لاما عزت 19 ابريل 2018
يمكن تحويل القذائف المدفعية من أدوات للقتل والتدمير إلى قطع فنية، منحوتة ومزخرفة وملونة، تعبر عن فكرة إبداعية، كما في معرض «هوايات دائمة» لكاتيا طرابلسي، المقام في العاصمة اللبنانية بيروت. قذائف تمثل هويات 46 بلدا يشاهد زائر «هوايات دائمة» المقام في غاليري صالح بركات في بيروت حتى 28 من الشهر الجاري، مجموعة قذائف تمثل هويات 46 بلداً. ومع أنها قذائف غير مدوية مصنوعة من حجر وخشب ومعدن، لكنها صاخبة بشخصياتها وألوانها وزخرفاتها وما تحمله من أبعاد ومعانٍ. قطع فنية شاهدة على التاريخ تبادر كاتيا بقولها: «نسقت هذه المجموعة، فجعلت كل قذيفة تروي حكاية آتية من بلد». وتضيف: «كل قطعة فيه تخبرنا بقصة بلد وعلاقته المتجذرة مع تاريخه، والذي مهما عصفت به من مآسٍ ستبقى هويته صامدة. كما أن هذه القطع مجتمعة يحاكي بعضها بعضاً، لأنني أردت تأكيد أننا جميعاً نشكل قوة شعب واحد». مؤكدة بقولها: «أردت من خلال الفن إظهار أن القذيفة المدفعية، التي تمثل التدمير والقتل والاحتلال، لا تستطيع أن تلغي الهوية، وهي في المعرض قطعة فنية شاهدة على التاريخ وليست وسيلة للتدمير». 4 أعوام من البحث والتحضير بدورها اختارت كاتيا طرابلسي من القارات الخمس بلداناً غنية بتاريخها وتراثها وتقاليدها كلبنان والصين وبريطانيا وفلسطين وأستراليا وكندا والمكسيك وغيرها. أمضت أربعة أعوام من البحث والتحضير للمعرض، سافرت خلالها إلى 12 بلداً>
قذيفتان من الحرب الأهلية يذكر أن طرابلسي استمدت أعمالها الفنية هذه من الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، التي عايشتها وتحل ذكراها في 13 إبريل، ويحمل معرضها هذا رسالة فحواها «أوقفوا الحروب لأنها لا تؤدي إلى نتيجة». فخصته بقذيفتين: الأولى من خشب الأرز حفرت عليها مجموعة من الرجال على متن سفن فينيقية، والثانية زينتها بشعارات 18 حزباً لبنانياً، بعدد الطوائف التي يتألف منها لبنان. مفاتيح حديدية قديمة تبدو بعض قطع المعرض الفنية ملتزمة، على غرار القذيفة التي تمثل فلسطين، حيث علقت عليها طرابلسي مفاتيح حديدية قديمة لمنازل لم يعد أهلها لها منذ عام 1948.
من هي كاتيا طرابلسي؟ فنانة تشكيلية، من مواليد بيروت 1960، تستخدم وسائط متعددة لإنتاج أعمال فنية فيها من المشاعر ما يكفي لمواجهة تداعيات الحرب اللبنانية وتأثيرها في النفوس. تتميز لوحاتها ومنحوتاتها بألوانها الجريئة التي تتعارض مع قتامة المواضيع التي تتناولها والتي تواجه بها المشاهد. عاشت وعملت في مدينة دبي منذ عام 1989 حتى 2016، قبل أن تعود لتستقر في بيروت. عرضت أعمالها في مدن عدة منذ عام 1986، مثل: باريس ولندن ودبي والكويت وشمال أميركا، وفي متحف الفنون المعاصرة في الجزائر وفي نيويورك.