لاما عزت 26 يناير 2013
رواية "أبناء ودماء" للأميرة السعودية لمياء بنت ماجد بن سعود ليست رواية جديدة فقد صدرت في العام 2011، لكن موضوعها يظل متجداد وعلى طاولة الجدل والنقاش، إذ تتناول الرواية الصادرة عن دار "الساقي" اللبنانية للنشر موضوع الاغتصاب وجرائم الشرف بطريقة جريئة ومشوقة. وقد زعم كثيرون ممن قرأوا العمل أنه بعيد عن الواقع السعودي. ولكن هل المطلوب من الكاتب أن يعالج الواقع وحسب؟ وهل لدى الكاتب مهمة أم أن الأدب أيضا هو فن قص الحكايات وتناقلها؟ والكتابة هل هي مزيج من الواقع والخيال والتخليق بعيداَ أم أنها نقل محض للواقع؟ وهل الكاتب أسير مكانه وجغرافيته أم أنه أكبر من المكان والحدود؟ أسئلة كثيرة اقتضتها الانتقادات التي وجهت للعمل ووضفته بأنه غير سعودي بما يكفي أو غير واقعي! تتناول الرواية عائلة كبيرة على مدار أجيال تعيش في قصر بالدمام ضخم بشخصيات كثيرة، استطاعت الكاتبة أن تتحكم بحركتهم وتطور حياتهم في السرد بتمكن وبشكل سلسل وبسيط. يعيش الجميع الجد والأبناء والأحفاد في المنزل مكون من قصرين كبيرين على الطراز الأندلسي وهم عائلة ثرية متعلمة تلقوا تعليمهم في القاهرة ولندن محبين للخير ومساعدة الآخرين. تتوالى الأحداث حتى أهم لحظات الرواية وأكثر المشاهد أهمية فيها والذي يحرك الأحداث كلها وتلتئم حوله، مشهد ابن العم جاسر لحظة اغتصاب منال ابنة عمه في حديقة القصر وهي ابنة أحد عشر عاماً. وهو من المشهد المكتوبة بلغة قوية ومؤثرة. وبعد أن وُجدت منال جثة هامدة بعد اغتصابها.. و"حفاظاً على سمعة العائلة اتفق كبارها على الإدعاء أن الوفاة جاءت نتيجة إرتطام رأسها بأحد الأحجار.. أبوها يعرف أنها قُتلت. لكنه يعض على الجرح، ويلوذ بالصمت. يعتزل الناس. ويصبح أسير غرفته، ينحت تماثيل تجسد ابنته الراحلة. شقيقتها التوأم "ليال" ساورتها الشكوك فقررت كشف ملابسات الجريمة ومعرفة الحقيقة. وكانت المفاجأة صاعقة عندما فتح البستاني العجوز قلبه، وحكى ما رآه ليلة مصرع الفتاة البريئة". تعيش ليال شقيقة منال صراعاً قويا وهي تكتشف ماتعرضت له أختها، وتحاول أن تنتقم لشقيقتها التي تعرضت للقتل أربع مرات في نظر شقيقتها أول مرة عندما اغتصبها جاسر، ومرة عندما حاول عمها تركي قتلها بعد أن علم أن جاسر اغتصبها ليحمي ابنه، ومرة عندما قتلها الجد عادل العم خوفاً وحزناً عليها من العار الذي لحق بها، ومرة عندما سكت والدها عن مصيرها! وفي نهاية الرواية تدخل ليال إلى غرفة والدها في المستشفى وفي الغرفة التي يوجد بها تركي وجاسر ايضا... وأطلقت رصاصة ولكن يا ترى أي من الشخصيات هو القتيل: هل قتلت ليال نفسها؟ هل قتلت مغتصب شقيقتها؟ هل قتلت والدها الذي صمت؟ هل قتلت عمها الذي حاول قتل أختها؟ اقرئي الرواية التي تحكي عن المسكوت عنه في البيوت العربية .ساعة رولكس
أدخل بياناتك
شكراً
ننتظرك غداً مع سؤال جديد
التالي
اغلق