#مشاهير العرب
ربيع هنيدي 15 نوفمبر 2018
• ليت كل فنان يعلم أنه لا يمكنه استرجاع الكلمات بعد نطقها، كما لا يمكن استرجاع الفرص بعد ضياعها، ولو أدرك هذا لتفادى الكثير من أقواله وأفعاله التي تسيء إلى شخصه ومهنته. تقول الحكاية: «في أحد المطارات كانت فنانة تنتظر طائرتها، وعندما طال انتظارها اشترت علبة بسكويت ومجلة تقرؤها في انتظار الطائرة، وأثناء تصفّحها المجلة جلس إلى جانبها رجل وأخذ يقرأ كتاباً. وعندما بدأت بتناول أول قطعة بسكويت كانت موضوعة على الكرسي إلى جانبها، فوجئت بأن الرجل كلما كانت تتناول قطعة بسكويت من العلبة، كان الرجل يتناول قطعة أيضاً.. وكانت تزداد عصبيتها، ولكنها كتمت غيظها، وعندما بقي في العلبة قطعة واحدة فقط، نظرت إليها وتساءلت: ترى ماذا سيفعل هذا الرجل قليل الذوق الآن؟ لدهشتها قسم الرجل القطعة نصفين، ثم أكل نصفاً وترك لها النصف الآخر؟ فقالت في نفسها: هذا لا يُحتمل. كظمت غيظها مرة أخرى وأخذت مجلتها وبدأت بالصعود إلى الطائرة، وبعد أن جلست في مقعدها، فتحت حقيبتها، وإذ بها تفاجأ بوجود علبة البسكويت الخاصة بها كما هي مغلقة في الحقيبة! شعرت بالخجل الشديد، عندها فقط أدركت أن علبتها كانت طوال الوقت في حقيبتها وأنها كانت تأكل من العلبة الخاصة بالرجل، فأدركت متأخرة أن الرجل كان كريماً جداً معها، وقاسمها علبة البسكويت الخاصة به من دون أن يتذمر أو يشتكي، وازداد شعورها بالخجل، حيث لم تجد وقتاً أو كلمات مناسبة لتعتذر للرجل عمّا حدث من قلة ذوقها». هناك دائماً أشياء إذا فقدناها لا يمكن استرجاعها.. لذا عزيزي الفنان لا تتسرع في الحكم على الأشياء وإطلاق التصريحات في حق زملاء المهنة.
• ليس الفنان دائماً هو المخطئ، ولا يجب أن يكون كما يتصوره البعض «مصباح علاء الدين».. لكنه للأسف في أي أزمة نجد الأضواء مسلطة عليه، سواء برضاه أم غصباً عنه. وفي هذا السياق وصلتني رسالة من قارئة تقول فيها: «مرحباً، أحببت أن أخبرك عن موقف صار لي مع أكثر من فنان مشهور، حتى تُدرك كم أن الفنانين والمشاهير يعبدون المال، وشاطرين فقط أن يعملوا «بروباجندا» على وسائل التواصل والإعلام، مُدّعين أنهم كرماء وخيّرون.. إنما في الحقيقة هم بخلاء، ليس لديهم أي استعداد لمساعدة أحد. والقصة كي لا أطيل عليك، لي أكثر من شهر أحاول فيها سداد مبلغ لامرأة فلبينية رهنت جواز سفري لديها مقابل فائدة، ولي شهر أعمل وليس في إمكاني أخذ قرض أو سلفة من الشركة حتى أتم ثلاثة أشهر معهم، ومن ثم أضع إقامتي عليهم، وكنت أحتاج إلى جواز سفري لأعطيه للشركة، إنما عليّ أولاً سداد ما عليّ لتلك الفلبينية، وهنا اقترحت عليّ صديقة لي اللجوء إلى برنامج يدعى True Caller، حتى أحصل من خلاله على أحد المشاهير لأطلب منه المساعدة. وبعد 10 أيام من تنقلي بين «فيسبوك» و«إيميل» و... آخر شيء تحصلت على أرقام بعض النجوم، أمثال: فايز السعيد، حسين الجسمي، عاصي الحلاني، إليسا، أحلام ولجين وغيرهم، فبعثت لكل منهم برسالة صوتية أشرح لهم فيها وضعي، وأطلب منهم خجلاً المساعدة المادية، إنما للأسف لم يُلبّ ندائي أحد، بل منهم من عمل لي «بلوك»!».
وطبعاً بعد أن قرأت ما بين حروف وسطور الشاكية من ألم وحاجة، أقول إن الأسماء التي ورد ذكرها في رسالتها، إذا كانت في قصتها لم تساعدها مادياً، فهذا لا ينفي أن لهم مواقف مشرّفة عديدة، وانتصارات إنسانية في العديد من المحافل الحياتية قاموا بها لأناس آخرين، ثم إن مثل هذه الأسماء الفنية وغيرها بالتأكيد يمر عليهم يومياً عشرات المحتاجين، وطبعاً من هؤلاء من هم محتالون، فليس بالضرورة كلما قصدهم أحد لبّوه.. وتبقى خير مواساة للشاكية، ما قاله كريم العراقي من شعر: «لا تَشْكُ للناس جرحاً أنت صاحبه.. لا يؤلم الجرح إلا من به ألم».