لاما عزت 3 يوليو 2016
في إحدى روايات الكاتب الكولومبي الشهير، "الحب في زمن الكوليرا"، يجتمع عاشقان تجاوزا السبعين بعد سنوات طويلة من الفراق تزوجت فيها المحبوبة وعاش في العاشق حياة حافلة بالمغامرات من دون أن يتزوج، في انتظار أن يجمعه القدر بها مرة أخرى. وإن كانت هذه القصة تبدو لكثيرين لا يمكن أن تحدث إلا في الروايات، لكنها حدثت فعلاً في تركيا مؤخراً، حيث اقترن حبيبان بعد 77 عاماً من الحب. والقصة تقول إنه وفي عام 1938 وفي قرية صغيرة في ولاية قهرمان مرعش، جنوب الأناضول في تركيا، دقّ قلب مصطفى قره قويون، الذي كان عمره آنذاك 15 عاماً، بالحب لأول مرة، وكانت الحبيبة الفتاة دوندو كيراش التي تكبره بثلاثة أعوام. وحين أخبر مصطفى والده برغبته في الزواج من دوندو، وقوبل طلبه بالرفض القاطع الذي حطم أماله، يقول مصطفى، "شعرت بالصدمة، وكدت أفقد رغبتي في الحياة، ومن ثم التحقت بالجيش." عاد مصطفى إلى قريته من الجيش بعد أربع سنوات، ليجد دوندو قد تزوجت ورزقت بطفل، وهو ما جعله لا يطيق البقاء في القرية، فانتقل إلى مدينة غوكسون، ليبدأ فيها حياة جديدة ويتزوج وينجب أطفالاً، هو الآخر. وحين ظن العاشقان أن السبل تفرقت بينهما، وظنا ألا تلاقيا، جمعت بينهما الأقدار مرة أخرى. توفيت زوجة مصطفى وكبر أولاده، فانتقل للعيش في بيت المسنين في منطقة إلبستان، وفي أيامه الأولى هناك اقتربت منه إحدى النزيلات لتقول له "مصطفى ماذا تفعل هنا؟"، يقول مصطفى "نظرت إليها وقلت لها أنا لا أعرفك، من أنت؟ فقالت لي "أنا دوندو كيف لا تعرفني؟" ومن هنا بدأ فصل جديد في الحكاية، تبادل فيه المحبان المسنان حكايات 77 عاماً من الفراق، وحاولا التخفيف عن بعضهما البعض، ومن ثم قررا أن يعقدا زواجهما المؤجل منذ ثلاثة أرباع القرن، وقوبل قرارهما برفض الأبناء هذه المرة. تأثرت دوندو كثيراً باعتراض أبنائها، وباتت تبكي كثيراً، وتقول لمصطفى "خذني بعيدا، أنقذني من هنا"، ولم يتحمل مصطفى حزنها فحاول الهروب معها من بيت المسنين في إحدى الليالي، إلا أن المشرفين اكتشفوهما وأعادوهما. استدعى مدير بيت المسنين مصطفى، وأخبره بخطأ ما فعله، وكان رد مصطفى "إذا لم تزوجوها لي سأهرب معها، لا خيار آخر"، صمم مصطفى هذه المرة على أن لا يعيقه شيء عن الزواج من حبيبته. عندما وصلت القصة إلى رئيس بلدية غوكسون، حسين جوشكون أيدن، تأثر بها وقرر التدخل، ونجح في إقناع أبناء مصطفى ودوندو بالموافقة على زواجهما. أخيراً وبعد انتظار دام لعقود، تزوج الحبيبان، وانتقلا ليعيشا في منزلهما، بعد أن تجاوزا التسعين من العمر. يعبر مصطفى عن مشاعره بالقول "أنا سعيد جداً، الحمد لله، جمعني الله في النهاية بحبيبتي، أسأل الله أن يجمع كل المحبين، ولو بعد 80 عاما."ساعة رولكس
أدخل بياناتك
شكراً
ننتظرك غداً مع سؤال جديد
التالي
اغلق