#ثقافة وفنون
ريما كيروز 2 يناير 2020
«متابعة أعمال الفنانين وتسجيل مراحل مسيرتهم التشكيلية، يؤرخان ويصنعان تاريخ الفن التراكمي في المنظور الثقافي».. هكذا يرى فنانون تشكيليون إماراتيون، الذين لا يخفون عتبهم لغياب مطبوعات، يعتقدون أنها ضرورة لهذا الفن وأهله وجمهوره. «زهرة الخليج» رصدت انطباعات رواد الفن التشكيلي الإماراتي حول المطبوعات التشكيلية ودونتها.
قاعدة ضيقة
تؤكد عضو مجلس إدارة «جمعية الإمارات للفنون التشكيلية» ليلى جمعة راشد أنه «ليس هناك غياب حقيقي للمطبوعات الخاصة بالفن التشكيلي»، وتوضح: «هي موجودة، وما يعد من مقالات وكتب ونشرات وكتالوجات للمعارض وغيرها، منوطة بالحدث الفني الحاصل وموجهة لشريحة معينة من الناس، على اعتبار أن الجمهور المتابع للحركة التشكيلية قاعدته ضيقة ولا تصل لحجم قاعدة المجالات الأخرى، لكن مطبوعات الفن التشكيلي تطورت كثيراً في يومنا الحالي من نواحٍ عدة إن في الإخراج أو المضمون، ولكننا لا نعلم تماماً عن نسبة القرّاء أو المتابعين للحركة التشكيلية، فالقاعدة المعلوماتية المكتوبة عن الفن التشكيلي في الإمارات جيدة، ولكنها لا تغطي جانباً مهماً عن الفنانين من الأجيال الثلاثة الأولى الذين شكلوا الحركة التشكيلية في الإمارات».
وتتناول راشد دور الفنانين التشكيليين، قائلة: «يجب ألا يكون محصوراً بالتركيز على إنتاج أعمالهم الفنية والمشاركة بها، بل يجب أن يشمل اهتمامهم أيضاً المواد المكتوبة التي من شأنها أن تضيء على أعمالهم لتنشر وتقرأ. مع التشديد على ضرورة تركيز الإعلام على الحركة التشكيلية الإماراتية، وإظهار وعرض نماذج عن أعمال الفنانين الإماراتيين وغيرهم ممن لهم دور في تطورها، حيث إن التغطية عن الأحداث التشكيلية وافية، إنما هي لا تركز على المنتج أو العمل الفني المشارك به». وتضيف: «تحتاج الكتابة عن الفنون التشكيلية لمتخصصين ونقاد موضوعيين، يرصدون المشهد وينقلون آراءهم من خلال المطبوعات». مؤكدة أن «للمطبوعات الدورية المتخصصة بالفن التشكيلي أهمية كبيرة جداً، لأنها تغذي المجتمع بموضوعات تثقيفية منوعة وتتناول دراسات وآراء مهنية متخصصة، تكون مفيدة للفنانين والقراء على حد سواء».
سفير لوطنه
من وجهة نظر الفنانة التشكيلية سلمى المري: «هناك العديد من المؤسسات الثقافية التي اهتمت بإنجاز مطبوعات قيمة، وذات مستوى عالٍ وتحتوي على أعمال فئة مهمة من رواد الفن التشكيلي، كما أن هناك من الفنانين من قام بإنجاز مطبوعات كامله لمسيرته الفنية، إنما ظلت مسألة توزيع هذه المطبوعات مجانية ومحصورة بالمؤسسات والقلة القليلة من الفئات في المجتمع، ولم تجد طريقها إلى التسويق لتكون في متناول الجميع، لكونها بطبيعة الحال لم تصدر من دار نشر، تأخذ على عاتقها مسؤولية الترويج لها لإيصالها إلى المعارض الدولية».
وتتحدث المري عن أهمية المطبوعات بالنسبة للفن التشكيلي وفنانيه، قائلة: «طباعة أعمال الفنانين وتسجيل مراحل مسيرتهم التشكيلية يؤرخان ويصنعان تاريخ الفن التراكمي في المنظور الثقافي. ومن دون هذه الحقيقة ما درسنا تاريخ الفن العالمي وتعرفنا إلى مسيرة الفنانين العالميين، وأغنينا الحصيلة البصرية والمعرفية». وتعقب: «من حق الفنان بشكل عام أن يتم الاهتمام به والاعتناء بأرشفة أعماله بصورة متقنة ومشرفة له ولفنه، لأنه بحق سفير لوطنه في مجاله. كما أننا نعلم تماماً أن حضارات الأمم تقاس بفنانيها ومثقفيها وتحتفي بإنجازاتهم وإبداعاتهم».
مسؤولية جماعية
الفنان التشكيلي عبيد سرور، لا ينكر وجود إصدارات لمطبوعات ونشرات من خلال وزارة الثقافة و«جمعية الإمارات للفنون التشكيلية»، تتناول الفن التشكيلي وفنانيه، إلا أنه يلاحظ «غياباً ملحوظاً للمطبوعات المتخصصة بالفن التشكيلي والفنانين التشكيليين الإماراتيين، والمفروض أن عمليات التوثيق والنشر في هذا المجال، هي ثقافة ضرورية وأساسية للتعلم والتطور والتقدم مع تشديدنا على أن يشمل التوثيق فناني الدولة جميعهم، فلا يقتصر على شخص دون آخر، ولا يميز بين الفئات إلا بمستوى الإبداع والعطاء والتفرد». ويعلق سرور متابعاً: «حين تصل أصداء أعمالي إلى الآخرين في مجتمعي والعالم تكون رسالتي في الفن التشكيلي وصلت ومثلت بلدي كما يجب وبالطريقة التي أحب أن أقدمها». ويستطرد: «للأسف ليس لدينا نقاد محترفون في مجال الفن التشكيلي، ليصوبوا مسار المجال بملاحظات بناءة ومفيدة، ويحثوا الفنان على تطوير ذاته والتقدم بفنه وتحسينه.