#أخبار الموضة
لاما عزت 11 مارس 2019
تميّزت ذكريات طفولة كريستيان ديور بمشاعره القويّة تجاه عالم الأزياء، فالمكان المفضلّ لكريستيان الصغير في منزله العائلي، القائم على حافة منحدر في النورماندي، كان حجرة البياضات حيث راقب بصمت عاملات الخياطة تحيك وتطرّز بمهارة. قطبة السلسلة، قطبة الزهرة، تخريم بإبرة مغزل، قطبة جذعيّة، تطريز منزلق، شكّ خرز، «عقدة بوفيه Beauvais».
كانت الأيادي الرشيقة تغرز القطبة تلو الأخرى أمام عينيّ الولد المبهور الذي كان يلعب بخيوط الحرير ويجمع البكرات. ووصف المصمّم بالتفصيل هذه الذكريات الغالية في مذكّراته المكتوبة في عام 1957، قائلا: «كنت أبقى بعد غروب الشمس وحلول الليل، ناسياً كتبي وأخي، أشاهد النساء تحيك بالإبرة حول مصباح الكاز». وبقي عشقه للخياطة طوال سنوات مراهقته. ففي حين كان والداه يسعيان لكي يصبح سفيراً، كان الشاب النورماندي يفضّل الرسم، وعند الحاجة يبتكر أزياء أشقّائه وشقيقاته وأقاربه للحفلات التنكريّة التي كانت تُقام في كازينو غرانفيل.
الشرارة الأولى
خلال عطلة قضاها بعيداً عن باريس في الثلاثينات، اكتشف كريستيان ديور متعة كبيرة في الابتكار. فتعلّم تقنية حياكة الأقمشة وأبدى شغفاً بها. فكانت هذه الصلة بالعمل الحرفي أمراً أساسياً بالنسبة إليه، لخّصه بالتالي: «كنت أتمنّى صنع شيء بواسطة يدي». وبهذه الطريقة، تطور الخياط المستقبلي وتحول إلى رسام أزياء. فعرض عليه صديقه جان أوزين بيع رسوماته، فذكر ذلك في مذكراته قائلاً: «في إحدى الليالي، عاد جان ظافراً، كان قد باع رسومات لي مقابل 120 فرنكاً. أوّل مبلغ من المال جنيته من أتعاب يديّ! كنت منذهلاً. فمبلغ الـ120 فرنك هذا الذي كان نتيجة صداقة يقظة ووفية، كان بالنسبة إلي كأشعة الشمس الأولى بعد ليل طويل، فحدد مستقبلي وما زال يشكّل شرارة في حياتي».
أيادٍ ذهبية
عند تأسيسه لدار الأزياء الخاصة به في عام 1947، تمنّى كريستيان ديور أن تكون داراً صغيرة وخاصة، داراً يتمّ العمل فيها وفق أفضل تقاليد الخياطة، مع عاملات يسعين لإيجاد أو ابتكار تقنيّات خاصة بالتصاميم المسندة إليهن. يقول: «في وقت كان كلّ شيء يتّجه نحو المكننة، كنت أودّ أن تبدو الدار مختبراً حرفياً أكثر من مصنع نموذجي». وفي حين اشتهر المصمّم الكبير من خلال تقديمه للعالم نوعاً جديداً من الأزياء، غير أنه حقق الخلود لاسمه من خلال رؤيته الفريدة التي كانت تقوم على الإشادة بأيادي الحرفيين الذهبية. حتى لو ترتبت عليه العودة إلى التقاليد المنسية.
ساعات مذهلة
وفقاً لكريستيان ديور: «يستلزم الترف الحقيقي مواد مميّزة وعملاً حرفياً حقيقياً، فلا معنى لأي شيء إن لم يكن هناك تجذّر في التقاليد». بناء على ذلك، سعت ساعات Dior إلى إدامة هذه التقاليد، فقدّمت للحرفيين بيئة مؤاتية للتعبير عن مهاراتهم تناغماً مع جوهر الدار. أما الميزة الجمالية والتقنية التي تتمتّع بها مجموعة Dior Grand Bal، ألا وهي عيار Dior Inversé ووزنه المتأرجح الموضوع فوق القرص، فقد حقّقت هذا العام نجاحات لم يسبق لها مثيل. فتتميّز ساعة Dior Grand Bal Plume الجديدة، المذهلة والأنيقة، بحزمة من الريش المغطّى بالذهب بشكل كامل. وقد بذل الحرفيون أفضل ما لديهم من مهارة وإبداع، خصيصاً لهذا التصميم، بهدف منح هذه الخيوط المتألقة النعومة والخفة التي يتميز بها الريش الطبيعي. ويعكس تصميم آخر من Dior Grand Bal Plume الألوان الغامضة لليل السحري، من خلال قرص قاتم باللون الأسود الداكن مزيّن بخيوط ذهبيّة في حين يُبرز خطّ من الألماس البرّاق أناقة الريش العشوائي المنتشر على الوزن المتأرجح. وينشر اللون الأحمر، المفضّل لدى Christian Dior، طاقته المتقدة على قرص ساعة Dior Grand Bal Résille الجديدة وسوارها المصنوع من جلد التمساح. فيكشف الوزن المتأرجح عن تشابك دقيق ومذهل للألماس.