ريما كيروز 18 مارس 2019
يصعب التعريف عن «دانة الإمارات» أو دانة البلوشي، ابنة الـ(13 عاماً) وعن إنجازاتها العلمية، فهي أول طفلة إماراتية تدرس علوم الفضاء وتصميم الصواريخ وبرمجتها في وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، وأصغر منتسبة لجامعة الفضاء في هيوستن الأميركية، وأول طفلة عربية يتم قبولها بجامعة كاليفورنيا في أميركا، بعد خضوعها لبرنامج مخصص للأطفال النوابغ للالتحاق المبكر في الجامعة في عمر 12 عاماً.
• كيف ولد كتاب «13 امرأة عربية مُلهمة»؟
صدر الكتاب باللغتين العربية والإنجليزية، وهو بمثابة تقدير قدّمته للنساء العربيات المثابرات، اللواتي يواصلن تحدّي العوائق لترسيخ مكانتهن الاستثنائية في مجالاتهن. هذا الكتاب وليد جهود أطراف عديدة اجتمعت على هدف واحد راقٍ، ومن أبرز هذه الأطراف، 14 فنانة تشكيلية مبدعة، شاركن جميعهن في رسم وتجسيد شخصيات كتابي، وكذلك تصميم غلافه.
• مَن الشخصيات التي كرّمتها في كتابك؟
يُكرّم الكتاب 13 شخصية نسائية عربية مذهلة، جَمَعن بين رقيّ الأنوثة والإصرار والمثابرة والجدّية وقوّة الإنجاز وتفرّده. اخترت من عالم إدارة الأعمال سيدة الأعمال الإماراتية رجاء القرق، من عالم الأناقة والأزياء الإماراتية فريال البستكي، من عالم القانون الدولي وحقوق الإنسان اللبنانية أمل كلوني، من عالم الهندسة المعمارية الراحلة العراقية زها حديد، من عالم الفضاء والفلك العالمة المغربية ميريام شديد، من عالم الطيران المدني أول كابتن طيّار عربية، المصرية الراحلة لطفية النادي، من عالم الفنون راقصة الباليه الإماراتية علياء النيادي، من عالم الأحياء وبيولوجيا الخليّة العالمة الأردنية الدكتورة رنا الديجاني، من عالم الرياضة والتزلج على الجليد الإماراتية زهرة لاري، من عالم الفنون التشكيلية الفلسطينية سامية حلبي، من عالم الصيدلة السعودية الدكتورة حياة سندي، من عالم القوات المسلحة أول مُقاتلة في سلاح الطيران الإماراتي الرائد الطيار مريم المنصوري، وأخيراً اخترت الأقرب إلى قلبي وعقلي من عالم الهيئات الحكومية وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة في دولة الإمارات نورة الكعبي.
تجربة الفضاء
• متى بدأ شغفك بالفضاء، وكيف تطور؟
اكتشفت شغفي في مجال علوم الفضاء، أثناء مُرافقتي لأخي أديب البلوشي الملقّب بـ«العالم الإماراتي الصغير» في رحلاته العلمية. في الواقع، الرعاية الكبيرة التي يُوليها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، لأخي أديب، شملتني وخوّلتني مُرافقته في جميع رحلاته العلمية، وكان آخرها في وكالة الفضاء الأميركية «ناسا».
• كيف كانت تجربتك في «ناسا»؟ وما التدريبات التي خضعت لها؟
كانت تجربتي مبهرة، وقد خضعت لدورات تدريبية في علوم الفضاء والروبوت الفضائي والأرضي والمائي، في مدينة هنتسفيل بولاية ألاباما، وتخرجت في الدورة بتفوّق. كما تدرّبنا على البرمجة والتنسيق بين المحطة الأرضية وطاقم المركبة الفضائية، وكيفيّة تصميم صاروخ فضائي وبرمجته وإطلاقه، وحاز التصميم الذي وضعته على إعجاب المهندسين المدربين. وقد استمرت التدريبات شهرين ونصف الشهر، حصلت خلالها على تسع شهادات من «ناسا» وميداليتين ذهبيتين.
• ما التصميم الذي أهّلك للفوز بميدالية جامعة الفضاء في مركز هيوستن الأميركي للفضاء؟
وضعت مع فريقي مُخططاً كاملاً لبناء منزل آمن على المريخ، فيه مختبر تحت الأرض وغرف خاصة، وحدائق لزراعة الخضراوات لتأمين الطعام لسكان الفضاء.
• بالنظر إلى صغر سنك، ما العقبات التي واجهتها لتحقيق حلمك؟
أولى العقبات تمثلت في صغر سني، ولكن لثقتي بُقدراتي وكوني «ابنة زايد» ومُحاطة بأسرة تُقدّس العلم والمعرفة، تسلحت بحلمي ولم أستسلم.. فتقدمت للانتساب إلى جامعة الفضاء في هيوستن بتكساس في عمر تسع سنوات، وتم رفضي بسبب صغر سنّي ولأسباب علمية بالتأكيد، فاقترح والدي على الإدارة العليا أن يأخذوني في الدورات التدريبية كمستمعة، على أن يُبادروا إلى تسجيلي رسمياً إذا أبدعت فيها، فوافقوا. وبعد يومين فقط، كانوا خلالها يمتحنونني من دون علمي، سجّلوني رسمياً في الجامعة.
• ما سقف طموحك؟ وقصة الكتاب الذي تعملين عليه حالياً؟
لا سقف لطموحي، وشعاري «العمر لا يحدّ الأحلام». أؤلف كتاباً يتضمّن إنجازاتي بداية من رمال الصحراء إلى سكون الفضاء، والصعاب التي اعترضتني، والتجارب والمحطات التي مررت بها.