لاما عزت 15 ابريل 2018
بفضل الرؤية الثاقبة والنظرة البعيدة للمغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيّب الله ثراه)، تمكنت المرأة من شق طريقها بكل ثقة، وتخطت كل الصعاب لتنهض ثقافياً واجتماعياً ولتُشرق فكراً وعلْماً وعملاً ومكانةً، وأثبتت أنها شريك أساسي في تنمية المجتمع ونهضته إلى جانب الرّجُل، كما كان يؤكد المغفور له دوماً.
وفي عهد زايد تعهّد القائد الراحل على توفير كل الدعم والتأييد للمرأة، في كل ما من شأنه تعزيز دورها في المجتمع، وتوسيع نطاق مشاركتها في عملية التنمية الشاملة، فطالب بخطة لاستيعاب قُدراتها في العمل، كما كان يشدّد في أكثر من مناسبة على أن جميع مجالات العمل متاحة للمرأة في الإمارات مثلها مثل الرجل.
بتشجيع المغفور له المرأة على التسلح بالعلم وبالشهادات العليا، مَهّد لها الطريق لتقتحم مجال العمل التربوي والاقتصادي والاجتماعي وحتى السياسي، وبمساندة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة "أم الإمارات"، الداعم الأكبر للمرأة، نجحت الإماراتية في أخذ مكانتها المرموقة في كل مجالات الحياة وعلى الصّعُد كافّة، فأثْرَت طموحاتها وتطلّعت لكي تكون على مستوى المسؤولية في المجتمع. كل ما حلمت به المرأة الإماراتية سبقه زايد بالتحقيق، وقدّمه لها قبل أن تُفكّر فيه.
إيمان القائد الراحل بقُدرات ابنة الإمارات على التقدم ومشاركتها في بناء مجتمعها ودولتها، أعطى اليوم نتائج استثنائية، إذ بلغت نسبة النساء الإماراتيات العاملات في الدوائر الحكومية 54 في المئة، مُقابل 46 في المئة للرجال الإماراتيين.
وتشغل المرأة اليوم جميع الوظائف، سواء أكان في القطاع الحكومي أم الخاص، وتستحوذ حالياً على 47 في المئة من الوظائف القيادية والإشرافية في الحكومة الاتحادية، وتشغَل أكثر من 53 في المئة من الدرجات الوظيفية الأخرى.
والتشجيع الذي لاقته الإماراتية في عهد الوالد المؤسس، تواصل مع القيادة الرّشيدة لدولة الإمارات التي لم تَألُ جُهداً إلّا سخّرته لخدمة المرأة، فشرعت أمامها جميع الأبواب لتختار العمل المناسب لها، مما أثمَر عن تبوّئها مناصب عالية وتولّيها مسؤوليات كبيرة في مختلف أجهزة الدولة، من تعليم وصحة وثقافة وسياسة وعسكرية.
فالنجاح الذي حققته المرأة في مجتمعها، ساعدها على أن تَبرُز في العمل الدولي، حيث أصبحت الإماراتية حاضرة بشكل فاعل، سواء أكان من خلال تمثيلها الدولة أم عضويتها في أهم المنظمات الدولية.