطبيعة من (مهددة بالانقراض) إلى (معرضة للانقراض) عام 2011، والذي يعتبر من أهم الإنجازات في مجال إعادة توطين الأنواع على المستوى العالمي.
وعلى مدى السنوات الماضية، نفذت الهيئة برنامج إكثار وإعادة إطلاق للمها العربي في دولة الإمارات حيث تم إطلاق المها في محمية المها العربي، التي تضم اليوم نحو أكثر من 800 رأس تعيش حرة طليقة داخل حدود المحمية.
كما تم إطلاق مجموعات من المها العربي في محمية قصر السراب، ويعد البرنامج اليوم، من أنجح برامج المحافظة على الأنواع في العالم، حيث أسهم في زيادة أعدادها في مناطق انتشاره بما في ذلك زيادة أعداده في دولة الإمارات.
تعاون إقليمي
لم يقتصر تنفيذ خطة إكثار وإعادة إطلاق للمها العربي على دولة الإمارات فحسب، بل امتد ليصل إلى سلطنة عُمان والمملكة الأردنية الهاشمية، حيث تم إطلاق المئات منها ضمن مدى انتشارها الطبيعي والتاريخي.
ومن المقرر إطلاق 60 رأساً من المها العربي في محمية الشومري للأحياء البرية بالمملكة الأردنية الهاشمية، وضمان تأقلمها مع بيئة المنطقة.
كما أسست الهيئة الأمانة العامة لصون المها العربي التي تأسست عام 2001، كمبادرة إقليمية منبثقة عن اللجنة التنسيقية لصون المها العربي، وهدفها تنسيق وتوحيد جهود صون المها العربي في دول الانتشار في منطقة شبه الجزيرة العربية، من خلال تنفيذ استراتيجية إقليمية لإيجاد مجموعات مستدامة من المها العربي حرة وطليقة، ضمن نطاق انتشارها التاريخي.
اقرأ أيضاً: آثار أم القيوين.. كنوز تبوح بأسرارها