أشرف العسال 27 ديسمبر 2015
تعلمنا من ديننا ومن وصايا آبائنا وأمهاتنا أن خير الأمور أوسطها فلا إفراط ولا تفريط سواء في المعاملات أو حتى في العبادات قال تعالى: ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا) وأمرنا بالاعتدال والوسطية حتى في المشاعر من حب أو بغض فقد صح عن علي بن أبي طالب رضى الله عنه موقوفا عليه قوله: ( أحب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وابغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما ) لذلك فالاعتدال والتوسط هما سر نجاح أي علاقة زوجية، أما عندما يكون الطرفين مختلفين تماما ويصمم كل منهما على نفس طباعه دون تنازل أو بذل محاولات للتغيير عندها تصعب الحياة وتزداد الفجوة النفسية والعاطفية بين الطرفين وهذا ما يعانيه صاحب المسألة، فالزوج رجل هاديء وقور كثير الصمت وأما الزوجة فامرأة اجتماعية محبة للحياة ولكن عيبها الوحيد أنها زوجة رغاية (ثرثارة) . يقول الزوج (خ): من لحظة استيقاظها من النوم تمسك التليفون تحكي وتحكي وتحكي وعند النوم لا تنام إلا بعدما تستنفذ طاقتها في الرغي سواء مع أمها أو صديقاتها أو أهلي المهم أن فمها لا يغلق من الرغي والثرثرة، مع الجيران تقف ترغي معها بالساعة وحتى في السفر أو الخروج للتنزه تظل تتكلم وتخيل حتى لو كانت مريضة باحتقان الزور(الحلق) ذاك المرض الذي يصيب الحلق والذي يصعب معه الكلام ترغي وترغي، إن لم تجد أحدا ترغي معه تراها أحيانا تتكلم مع نفسها وإن عاتبتها تقول: "أنا صامته كما تريد حتى لا تقول عني رغاية"ولا أنسى الشهر الماضي عندما كنت مريض بالمستشفى لمدة أسبوع كانت مرافقة معي وحضر أهلها لزيارتي وظلت تتبادل الأحاديث والمواضيع من شرقها إلى غربها بالساعات حتى أنها لم تنتبه أني مريض أحتاج لراحة لكنها ظلت كل يوم بالساعات ترغي والمشكلة أن صوتها عال وتحكي كل القصص بدراما حية حتى أنني عرفت قصص ناس من عائلتها ومن تزوج منهم ومن طلق وكم أنجب و... و..... و....لم أكن أعرف عنهم شيء.وأنا يا سيدي رجل أحب الهدوء وكلامي للضرورة فقط وهي كما هي من عشر سنوات زواج وأنا كما أنا حاولت أنصحها لكنها لم تتغير بل تزداد ثرثرة يوما بعد يوم بل وتعتبر توجيهي لها إهانة وأنا فعلا عجزت عن حل مشكلتي معها . الجواب : لابد أن نسلم أولا أنه لا يمكن أن تجد زوجة ملك لا يخطيء بل نحن جميعا بشر لنا ما لنا وعلينا ما علينا ، وكلنا مزايا وعيوب.ولا أحد ولد كامل الطباع . ثانيا:أحب أن ألفت نظرك من خلال خبراتنا مع المشاكل الأسرية أن بعض الأزواج يشتكي من أن زوجته دوما صامتة كقطعة الحجر ويتمنى الواحد منهم زوجة تحكي تتكلم مثل زوجتك تشاركه تملأ عليه البيت والحياة بصوتها وحديثها. ثالثا: يجب أن تحرص ألا تنصح زوجتك بغلظة أو أمام الناس أو بكلمات من العيار الثقيل مثل ( شو هالتخلف) أو (اخرسي ولمي لسانك) أو (ربنا يخرس لسانك) أو (سكري خشمك يحسن أكسره) فكلها كلمات لا تليق بين زوجين ولن تحقق نصيحتك لها أية نتيجة. رابعا:وأفضل طريقة للنصيحة ليست بالكلام وإنما الحل فيك أنت الحل بالتصرف الفعلي بالتفاعل معها والنزول شيئا ما لعالمها حتى وإن كان ذلك العالم تافه وصغير من وجهة نظرك، إن ثرثرة زوجتك هي بسبب صمتك أنت وما زادت ثرثرتها إلا بسبب تماديك بصمتك وعالمك الخاص، صحيح أنه يجب على الزوجة أن تقلل جرعة الثرثرة خاصة بالاماكن العامة وعدم التحدث بالتليفونات بالساعات لكن بالوقت نفسه يجب أن ترغي أنت معها لتأخذ جزءا من طاقتها المخزنة وإذا فعلت ذلك ستستمع لنصحك رويدا رويدا لأنك احترمت طباعها فستحترم طباعك تباعا. أخيرا: اهد لزوجتك بعض الكتيبات أو بعض مقاطع الفيديو التي تحذر النساء من الغيبة والنميمة وكثرة الثرثرة وعلمها بأن الإنسان محاسب ومكتوب عليه كل ما نطق به لسانه قال تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد). ولا تنس أنه كلما قل صمتك قلت ثرثرتها وكلما زاد صمتك زادت ثرثرتها.ساعة رولكس
أدخل بياناتك
شكراً
ننتظرك غداً مع سؤال جديد
التالي
اغلق