واسيني الأعرج 18 نوفمبر 2019
قصة محزنة تلك التي ألمت بعائلة فيكتور هوجو. بنتان كان مصيرهما صعباً. ليوبولدين ماتت غرقاً في السين، لحظة زواجها، بينما آديل انتهت بها تجربة حب فاشلة على الجنون. عندما بلغت الثالثة والثلاثين، اهتز قلبها للضابط العسكري البريطاني ألبير بينسون، واقتنعت بأنه يريد الزواج منها. كان أول لقاء بينهما في مدينة جيرزاي حيث تقيم عائلة هوجو في منفاها الإنجليزي، بسبب مواقفه السياسية. لكن، من سوء حظ آديل، فقد استدعي حبيبها العسكري ليلتحق بمعسكره في هاليفاكس، في كندا. ثم إلى بارباد، مما جعل الشقة بين بينسون Pinson وآديل تتسع، فتبعته من أجل الزواج به، متخلية عن كل شيء، بما في ذلك والداها. كانت هشاشتها كبيرة. كان عمرها 13 سنة عندما غرقت أختها ليوبولدين، مما سبب لها ارتباكاً نفسياً كبيراً. كانت ليوبولدين هي سندها الكبير في كل ما تريد فعله. وكانت آديل، في لحظات عزلتها، تحادث أختها، وتطلب منها المساعدة. ونظراً لعدم تحملها المنفى، تقرر آديل العودة لباريس عام 1858م للاستشفاء.
في أولى صفحات مذكراتها كتبت في 28 مارس 1852م، تسع سنوات بعد حادثة وفاة أختها: أرانا في قبر واحد والناس يقولون بفخر، هنا بنتا فيكتور هوجو العظيمتان. في 20 ديسمبر 1861م تطلب آديل من والدها الموافقة على زواجها من الضابط بينسون: الرجل الذي حادثتك عنه يريد الزواج مني... يحبني. هو ملكي إنجليزي يمثل الماضي. يحب من؟ امرأة المستقبل، فرنسية، جمهورية. لا يهم. رفض كل شيء ورهانه الأوحد هو حبي. حلمه أن يراني. عندما وصلت فيكتور هوجو رسالتها وافق على زواجهما. لكن الاحتفالية لم تتم بسبب تنقلاته العسكرية. في سنة 1863م قررت آديل أن تلتحق بأمها وبأخيها شارل في باريس، لكن في الواقع لم يكن ذلك إلا حيلة. فقد ارتحلت نحو إنجلترا، ثم كندا بحثاً عن حبيبها. أخبرت أهلها أنها تزوجت ببينسون، وبعثت لهما إعلان الزواج المنشور في الصحافة في 17 سبتمبر 1863م حتى من دون إخبار زوجها «لقد تزوجت. ما زلت تحت تأثير الحدث... وسط هذه السعادة يوجد منغص صغير. سيضطر زوجي إلى السفر لمدة ثلاثة أسابيع بسبب انشغالاته العسكرية. سأنتظره في هاليفاكس حتى عودته بالقرب مني». وطلبت من أهلها أن يكتبوا مستقبلاً على رسائلها السيدة بينسون. لكن وضعها لم يتحسن، وشعرت بنفسها وحيدة فتوقفت تقريباً عن الأكل. في مارس 1870م، بفضل تحرياته يتعرف إلى خبر زواج ألبير بينسون من كاترين إيديث. أصيبت آديل بصدمة أدت بها إلى الجنون. أعيدت لفرنسا وعمرها 42 سنة. وفي 11 فبراير 1872م أدخلت نهائياً مستشفى الأمراض العقلية في سان- موندي. ولم تخرج منه إلا ميتة في 22 إبريل 1915م.