فاطمة العمرو 16 سبتمبر 2018
مع افتتاح صالات العرض السينمائية في السعودية، يستعد روّاد عالم الأزياء والموضة لتعزيز قُدراتهم وتوظيفها في تنسيق واختيار ما يناسب نجوم الفن، الأمر الذي اعتبروه فرصة متميّزة لكلا الطرفين. فهل وجود سينما في السعودية سيُنعش صناعة الأزياء؟.. «زهرة الخليج» طرحت الموضوع مع مصمّمين ومختصّين في أزياء المرأة.
فرصة للمصمّم
يؤكد المصمم أيمن الرابغي أن عالم تصميم الأزياء جزء أساسي من السينما، وهذا سيجعل المصمم السعودي يُبدع أكثر في عمله، ويساعده في توسيع مداركه، ويعتمد التصميم حسب كل شخصية وتفاصيلها، مُضيفاً أن المصمم سيُعبّر عن كل ما هو مُتعلّق بالتغييرات الدراماتيكية» التي تحدث في المجتمع، مُشيراً إلى أن الزّي المتميّز جزء مهم في شخصية الفنان التي تكشف عن إمكاناته ليظهر في صورة تساعد المتلقّي على التعرف إليه أكثر من خلال الشخصية التي يجسدها، وكمصمم لا بدّ أن أكون مواكباً لتطلعات السينما.
ويختتم الرابغي: «سبق أن شاركتُ في الكثير من الأعمال التلفزيونية، وطالما انتظرنا هذه اللحظة منذ سنوات، لنُظهر إمكاناتنا وقُدراتنا، وليرى العالم إبداع المصمم السعودي».
تدريب الواعدين
وعن مشاركة مصممة الأزياء في اختيار الملابس المناسبة للممثلات، قالت المصممة نفلاء العتيبي: «يُسعدنا كمصممي أزياء التعاون مع نجوم الفن، إذ أعتبرها إضافة متميّزة لكلا الطرفين، وفرصة يُبرز فيها مصمم الأزياء إبداعه من خلال الأعمال التلفزيونية والسينمائية من جهة، ويتعرف فيها الفنان إلى أعماله من جهة أخرى، الأمر الذي يعطي المصمم مساحة من الإبداع». مؤكدةً أن المصمم السعودي لديه ذوق رفيع جداً، ويُضيف إلى الفن إذا سُنحت له فرصة التعاون، وترى أن أغلب الدول يتم فيها الاستعانة بمصمّمي الأزياء في مجال السينما.
وتضيف: في هذه المرحلة سيُسهم دخول السينما في انتعاش الأزياء، كون الساحة المحلية تضمّ عدداً كبيراً من المبدعين في هذا المجال، وأجدها فرصة للمصممين وخصوصاً الجيل الجديد، ليقدّموا أفضل ما لديهم من تصاميم مُتميّزة غير مألوفة، تترك بصمة جيّدة للمشاهد، كما يُفترض أن تكون لدى كل فنانة مصممة خاصة بها أو مستشارة للموضة.
وتطالب العتيبي مختتمة «بتكثيف الدورات الخاصة للمصممين الواعدين، وتدريبهم على أساسيات التصميم، ومعرفة حقوقهم كمصممين».
معهد للأزياء
من جانبه، يؤكد المصمم ريان القرشي، أن الفترة المقبلة ستشهد نقلة كبيرة في مجال الأزياء من مصممين شبّان وشابّات، للتعاون مع مُنتجين، بحيث يقوم بتسليم تصميمه إلى فريق العمل، ممّا يُسهّل انتشاره بين المجتمع بشكل بسيط وسريع. موضحاً أن دخول السينما، وكذلك انطلاق أسبوع الموضة السعودي الذي أقيم في مدينة الرياض لأول مرّة، سيُساعدان على انتعاش الأزياء، متوقعاً احتضان المملكة معهداً خاصّاً لتصميم الأزياء قريباً.
الموضة عِلْم
من وجهة نظر أخرى، لا يرى المصمم العالمي يحيى البشري أي رابط يجمع بين عودة السينما وانتعاش الموضة، مشيراً إلى أن مصطلح صناعة الموضة غير موجود في السعودية، مُعتبراً بأنه علْم كامل ويحمل معاني كثيرة، وبأنّ الصناعة المحلية متوسطة ومحصورة بالثوب والعباءة.
ويعتقد البشري مُختتماً «أنه في حال أتيحت لمصمم الأزياء الفرصة للمشاركة في الأعمال المحلية، فستكون تجربة تضيف إلى خبرته، مُشيداً بعودة السينما السعودية.
فرص للكوادر السعودية
وكشفت المدير العام لأكاديمية «نفيسة شمس للفنون والحرف في جدّة»، مي عمر طيبة لـ«زهرة الخليج»، أنه تم تأهيل أكثر من 100 مُتدرّبة من دبلوم تصميم الأزياء الخاص بالأكاديمية، وأن الأكاديمية بصدد افتتاح حاضنة أعمال لمساعدة خرّيجات مجال تصميم الأزياء على بدء مشروعهن الخاص.
وتعتقد طيبة أن المجتمع السعودي لطالما كان على اطّلاع دائم على آخر الصيحات من خلال قنوات التلفزيون العديدة. أما صناعة السينما، أي إنتاج أفلام سينمائية داخل السعودية، فسوف تُنعش صناعة الأزياء السينمائية على الخصوص، وترى أن هذا المجال يحتاج إلى تدريب مختص.
وتختتم طيبة قائلة: «تحتاج الخريجات إلى جهات تتبنّى تدريبهنّ، ونحنُ نعاني عدم إيجاد جهة تقبل تدريبهن كمُتطلَّب للتخرج، وكذلك إعطاء الفرصة للكادر السعودي.