لاما عزت 15 فبراير 2014
هل تشعرين أن طفلك يخاف أكثر من غيره؟ هل تقارينه بأبناء عمومته أو أشقائه أو رفاقه في المدرسة فتجدين أنه يخاف أكثر منهم. هل تلاحظين أحيانا أنه يعاني من الشعور بآلام في البطن دائماً قبل الذهاب إلى المدرسة أو لديع عزوف عن اللعب مع الأصدقاء.
إن هذا نوع من الخوف الذي يحتاج إلى أن تتنبهي إليه قبل أن يتطور ويتحول إلى مشكلة في الشخصية أو في الثقة بالنفس أو حتى أن يتفاقم ويتحول الطفل بسببه إلى إنسان انطوائي.
إن الآباء، الذين لا يحفزون شعور الثقة بالنفس لدى طفلهم من خلال انتقاده له بشكل مبالغ فيه أو مطالبته بإنجاز مهام أكبر من قدراته أو من خلال معاملته بشكل سيء عموماً، يتسببون بذلك في إصابة طفلهم بالمخاوف وأحيانا الرهاب الاجتماعي؛ حيث تؤدي هذه الطريقة في التعامل إلى تراجع إحساس الطفل بقيمة ذاته، ما يدفعه للانطواء وتجنب التواصل مع الآخرين.
ويكتسب الطفل هذه المخاوف ويفاقمها إذا لم يتسنّ له التغلب على خوفه من التواصل مع الآخرين فتعيقه عن ممارسة حياته بصورة طبيعية.
وقد يكون سبب الخوف من التواصل هو الخوف من سخرية الآخرين والأحكام المسبقة الصادرة منهم يُمثل أكثر المخاوف التي تراود الأطفال المصابين بالفوبيا الاجتماعية.
وكي يتسنى للآباء مساعدة طفلهم الخجول من التعامل مع الآخرين، يوصي المعالجون النفسيون التحلي بالصبر والتعامل مع الطفل بود قدر الإمكان، وأن يتفهم الآباء مخاوف طفلهم وأن يحاولوا تشجيعه على مواجهة هذه المواقف ومصاحبته خلالها قدر الإمكان.
ولكن إذا كانت مخاوف الطفل كبيرة للغاية ولم يتمكن الآباء من التعامل معها والتغلب عليها، ينصح حينئذٍ باستشارة معالج نفسي، ولكن يجب استبعاد إصابة الطفل بمتاعب عضوية أولاً.
وإذا تم التحقق من أن الحالة البدنية للطفل على ما يرام، يُمكن حينئذٍ إخضاعه للعلاج السلوكي أو العلاج النفسي العميق لمساعدته على التغلب على مخاوفه. ويتم تعليم الطفل خلال العلاج السلوكي كيفية التغلب على الخجل ومواجهة مخاوفه وكذلك كيفية التعامل مع ردود أفعال الآخرين.
وقد توصلت الدراسات الحديثة إلى حدوث تحسن واضح لدى 80 % من حالات الإصابة المخاوف. فهي مشاعر يمكن أن تزول من خلال تقويم السلوك باستمرار وتعزيز الثقة بالنفس وبناء أجواء إيجابية يشارك فيها الطفل الآخرين ويلقى التشجيع منهم.
ولابد في هذه الحالة أن تتحدثي لمعلمات الطفل، وتطلبي منهن الدعم في المدرسة والتشجيع والمكافأة على مشاركته في الصف واللعب. فدور المدرسة ينسجم تماما ويكمل دور الأسرة في هذه الحالة.