#ثقافة وفنون
كريم معتوق 9 يونيو 2019
للعيد رائحة الأحبة والتراب، العيد في وطني له طعم السعادة في القلوب، وجميع من نهوى فيه، من غادروه ومن يحيا فيه، يجمعنا الانتماء لهذا الوطن، ويجمعنا الولاء لقادته، ولاء بالبيعة والمحبة والإخلاص.
تعلم الأسرة أبناءها حب الوطن والولاء له، وتعلم المدرسة الانتماء والولاء، وفي الفترة الأخيرة أصبحت نشرات الأخبار تعلم أكثر من الأسرة والمدرسة، فحين نشاهد ما يحدث حولنا، يجب ألا نرى ونكتفي، أو أن ندعو بالصلاح والهداية والنجاة.
حين نرى ما يحدث في الكثير من البلدان العربية تحديداً، يجب أن يكون الموت والدمار درساً مجانياً لنا، ويجب أن تكون الحروب الطائفية معلماً لنا، وأن يكون الاقتتال بين أبناء البلد الواحد خير معلم لنا، وحين تتأجج الصراعات المذهبية يجب أن نتعظ من ذلك.
حين نرى ما لا نريده في وطننا، يجب أن نتوقف مع أنفسنا قليلاً، ونتساءل لماذا نحن بمنأى عن كل ذلك؟ ولا يجد المطلع صعوبة في الأمر، هنا سبب واحد، وهو أن القيادة في دولة الإمارات تتعامل مع أبناء الشعب معاملة الوالد لأبنائه، فالأمن الذي أصبح مطلباً مهماً في جميع بلدان العالم، نحن نشهده واقعاً ملموساً، والسلم الاجتماعي الذي يخمد الأحقاد، ويضيع الفرصة على من يرتب شراً للوطن وأبنائه، هو سلام متجذر في الدولة، والأمن الغذائي مسؤولية قام بها ولاة الأمر على أكمل وجه، حتى أن مفردة الجوع لا نسمع بها في أي مستوى من الأحاديث التي تدور، وكأنها مما يقرؤها أبناؤنا في قصص الأطفال، وما نشهده في نشرات الأخبار وبعض البرامج والتحقيقات.
عيدك مبارك يا وطن، عيدك هو سلامة شعبك، وفرحة أبناء الشعب، والرغبة في العطاء عند الجميع، عيدك مبارك يا وطن، يقولها الطفل الآمن على مستقبله، ورب الأسرة الآمن على مستقبل عائلته، والعربي والأجنبي الذي يشاركنا الحياة والبناء في الوطن، عيدك مبارك يا وطن يقولها الجار المحب، وتقول وسائل إعلامه هناك فرح حقيقي في الإمارات، وهناك سعادة نتمناها لهم ولنا.
عيدك مبارك يا وطن، هي صوت الكبير والصغير، ونتمناه مباركاً وسعيداً دائماً، فقد تعلمنا حب الوطن منذ الصغر لفظاً، من دون أن ندرك المعنى الحقيقي، وحين كبرنا عرفناه لفظاً ومعنى، وعرفنا أن الإنسان في وطن آمن ينعم بالخير، وعرفناه وطناً يتسع لأبنائه حباً وتسامحاً، ويتسع لكل محب لهذا الوطن، وأصبح مفردة عالمية للسلام، في كل الأديان وكل العروق وبكل اللغات، عيدك مبارك يا وطن، يا من جعلت لأبنائك سمعة طبية في الداخل والخارج، وجعلت كل إماراتي يعتز بانتمائه، وكل عربي يشهد لك بجميل صنيعك في الأمة العربية.
شـعر
لماذا العيدُ لا يأتي
معي للعيدِ أغنيةٌ
بغيرِ قداسةِ الأعيادْ
على الأيامِ أكتبها
ففي أرضي أرى فرحاً
بأن الأرضَ في وطني
بكل دقيقةٍ يزدادْ
دمٌ غالٍ يخضبها
إذا ما قلتُ يا وطني
وأن قصيدةَ الأمجادِ
رأيتُ سعادةً تنقادْ
للتاريخ ننسبها