#ثقافة وفنون
رحاب ضاهر - بيروت 2 أغسطس 2013
استطاع مسلسل "لعبة الموت" المشترك بين لبنان وسوريا ومصر أن يحقّق نسبة مشاهدة عالية بين المسلسلات الرمضانية. ورغم وقوعه في الخلل والركاكة من الناحية الدرامية، الا أنّ تركيبته جاءت منوّعة مع جمعها نجوماً من لبنان ومصر وسوريا، مما ميّزه عن الكثير من الأعمال الأخرى.
هذه التركبية أسهمت في انتشار العمل وتغاضي المشاهدين عن الكثير من الهفوات التي وقع فيها النصّ وغياب الترابط بين الأحداث بشكل منطقي ومقنع. إلا أنّ تواجد المبدع عابد فهد ساهم بشكل أساسي في نجاح العمل. ويجسّد الممثل السوري دور عاصم زوج نايا الذي يعاني من حالة عصبية ويميل نحو العنف. ورغم أنّه يقدّم شخصية مغرقة في الشرّ، إلا أنّه استطاع نيل إعجاب المشاهدين نظراً إلى براعته في تأدية الدور المطلوب منه حتى أنّ أداءه وصف بالعالمي نظراً إلى قدرته على توظيف جسده وتعابير وجهه في أحد الأدوار المركّبة والصعبة. ورغم أسلوب العنف والتسلّط الذي كان يعامل به زوجته نايا، الا أنّ ذلك لم يجعله شخصاً مكروهاً لدى المتابعين. بل إنّ الكثير من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي أعربوا عن إعجابهم الشديد بشخصية عاصم وأداء عابد فهد، فيما عبّر كثيرون عن حزنهم على غياب عاصم في الحلقتين الماضيتين بسبب تعرّضه لحادث سير وموته، وبالتالي غاب عن العمل. الا أنّه ما لا يعرفه المشاهدون أنّ عاصم سيعود للظهور في الحلقات المتبقية لأنّه لم يمُت.
أما الفنانة اللبنانية سيرين عبد النور، فقد استطاعت أن تكون نجمة من نجمات الدراما الرمضانية هذا الموسم بفضل دور نايا الذي جسّدته في العمل. ونجحت سيرين في تقديم شخصية المرأة المعنّفة والخائفة والباحثة عن الخلاص من جبروت زوجها وتسلّطه. واستطاعت الخروج كلياً من شخصية "روبي" التي قدمتها العام الماضي وأعطت لسيرين دفعة كبيرة لتحجز لنفسها مكاناً بين نجمات الصف الأوّل حتى باتت رقماً صعباً في السباق الدرامي. ولا يخفى على أحد أنّ نجاح روبي بالمرتبة الأولى هو الذي ساعد في إقبال المشاهدين على مسلسل "لعبة الموت" كون سيرين تُعتبر اليوم من الأسماء التي "تبيع" كما يقال بلغة التسويق الدرامي. لذلك، نجحت سيرين في تجاوز تفكك النص وعدم ترابطه، مستندة على نجاح "روبي" لكن مع تقديم شخصية "نايا" التي تختلف كلياً عن نظيرتها "روبي".
في المقابل، فإنّ الممثل المصري ماجد المصري الذي استطاع أن يحقّق نجاحاً العام الماضي في مسلسل "مع سبق الإصرار" مع غادة عبد الرازق، لا يبدو أنّه كسب إعجاب الجمهور في "لعبة الموت"، إذ لم يستطع أن يحقّق نجاحاً يوازي نجاحه السابق فيما تعرّض للانتقاد بسبب ملابسه في المسلسل، وخصوصاً لناحية ألوان البنطلونات التي لا تناسب عمره. فقد ظهر في إحدى الحلقات مرتدياً بنطلوناً برتقالياً. وفي حلقة أخرى، ارتدى بنطلوناً أحمر فاقعاً، مما جرّ عليه وابلاً من الانتقادات. واعتبر البعض أنّ هذه الألوان تناسب شاباً في بداية العشرين أو مراهقاً وليس ماجد المصري الذي تجاوز الأربعين.
في المحصلة، يعتبر العمل من المسلسلات التي حققت نسبة مشاهدة عالية في رمضان معتمداً على نجومية عابد فهد وسيرين النور في حين سقطت الحبكة الدرامية التي كتبتها السورية ريم حنا، علماً أنّ العمل مقتبس عن فيلم "النوم مع العدو" لجوليا روبرتس ويحمل توقيع المخرجين السوريين الليث حجو وسامر البرقاوي.