نجاة الظاهري 16 ديسمبر 2018
علمنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن المحافظة على أصالة التراث واجبة، وهذا هو نهج «مهرجان الشيخ زايد التراثي» بالوثبة، نهج يجدد كل عام ولاءه لمعلمه الأول، ويجدد الاحتفال به، ويضيف إليه كل ما يعبر عن رؤية الإمارات العالمية ذات المحبة والتسامح والتعايش السلمي بين الشعوب. «ملتقى الحضارات» على أرضٍ واحدة، أرض المهرجان، واختلافاتها التي تتلاقى في بعض النقاط، تقص «زهرة الخليج» لقرائها ما رأته منه في السطور التالية.
الحي الإماراتي
الزائر للحي الإماراتي، تستقبله رائحة العود والمسك والعنبر، ودخان المداخن وهو يتطاير في أرجاء المكان باحتفالية خاصة. الجناح المبني بالطراز التراثي، بدكاكينه المختلفة، بين دكان للعطور وآخر للثوب الإماراتي النسائي، وآخر للمشغولات اليدوية، بجانبه دكان للصابون المنزلي، يقابله دكان الذهب والاكسسوارات.
وترافق أنغام العيالة والرزفة الزائر في جولته، حيث يتعالى صوتها مساءً بهجةً بالحدث. كما تتيح هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة لزوار جناحها تعلم الحرف النسائية والرجالية وفنون القهوة العربية.
وللحضور الإماراتي جانبٌ آخر، يتمثل في بيئة البحر، حيث تبرز نماذج من السفن الشراعية، يجلس بالقرب منها صيادون وصانعو الشباك والقراقير، والطواش، وأصحاب المقتنيات البحرية المختلفة، لتعليم الزائر كل ما يحتاجه من المعرفة الخاصة بالبحر وأهله ومعيشتهم القديمة كذلك.
ذاكرة وطن زايد
«ذاكرة وطن»، حيث ترى زايد في صوره المعلقة والمعروضة في كل زاوية، تحكي قصةً من قصص حكمه لمدينة العين، ثم أبوظبي ودولة الإمارات، في صولاته وجولاته على الأرض وخارجها، وهو يسعى لبناء مجدها وعزتها وكرامة شعبها.
المعرض الذي ينظمه كل عام الأرشيف الوطني، تخليداً لذكر الراحل الكبير طيب الله ثراه، وتبياناً لإنجازاته، وتعريفاً بتاريخه. إلى جانبه معرضٌ لوزارة الخارجية، يعرض صوراً نادرة للراحل مع رؤساء دول أخرى، وكذلك إحصاءات لإنجازات الوزارة ومناصب المرأة التي حازتها فيها.
القرى العالمية
تتوزع على أرض المهرجان قرى مصغرة لدول عربية من المحيط إلى الخليج، من اليمن إلى عمان، التي يزين سامي السيابي بفنه أحد دكاكينها، إلى الكويت، حيث الفنان فاضل الرئيس ورسوماته الكاريكاتيرية، إلى الجزائر ومصر والبحرين، والسودان التي يقف فيها الفنان أسامة عبد الباقي، عارضاً لوحاته الفنية، إلى الأردن والمغرب وغيرها، مروراً بدول أوروبا وشرق آسيا، حيث تعرض كل قرية ما يعبر عن ثقافتها من حيث الملبس والمأكل والموسيقى والفن الشعبي.
المسيرة الموسيقية والشعبية
معالم الاحتفال بالحدث والبهجة، تتوزع كل دقيقة على أرض الحدث، حيث يرى الزوار كل ساعة عرضاً للفرقة العسكرية الموسيقية وهي تجول حول الساحة الخضراء، وعرضاً عالمياً لمجموعة من الفرق التي تمثل دولاً مختلفة في مسيرة جميلة عالمية تبين التمازج الثقافي والتعايش بين الشعوب. كما أن النافورة المتوسطة لساحة المهرجان تعلو وتهبط راقصةً على أنغام الأغاني الوطنية كل حين، زاهيةً بألوان العلم.
معالم عالمية
لكل دولة وحضارة معلمها الذي يميزها، وهذا ما يراه زوار المهرجان في قرية الشواهد العالمية، ويتجول بين برج بيزا المائل وبرج إيفل، وحيوانات أفريقيا، وأهرامات مصر، ومعالم حضارة الآزتك في المكسيك، وغيرها من الشواهد البارزة لدول العالم المختلفة، ولا بد من الحضور الموسيقي أمام معلم كل دولة، ليشعر الزائر بأنه يتجول حقيقةً في ساحاتها.