أشرف العسال 5 مارس 2016
وقفت طويلاً متعجباً منبهراً بقوله صلى الله عليه وسلم:(ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة الودود الولود العؤود على زوجها التي إذا آذت أو أوذيت جاءت حتى تأخذ بيد زوجها ثم تقول والله لا أذوق غمضاً حتى ترضى) صحيح الجامع 2604 . إن حنان وعطف شريك الحياة يعد أكبر من أكبر النعم التي ينعم بها الله تعالى على المتزوجين، ولأن المرأة هي مصدر الحب والعطف والحنان فحاجة الرجل دوما لهذا الحنان والدفء كبيرة وملحة خاصة لو كان الزوج من النوع الحنون الرومانسي. وحين يفقد هذا النوع من الأزواج الحنان والدفء العاطفي من زوجته يوما بعد يوم قد يتحول حبه الكبير لها لجفاء عميق بسبب اصابته بعدوى القسوة والتبلد منها، فكما الحب معدي فالجفاء أيضا معدي ، وبعض النساء ومع الأسف تتكل على كون زوجها رجل حنون عطوف بطبيعته فتبخل عليه بمشاعر الحب والحنان – رغم أنها تحبه- لكنها تعتقد أنه هو المفروض يبدأ بالتقرب والتحنن إليها لأن هذه طبيعته هو وليست طبيعتها هي، ويصل التبلد منها أن تنتظر حتى يطلب منها زوجها قائلا لها: لماذا لا تضميني لحضنك؟ لماذا لا تشعريني بحنانك؟ لماذا لا أرى منك نظرات الحب؟ ساعتها فقط ربما تتحرك الزوجة حياء أو إحراجا وليس بدافع منها. أعتقد أن هذا الجفاء العاطفي من الزوجة ينذر بخطر كبير على حب الزوج لها خاصة لو كان شخصا رومانسيا كما ذكرنا كصاحب مسألة اليوم ولقد كان من الإعجاز النفسي التربوي في حديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حين ذكر أن تلك الزوجة التي تتسم بالحنان وسماها (الودود) أي كثيرة الود والحنان والاحتضان واللمسات والنظرات الحانية الدافئة هي من نساء الجنة وهي خير الزوجات قاطبة، وسماها (العؤود) أي التي تعود على زوجها بالخير دوما وهل هناك خير من حنان الزوجة وحبها الفعال المتحرك النشيط وهل هناك شر وكارثة أكبر من أن يكون حب الزوجة يشبه البحر الميت. يقول أحد الأزواج : إن زوجتي في غفلة شديدة عن احتوائي نعم .. فكما تحتاج المرأة لاحتواء الرجل فكذلك الزوج وقال: إنني أتوق لأن تفاجئني يوما بحضنها لي فجأة أو تنظر لي مرة بنظرة اعجاب أو شوق أو بريق حب إنني حزين يا سيدي على حالي لأنني نبهتها كثيرا أنني رجل يحب الرومانسية لكن لا حياة لمن تنادي، إن جلست معي تحكي مشاكل البيت والأهل أو تكون مشغولة بالموبايل وأنا بجوارها بالثلاث ساعات، جامدة متبلدة وهذا شيء يحزنني ، بل يحزنني أكثر حين أشحت (أطلب بالشحاذة) منها الحضن تخيل يا سيدي لا تتحرك إلا إذا فاض بي وعلقت عليها واتهمتها بالجمود، وحتى إن قامت لتحتضني لا يكون لذلك طعم مثلما تحسها نابعة من الشخص من تلقاء نفسه بدافع منه وليس بطلب من الزوج. وأضاف الزوج : لقد بدأت اخشى على نفسي من الفتن يا سيدي . فكم من نظرات خارج البيت من بعض النساء وأنا بكل مرة أقاوم لأني أحب زوجتي وأخاف ربي لكني أليس من حقي – وأرجو ألا تضحك على كلامي يا سيدي- أليس من حقي أن تلعب زوجتي بشعري وأنا نائم أو أقود السيارة كما نرى كل المتحابين والعاشقين؟ أليس من حقي عندما أعود من سفر يصل لشهر أو أكثر أن تحنو على زوجتي وترتمي بحضني طويلا تعبيرا منها عن شوقها لي؟ أليس من حقي يا سيدي أن تحبني كما أحبها؟ أليس من حقي أن تغرقني بقبلات الحب والحنان وتبدأ بهذا الإحساس الجميل الذي أفتقر إليه منذ 9 سنوات ؟ الحنان يا سيدي من طرف الزوجة ورقة مشاعرها وتوددها لزوجها نعمة كبيرة حرمت منها ولا أظن أنني سأكمل السنة العاشرة محروما لأنني فعلا أشعر بضيق شديد وكأني كنت نهرا فجففته زوجتي وكأنني كنت بستانا زاهرا فحولته بقسوتها وقلة حنانها لصحراء جرداء وبدأت الآن يا سيدي أعاملها بالمثل واتجاهلها تماما لكني أتساءل: لمتى سأظل هكذا ؟ أنا رجل عاطفي جدا وزوجتي عكسي تماما والمصيبة أنها مقتنعة بعكس ذلك ففي نظرها أنها إن اهتمت بزينتها واحضار الهدايا وتجهيز أفخم الطعام بهذا تكون قد وفتني حقي تماما وأنا بالواقع وصلت لمرحلة أنني لا أريد كل ذلك وأريد حنانها واحتوائها لي حتى لا يوقعني الشيطان أن أفكر في غيرها. الجواب: أيها الزوج الرومانسي: حاجتك للحب والحنان حقك مائة بالمائة ولكن لا تنس أن الزوجة الصالحة المقبولة شرعيا ونفسيا هي التي تتجمع فيها عدة مزايا منها العناية بنفسها وزينتها والعناية بطعام زوجها وبيته وأولاده والإهتمام بتبادل الهدايا وكل ذلك متوفر في زوجتك ولله الحمد، لذلك لا تأخذ قرارات مبنية على العواطف دوما ، أنا لا أقلل من قيمة الحب والحنان خاصة لشخص عاطفي مثلك ولكن بالوقت نفسه لا أقلل من مجهود زوجتك معك وأرى أن تبحث عن السر وراء قلة عطفها وحنانها معك ولن تخرج عن الأسباب الثلاثة التالية فحاول تعرف أن السبب وتعالجه وإياك وأن تعدى منها بل لابد أن تعديها أنت بحنانك واحساسك العالي. -قد يكون سبب جفائها قلة خبرتها بطرق التعامل الرومانسي وهنا يجب أن تعلمها وتدربها وتجعلها تقرأ بالمنتديات الزوجية والمقالات التي تعلم الزوجة كيف تحب زوجها وكيف تبدي له حنانها فعلا لا قولا. -قد تكون أنت السبب في عدم حنانها بأنك لا تعطيها أنت من حنانك فهناك أشخاص وزوجات مثل الألة اذا لم تضع لها (البطارية) أو تشحنها بالكهرباء فلن تعمل مهما كانت ألة او لعبة جميلة ، نعم هناك أشخاص هكذا إن قسوت تقسو وإن تحننت تتحنن. -ربما قسوتها عليك بسبب تراكمات وعقد نفسية تحملها بداخلها منك أو من بعض تصرفاتك وربما يكون معك أو معها الحق في هذه التصرفات لكن الحل أنك يجب أن تجلس معها وتحل تلك العقد وتصلا لحل وسط لأن التراكمات من أكبر أسباب الجفاء بين الزوجين وهي تعمل عكس تيار الحب والحنان وتجمدهما دوما وتجعل صاحبها غير مستعد وغير قادر على العطاء وحبه يتحول لوظائف زوجية بحتة من لبس وتزين واعداد طعام لكنها بلا روح ولا حياة. ابحث عن السبب بزوجتك وحاول علاجه لكن إياك وأن تجعل العلاج طلاقها أو خيانتها فهذا ضعف وهروب من المشكلة وليس حلا لها.ساعة رولكس
أدخل بياناتك
شكراً
ننتظرك غداً مع سؤال جديد
التالي
اغلق