#مقابلات المشاهير
أسامة ألفا 8 أكتوبر 2020
حقق الموسيقي اللبناني غي مانوكيان حالة فنية فريدة، إذ إن هاوي الموسيقي الذي بدأ منذ سن الرابعة العزف على آلة البيانو، استطاع أن يقدم لمحبي الفن مقطوعات موسيقية مدهشة جراء اندماجه بين الألحان الشرقية، وكانت نقطة التحول في مسيرته، عندما دمج الموسيقى العربية بالغربية، فصار محط اهتمام نقاد الموسيقى الكلاسيكية وجمهورها، مما أهله لأن يعزف أمام جماهير نخبوية في دور الأوبرا العالمية، مثل: سيدني، لندن، سنغفاورة، القاهرة، دبي، الكويت، ولوس أنجلوس. وفي حواره مع «زهرة الخليج»، يشير مانوكيان إلى موسيقاه وجهوده التي بذلها في سبيل الوقوف مع بلده لبنان، جراء انفجار مرفأ بيروت، وإطلاقه عملاً مشتركاً مع النجم العالمي وايكلف جين، ونسأله:
• ترجمت مشاعرك تجاه ما حدث في بلدك لبنان، جراء انفجار مرفأ بيروت، بعمل مشترك مع النجم العالمي وايكلف جين، مال الفكرة التي رغبتما بتوصيلها؟
- أردت أن يعرف العالم معاناتنا وأن يشعروا بكمية الألم الذي يعيشه اللبنانيون، فكانت الطريقة الأسرع، تقديم عمل غنائي باللغة الإنجليزية حتى يسمعه الجميع، وعندما عرضت الفكرة على وايكلف جين، لم يتردد بالموافقة وتحمس لتقديم الأغنية التي حملت عنوان Immortal، وهو سبق أن قدم أعمالاً مهمة لاقت رواجاً عالمياً مع فرقة الفوجيز ومع المغنية العالمية شاكيرا.
• لماذا اخترت وايكلف جين تحديداً ولماذا لم تقدم العمل مع فنان عربي؟
- الفنانون العرب واللبنانيون يقومون بالواجب على الساحة العربية، أنا رغبت في أن تصل الرسالة على مستوى العالم، ووايكلف جين زار لبنان ويحبها، كما أنني على علاقة صداقة معه منذ 13 عاماً، عندما قدمنا مجموعة من الأغنيات في أميركا، وعلاقتي معه سمحت لي بأن أطرح عليه الفكرة، ولم يتردد في الموافقة.
أعمال تضامنية
• فنانون عرب كثر طرحوا أغنيات تضامنية، كيف تقيمها كموسيقي؟
- كل شيء تم تقديمه، سواء كان جميلاً أم لا، كان مهماً. نحن لسنا في حالة تقييم العمل الفني المتكامل، نحن نثمن كل مبادرة تسهم في تقديم الدعم والمساعدة للمتضررين، ونحن ننظر لكل هذه الأعمال من باب الحب إلى لبنان.
• هل في رأيك كان تفاعل الفنانين مع الحدث كافياً، أم كت تتنظر منهم المزيد؟
- بالتأكيد كان تفاعلاً كبيراً، يحمل محبة صادقة وحقيقية من كل أنحاء العالم، الهدف فك الخناق المفروض على الشعب اللبناني، فهو المتضرر الوحيد من كل ما يجري.
• ماذا تعني لك بيروت كمواطن لبناني وفنان؟
- هي البداية والنهاية بالنسبة لي، عشت كل حياتي فيها مع أنني كنت أمتلك الفرصة بأن أهاجر أكثر من مرة، ولكنني في كل مرة كنت أقرر البقاء، كل أيام الحرب قضيتها في بيروت وكل أيام السلم كذلك، نحن أبناء هذه المدينة علاقتنا بها ليست عابرة، بل هي أساس وجودنا ولن نتخلى عنها مهما حدث.
رسالة أمل
• مر لبنان بالكثير من الحروب والمآسي ودائماً ينهض من جديد، ما هي رسالة الأمل التي توجهها للجميع؟
- ما رأيناه مباشرة بعد الانفجار وعايشناه، صدمني إيجابياً، كيف أن اللبنانيين ما زالت وطنيتهم بألف خير ولا خوف عليها، الناس على اختلافهم يهتمون بأنفسهم وبإخوانهم، وهذا الذي لاحظته من خلال المنظمات التي عملت بواحدة منها، وساعدنا أكثر من 3300 شخص حتى الآن واستطعنا أن نوزع الطعام والأدوية عليهم، كما كنا نوزع يومياً 2000 وجبة طعام للخيم والعابرين، وهذا ما زاد من عزيمتنا بأن نعمل لبلد يشبهنا وأن نحرره من الطبقة التي أخذته رهينة، فرسالة الأمل هي لكل لبناني حقيقي، بأننا بفضل جهودنا الشخصية وشعورنا بالمسؤولية تجاه بعضنا البعض، وتجاه بيروت ولبنان قادرون أن نعيد البسمة إلى وجه هذه المدينة التي يحبها كل العالم بالفعل.
• هل ستحمل لبنان معك في حفلك المقبل في (دبي أوبرا)؟
- أنا أحمل لبنان وبيروت معي في كل الحفلات، وبالتأكيد وجودي للمرة الثالثة في (دبي أوبرا) يوم 12 نوفمبر المقبل هو شرف لي، وسأقدم في الحفل مقطوعات موسيقية تعزف لأول مرة، وسيشاركني فيه آرا مالكيان أحد أهم عازفي الكمان في العالم.
دبي أوبرا
• ماذا تحمل من ذكريات مشاركتيك السابقتين على مسرح (دبي أوبرا)؟
- الحفل الأول كان عام 2018، ورغم أنني أعزف منذ 22 عاماً، وأقف على أهم المسارح العالمية باحترافية، لكن كانت أول مرة في حياتي تنزل دمعتي في نهاية الحفل، عندما رأيت إخواننا الإماراتيين يصفقون لي ويدعمونني، كانت لحظة مهمة في حياتي، خاصة أنها على مسرح (دبي اوبرا)، والحفل الثاني كان في 12 نوفمبر 2019، بعد أقل من شهر على انطلاق الثورة اللبنانية وكانت في أوجها، وجدت تضامناً كبيراً معي من قبل دولة الإمارات التي تقف بجانبنا دائماً، قدر لبنان أنه يسجل كل عام حادثة أليمة نتذكرها طويلاً، ولا بد لي أن أشكر القائمين على (دبي أوبرا) لأنهم يستضيفونني للسنة الثالثة على التوالي، وهذا سجل جديد أنا فخور به.
• أخيراً، أطلقت آخر ألبوماتك منذ ست سنوات، هل من جديد تحضر له؟
- استفدت من حالة الحجر الصحي بسبب فيروس كورونا، بأن تفرغت لإتمام موسيقى ألبومي الجديد، وحالياً نحن في مرحلة الرتوش الأخيرة، ومن المقرر أن أطلقه قبل نهاية العام الجاري.
4 أغسطس
لا يفارق تاريخ 4 أغسطس ذاكرة الفنان اللبناني غي مانوكيان، وهو انفجار مرفأ بيروت، يروي مانوكيان حكايته مع ذلك اليوم، قائلاً: «كان يوماً عادياً ككل الأيام التي نعيشها في بيروت، ولأن بيروت معروفة بازدحام شوارعها، فقد اخترت أن أتوجه لحضور أحد اجتماعاتي في ذلك اليوم في منطقة فردان (وسط بيروت) على دراجتي النارية، كتب لي النجاة يومها لأني كنت أقود الدراجة وابتعدت عن الطريق المزدحم المحاذي لمرفأ بيروت، وخرجت من المنطقة بكاملها، قبل نصف ساعة من الحادثة. عائلتي بخير بفضل الله، لكن معظم أصدقائي ومعارفي استشهدوا».