#ثقافة وفنون
ريما كيروز 2 ابريل 2019
يُعد «قصر الوطن»، في العاصمة أبوظبي، تحفة فنية فريدة في الفن المعماري، وجسراً للتواصل المعرفي والحضاري بين شعوب العالم، وتجسيداً لمسيرة التقدم في دولة الإمارات. يكفي أن تتجول في ممرات هذا الصّرْح الثقافي الجديد، المستوحاة من التقاليد العربية الأصيلة، وتشاهد العرض الضوئي والصوتي لتتعرف إلى مسيرة تقدم دولة الإمارات عبر رحلة مَرئيّة من ثلاثة فصول.
موروث عريق
ينضم «قصر الوطن» إلى مجمع قصر الرئاسة، ويستضيف القمم واللقاءات الرسمية الرفيعة بين قيادة الدولة وضيوفها من ملوك ورؤساء، وتُعقد فيه جلسات المجلس الأعلى للاتحاد، واجتماعات مجلس الوزراء، ويمثل أحد رموز مسيرة الإنجاز والتقدم في الإمارات، ويُبرز الموروث الثقافي العربي العريق، ونهج الدولة القائم على قيَم التعاون والمشاركة ونشر المعرفة.
ويعكس «قصر الوطن» التراث المعماري العربي، من خلال الأنماط والزخارف والأشكال الهندسية والألوان المستوحاة من طبيعة المنطقة، برؤية معاصرة تتناسب مع القرن الـ21. وقد استغرق بناؤه (150 مليون ساعة)، واختير له اللون الأبيض باعتباره رمزاً للنقاء والسلام، أما أبوابه فمصنوعة من خشب القيْقب الصلب، ومُحلاة بالذهب الفرنسي (عيار 23 قيراطاً)، وقد تم نقش الرسوم عليها يدوياً.
القاعة الكبرى
تقع القاعة الكبرى في وسط القصر، ويبلغ طولها وعرضها 100 متر، في حين يبلغ قطر قبّتها الرئيسية 37 متراً، وهي واحدة من كبرى القباب في العالم، تتدلى منها ثريّا تحتوي على (350 ألف قطعة كريستال)، وهي إلى جانب دورها الجمالي، تمتص الضجيج والضوضاء في القاعة. واعتمدت لتصميم هذه القاعة، هندسة تقسيم الجدران ضمن ثلاثة مستويات، بهدف إظهار هيكلها بالشكل المطلوب.
روح التعاون
تستضيف القاعة الكبرى جلسات المجلس الأعلى للاتحاد، إضافة إلى القمم واللقاءات الرسمية كاجتماعات الجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي. وتتميز القاعة بتصميمها الدائري ليَحظى الرؤساء والقادة المجتمعون بمكانة متساوية، وهي على شكل مَدرَج يُتيح للموجودين فيها متابعة الجلسات المنعقدة. وتتوسط سقف القاعة قبّة بنقوش من ورق الذهب (عيار 23 قيراطاً).
بيت المعرفة
يُمكن للزوار في «قاعة بيت المعرفة»، التي تنقسم إلى قسمين متواجهين، الاطّلاع على مجموعة واسعة من القطع الأثرية والمخطوطات القديمة والنادرة. وتماشياً مع عام التسامُح، يَعرض «بيت المعرفة» الكتب السماوية الثلاثة: القرآن الكريم والإنجيل ومزامير داوود جنباً إلى جنب، كما يعرض أول خريطة عصرية للجزيرة العربية من عام 1561، التي رسمها الإيطالي جياكومو جاستالدي من خلال استخدام المعلومات التي جمعها المستكشفون البرتغاليون، ويُعتقد بأنها أول خريطة تحمل اسم إمارة أبوظبي.
مكتبة القصر
هي بمثابة وجهة أساسية للباحثين وطلاب المعرفة في مختلف المجالات العلمية والثقافية، بما توفّره من مجموعة واسعة من الكتب والمخطوطات النادرة، بأحدث الوسائل والتقنيات. ويتضمن محتوى المكتبة منشورات المؤسسات الثقافية، ومراكز البحوث والجهات الرسمية، ودُور النشر في الإمارات، وكتباً متخصصة في معارف واسعة، مثل الآثار والتاريخ والتراث، والمذكرات.
طاقة الكلام
يتوسط الجناح الشرقي عمل فني بعنوان «طاقة الكلام»، للفنان مطر بن لاحج، ويُشكل إحدى المقولات المأثورة للراحل الكبير المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيَّب الله ثراه)، وهي: (الثروة الحقيقية هي ثروة الرجال وليس المال والنفط، ولا فائدة في المال إذا لم يُسَخّر لخدمة الشعب).
العرض الضوئي
يُمكن لزوّار «قصر الوطن» أن يستمتعوا مساء كل يوم عند الساعة 7.30 مساء بعرض ضوئي وصوتي بعنوان «The Palace in Motion»، يستمر ربع ساعة، ويستعرض مسيرة التقدم في الدولة عبر رحلة مَرئيّة من ثلاثة فصول، تنتقل من تاريخها العريق إلى حاضرها المشرق، ورؤيتها لمستقبل أكثر ازدهاراً.
مائدة رئاسية وهدايا
• المائدة الرئاسية: تضم هذه القاعة 149 ألف قطعة فضية وكريستالية، مُصممة خصّيصاً لـ«قصر الوطن»، وعلى المائدة التي تتوسطها، يتم تقديم الولائم في المناسبات الرسمية، وتعكس كرَم الضيافة الإماراتية.
• الهدايا الرئاسية: تضم هذه القاعة مجموعة خاصة من الهدايا الدبلوماسية المقدَّمة لدولة الإمارات، وتُعرَض للجمهور للمرّة الأولى، وتعكس الثقافة والقيَم الاقتصادية للدول التي تقدمها، واختيرت بما يُراعي أهم الاعتبارات، مثل الدين الرسمي للبلد وخصوصيّته الثقافية، وذوق مُتلقّي الهديّة.