#ثقافة وفنون
لاما عزت 6 يناير 2015
مع انقضاء نصف مدة «برنامج إقامة فناني الوسائط الجديدة» الذي أطلقه مركز "تشكيل" ويستمر لمدة 11 شهراً، يقدم الفنانان كريس ويفر وفاري برادلي معرض فن الصوت " أنظمة لمقطوعة"، الذي يستعرضان من خلاله اللغة البصرية وعلاقتها بالصوت من خلال التركيب والنحت والعمل التعاوني المشترك في نفس المكان. وفي أول معرض لهما في المنطقة، وضع فنانا الوسائط الجديدة برادلي وويفر قواعد مهيأة لفنون الصوت ليرتقيا بها من الأساس المادي إلى مبادئ أكثر غموضاً وإبداعاً. ويستعرض الفنانان مقدرة الصوت على تحقيق التواصل بين الحالة الواقعية والتخيلية، من خلال تكرار الأصوات بأشكال مختلفة تتراوح ما بين المادية والاجتماعية (مثل المنحوتات، واستديو التسجيل). ويقول الفنان كريس ويفر: "يستخدم الصوت كأداة لفظية وجهاز لإعادة صياغة الصور والمنحوتات والفيديو بطريقة مبتكرة". ويعتبر الصوت الميزة المحددة للعديد من الأعمال النحتية في المعرض، في حين تشكل الأعمال الأخرى الصامتة مفهوماً أو تجربة سمعية تخيلية في ذهن المتلقي. وتضيف فاري برادلي: "يمكن للأعمال الفنية الصوتية تحقيق مجموعة غير مسبوقة من الطبقات الصوتية، ويظهر تخيل الشكل في كل مكان. حالياً، تتحدد لغة الصوت بالخيال والتصور الموضوعي المرتبط بسياق ومساحة العمل الفني. وبما أن فن الصوت لا يزال جديداً إلى حد ما، تعتبر هذه المرحلة بمثابة إعادة تعريف لهذا المفهوم". ويضيف العمل التركيبي المركزي ’نموذج استديو‘ A Model Studio جانباً اجتماعياً للمعرض، مشكلاً حيزاً خاصاً بالتجربة التراكمية. ومن خلال عملهما من الاستديو خلال المعرض، دعا كل من برادلي وويفر الموسيقيين والفنانين الذين التقيا بهم خلال تواجدهما في الإمارات للتعاون معهما في العمل. وينطلق الشكل المادي لـ ’نموذج استديو‘، وما يجري في داخله، من قماش ’السدو‘- القماش الإماراتي التقليدي الطويل. وتبدو أنماط القماش مشابهة ضمنياً لصوت متعدد الطبقات من خلال تركيبته المتكررة الواضحة، والتي تدل على يد صانعها في العُقد والمنحنيات الصغيرة غير المنتظمة. وقد كانت هذه الأشكال والأساليب مصدر الإلهام للرسوم التي صممت على وحدة تحكم خاصة بلعبة ’الأتاري‘ الإلكترونية في فترة الثمانينات، والتي تم تعديلها فعلياً على يد الفنانين. وخلال إقامتهما في ’تشكيل‘، انطلق الفنانان لتفحص لغة فنون الصوت، باحثين في المبدأ القائل بأن الإصغاء هو شكل آخر للرؤية؛ أو بأن الصوت يحمل معنى فقط عند اقترانه بالرؤية. وكانت النتائج عبارة عن سلسلة من الأعمال التركيبية والمنحوتات التي خضعت لتجارب جماعية مع الأنماط والتقنيات المتنوعة لخلق الأصوات. وتحفز هذه الأعمال مقدرتنا الداخلية لفك الغموض والرموز واستنباط التراكيب والأنغام من المواضيع البصرية والسمعية معاً. ويتحدى المعرض ويدمج فهمنا للإصغاء كتجربة محسوسة ومشروطة بالسياق العام، مستعرضة إمكانية استخدام الصوت لرسم معالم الجوانب الخفية أو المبهمة.