#مشاهير العرب
منى رشدي 22 ابريل 2019
«سيدة المسرح العربي» سميحة أيوب، هي حالة فنية خاصة، عندما تشاهدها على الشاشة أو خشبة المسرح تشعر كأنها عملاق تمثيل، تكمن داخلها طاقة وموهبة لا أحد ينافسها فيها.
مع اقتراب انطلاق الموسم الدرامي الرمضاني، توضح سميحة آراءها حول دراما رمضان، وأسباب غيابها، فيما تقول عن الدورة الرابعة من «مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي»: «هذا المهرجان أكد أن مصر تقود قطار التنوير وتمكين شباب العالم في المسرح، وقد أثبت المهرجان مكانته كأحد أهم الفعاليات الدولية استكمالاً للمسيرة التي انطلقت منذ ثلاث سنوات، ولا تزال تُقدم الجديد. وميّز دورته الرابعة، أنها حملت اسم الفنان جورج سيدهم».
لم أبتعد
• نريد جميعاً الاطمئنان على صحتك؟
أنا بخير، وأشكر كل من يحاول الاطمئنان علي من داخل وخارج الوسط الفني.
• ما دمت بصحة جيدة.. فلماذا ابتعدت فجأة عن الساحة الفنية؟
لم أبتعد عن الساحة الفنية، فأنا أتابع كل ما يتعلق بالفن والفنانين، وإن كنت حالياً في حالة هدوء وراحة من الأعمال الفنية، سواء أكان في الدراما أم المسرح، وذلك منذ أن قدمت فيلم «تيتة رهيبة» مع الفنان محمد هنيدي، الذي عُرض عام 2012، لأني بصراحة طوال الفترة الماضية لم يُعرض علي أي أعمال تستهويني لتقديمها، فالفنان عندما يقدم كل هذه الأعمال الفنية ويكون له رصيد كبير عند الجمهور، إما أن يقدم ما يضيف إلى هذا المشوار أو يبتعد.
• ولماذا قبلت فيلم «تيتة رهيبة»، على الرغم من قلة أعمالك السينمائية؟
أنا أرفض المشاركة في أي عمل سينمائي لا يكون له مكانة في رصيدي الفني الكبير الذي جعلني «عميدة المسرح العربي». ولا أحبذ المشاركة في أي عمل سينمائي ضعيف، ولا أريد أن أشارك من أجل المشاركة فلا حاجة لي بذلك. وعندما شاركت في فيلم «تيتة رهيبة»، رفضت الدور قبل قراءته، لكن المخرج سامح عبد العزيز أصر على إسناده إلي، وتحت إلحاحه الشديد قرأت النص، وبالفعل وجدته فكرة ظريفة خالية من الابتذال، ومحمد هنيدي فنان ظريف ومهذب.
اختيارات الشعوب
• كونك «سيدة المسرح»، كيف ترين حال المسرح الآن؟
المسرح مرآة الشعوب، يقدم الفن الهادف والجيد، وأيضاً الفن الهابط والمبتذل، والشعوب هي التي تختار بناء على الظروف والعوامل التي تؤثر في ميولها.
• هل يستطيع المسرح القومي أن يقدم أعمالاً تنافس القطاع الخاص؟
بالطبع يستطيع ذلك. ومؤخراً رأيت تجربة رائعة للفنان المبدع يحيى الفخراني، بعنوان «ألف ليلة وليلة»، وهي من أجمل الأعمال المسرحية التي لاقت نجاحاً كبيراً، مثل الذي حدث عندما قدم «الملك لير»، وها هو يستعد لتقديمها من جديد على مسرح «كايرو شو».
مخرجة لمرتين
• كان لك تجربة في الإخراج، لماذا لم تكرريها؟
تجربة الإخراج جاءت بالصدفة، فوقتها كنا قد بدأنا بروفات مسرحية «مقالب عطيات»، وقرر المخرج أن يسافر وتأخر، فعرض علي رئيس الهيئة حينها أن أتولى إخراج المسرحية بنفسي، لأنني كنت مشرفة على الشعبة التي سوف تؤدي المسرحية. فرفضت، ولكن بعد إصراره جلست بمفردي لأيام عدة، ثم بدأت بوضع أفكار ورؤى جديدة. فأخرجت المسرحية ولاقت نجاحاً، ثم عرضت علي فتحية العسال إحدى مسرحياتها، واسمها «ليلة الحنّة»، فأخرجتها، نظراً إلى ما كانت تقدمه من مضمون عظيم ورسالة صريحة، عدا ذلك لم أفكر في الإخراج إطلاقاً.
• ما رأيك في الأجور المبالغ فيها من قبل بعض الفنانين؟
طبعاً أنا مندهشة من الزيادة المبالغ فيها في أجور الفنانين حالياً، حيث إن أغلب الفنانين أصبحوا يتقاضون ملايين الجنيهات في العمل الواحد، والأجور لا يمكن أن تكون تقييماً للفنان، والدليل على ذلك هناك ممثلات لا يمكنهن قول جملتين متتاليتين يحصلن على 10 أضعاف غيرهن. ولنكون أكثر صراحة، الأجور الكبيرة والملايين التي نتحدث عنها تذهب إلى ثلاثة أو أربعة نجوم، وباقي الميزانية جزء منها يوزع على الديكورات التي لا تظهر كما يجب، والجزء الآخر على المجاميع التي تُظلم، وللأسف الهرم الفني أصبح مقلوباً، وأصبحت قيمة الفنان بقدرته على جلب الإعلانات، والنجومية أحياناً تأتي من بعض المنتجين الذين يفرضون أشخاصاً بعينهم على الجمهور، اتباعاً لسياسة الإلحاح.
هزل مسرحي
• في الفترة الأخيرة حصلت أكثر من محاولة لإعادة الحياة للمسرح، ومنها تجربة الفنان أشرف عبد الباقي.. فما رأيك بها؟
الموجود على الساحة الآن يُعتبر هزلاً، وليست له أي علاقة بالمسرح والكوميديا، ويجب على القائمين على صناعة الدراما والسينما والمسرح احترام عقلية الجمهور وتقديم منتج يليق به. ومن العيب أن نطلق على ما يقدمه أشرف في الوقت الحالي مسرحاً، فهو مجرد لوحات هدفها فقط قتل الوقت، و«مسرح مصر» ليست له علاقة بالمسرح الذي اعتدنا عليه، ويمكن أن نطلق عليه اسم «اسكتشات»، لأن المسرح بمعناه الحقيقي شيء مقدس.
• وما رأيك في تطوير «مسرح الريحاني»، الذي أجراه أشرف عبد الباقي؟
بالتأكيد هذه خطوة تحسب لأشرف، ولا أنكر أنه فنان مجتهد ودؤوب ويحب عمله، ويقدم حالة فنية خاصة.
أصعب اللحظات
تقول سميحة أيوب: «على الرغم من كثرة الصعوبات التي مررت بها في حياتي، إلا أنه لم يكن هناك أفجع وأصعب من موت ابني الذي أنجبته من زوجي الأول محسن سرحان، الذي شرخني رحيله من الداخل، لكن حفيدي منه يعوضني عنه ولو قليلاً، فـ(مفيش أعز من الولد إلا ولد الولد)، وهو الآن موجود في أميركا».
أشخاص في حياة «سيدة المسرح»
كشفت سميحة أيوب، أنها في حياتها المهنية والخاصة، قابلت أشخاصاً كثيرين أرادوا إلحاق الأذى بها، وكانت ترد عليهم بعملها. وتضيف: «بالفعل تعرضت لحروب عنيفة من أشخاص داخل الوسط الفني، نساء ورجالاً، وكانت بداية الأزمات مع العنصر النسائي، أما بعد عملي بالناحية الإدارية في المسرح، فأصبحت مشكلاتي مع الرجال أكثر، أما المخرجون فلم أتعرض لأي حروب من جانبهم، وكل مخرج عملت معه تعلمت منه الكثير. وعلى الرغم من أني عملت مع نجوم كثيرين، ليست لديّ ذكريات معهم، فتظل أقرب صديقاتي في الوسط: نادية لطفي، سميرة عبد العزيز والناقدة المسرحية آمال بكير.