لاما عزت 20 يونيو 2010
لا تخلو برامج البث المباشر من المواقف الحرجة والطريفة أحياناً. وقلما ينجو مذيع من ورطة مباشرة على الهواء تجعله يفقد السيطرة للحظات على زمام الأمور، ليغرق أحياناً في الضحك أو يتم قطع البث لإستدارك الموقف. هذا ما حصل أخيراً مع مذيعة الأخبار في قناة "العربية" ميسون عزام التي أصيبت بنوبة ضحك عجزت خلالها عن تمالك نفسها. ما أجبر المخرج على قطع الصوت والصورة حتى تعود ميسون إلى طبيعتها. إلا أنّ الأمر خرج عن السيطرة، ما جعلها تنهي نشرة الأخبار بسرعة وتعتذر من المشاهدين. والسبب في نوبة ضحك ميسون هو سقوط إحدى المذيعات أمامها، ما جعلها تفقد السيطرة على نفسها.
أحياناً، تكون بعض المشاهد حزينةً ومؤثرةً لا يستطيع معها المذيع أن يتدارك دموعه كما يحصل في الحروب والمجازر. وهذا ما حدث مع جمال ريان مذيع قناة "الجزيرة" الذي حاول حبس دموعه بعد عرض تقرير عن أب فقد أربعة من أطفاله خلال قصف غزة. وكذلك المذيع التونسي محمد كريشان الذي غص بالدموع لدى قراءة خبر وفاة الصحافي طارق أيوب في العراق ولم يستطع أن يكمل قراءة نشرة الأخبار لشدة تأثره.
المواقف المحرجة لها حصّة أيضاً على الهواء إلى درجة أنّ المذيع لا يستطيع فعل شيء إزاءها. لنتذكّر معاً ما حصل قبل سنوات مع المذيع نيشان في برنامج "ال مايسترو". تلقى يومها الإعلامي اللبناني إتصالاً مباشراً من الفنان جورج وسوف الذي وجّه إليه على سبيل المزاح شتيمةً جاءت نابيةً، ما وضع نيشان في وضع حرج جداً.
كما لا يخلو الأمر أحياناً من انسحاب الضيوف من البرامج على الهواء. ولعل أشهر تلك الحوادث انسحاب الكاتبة صافيناز كاظم من برنامج "الاتجاه المعاكس" الذي يقدمه فيصل القاسم. يومها، سخرت منها توجان الفيصل، ما جعلها تلملم أوراقها وتخرج من الأستديو. وحين حاول القاسم تذكيرها بأنّ البرنامج مباشر، أجابته "انشا لله نكون على القمر".
أما البرامج التي تعتمد على إتصالات المشاهدين فتلك قصّة أخرى. إذ أنّها تمتلئ أحياناً بالأسئلة المحرجة أو الشتائم، في وقت تتحول البرامج السياسية وبرامج الحوار اليومي إلى وصلات "ردح" متبادلة بين الضيوف. وهذا ما حصل في حلقة من برنامج "كلام الناس " الذي يقدمه مارسيل غانم. إذ فتح الصحافي شارل أيوب نيران غضبه على الدكتور محمد الحجار النائب عن كتلة المستقبل النيابية مستخدماً ألفاظاً نابية. وكذلك الأمر بالنسبة إلى المذيعة غادة عيد في برنامجها "الفساد" الذي تقدمه على شاشة "الجديد". إذ دخلت الإعلامية اللبنانية في مواجهة عبر الهاتف مع نائب كتلة التغيير والإصلاح إبراهيم كنعان حين اتهمته بشراء أصوات الناخبين، لتتحول الحلقة إلى وصلة اتهامات متبادلة على مرأى من ملايين المشاهدين في لبنان والعالم العربي، وهدّدها النائب بفتح ملفها وعايرها بماضيها.
سمير جعجع..عطل تقني
وإذا كانت بعض مواقف البث المباشر تمر أحياناً بسلام من دون أن تؤدي إلى إيقاف البث ، إلا أنّ عطلاً تقنياً خارجاً عن إرادة المذيع والقناة، سيؤدي حتماً إلى إيقاف الحلقة كما حصل مع جورج صليبي الذي كان يستضيف الدكتور سمير جعجع في برنامجه "الأسبوع في ساعة "على قناة "الجديد". ولم يكن مضى على بداية الحلقة سوى عشر دقائق، حتّى طلب منه المخرج أن يخرج في فاصل إعلاني في حين يُفترض أن أول فاصل يكون بعد نصف ساعة. لكنّ العطل التقني في الصوت الذي عجزت القناة عن إصلاحه يومها، دفعت الإعلامي اللبناني إلى الاعتذار عن عدم إكمال الحلقة. وعلق صليبي على ذلك بأنه كان مستعداً لإكمال الحلقة حتى لو لم يتم إصلاح العطل حتى لا يقال إنّ تمّ إيقاف الحلقة عن نيّة مسبقة. لكن المكتب الإعلامي للدكتور جعجع، فضّل عدم الإستمرار لأنّ المشاهد لن يتحمّل رؤية مقابلة تعاني من شائبة في الصوت.
طائرة إسرائيلية فوق "الجديد"
يبدو حظّ جورج صليبي وافراً مع المواقف الحرجة على الهواء! إذ تعرض أيضاً لموقف لا يحسد عليه خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، حين كان يقدّم يومياً حلقة مباشرة على الهواء. وفي إحدى الحلقات، كان ضيفه النائب علي عمار والصحافي سيمون أبو صادق. وفجأة طلب منه المخرج إنهاء الحلقة. وهو الأمر الذي استغربه جورج لأنّه لم يكن قد مضى وقت طويل على بداية النقاش. لذلك، لم ينفذ ما طلبه المخرج وفضل أن يمهّد للمشاهدين قبل أن ينهي الحلقة. عندها كرر المخرج الطلب قائلاً: "تقول لك مريم البسام مديرة الأخبار اختم بسرعة. هناك طائرة "أم. كا" اسرائيلية فوق مبنى القناة. ويمكن أن يتم تقصف المبنى لأن نائب حزب الله علي عمار متواجد فيه. ويعلق صليبي على الحادثة، قائلاً: "لا يمكن أن تتخيّل أحداً يقول لك في أذنك بأنّ هناك طائرة "ام. كا" إسرائيلية فوقك، ويمكنك أن تختم الحلقة بكل هدوء ورباطة جأش. صحيح أنّني ختمت الحلقة، لكن لم أعرف كيف قمت عن الكرسي وهربت.
أيضاً، تعرض صليبي لموقف طريف حين استضاف شارل أيوب ناشر صحيفة "الديار" المعروف بجرأته وصراحته الزائدة في البرامج الحوارية. إذ تلفظ بعبارة نابية، فتفاجأ بها الضيف الآخر وجورج الذي لم يتوقف عندها كثيراً، حتى لا يحدث بلبلة في الحلقة ولكنّ العبارة انتشرت لاحقاً على موقع "يوتيوب".
وعلق صليبي على هذه المواقف المفاجئة التي حصلت معه قائلاً: "يجب أن تكون رباطة الجأش والسيطرة على الوضع العنوان الرئيس لتصرف المذيع على الهواء. وهذا أمر ليس سهلاً. لكن مع الخبرة والوقت، يعتاد المقدّم هذه المواقف ويضع إمكان حدوثها في حسبانه ويتصرف بما هو ملائم".
ضحكة "مجلجلة"
الإعلامي منيرالحافي علّق على "ورطات الهواء" بقوله: "نصادف الكثير من الأمور الطريفة على الهواء مباشرة. هناك أشياء يمكن تجنبها وأخرى لا، مثل الابتسامة أو الضحك. ولأن المادة التي نقدمها في الأخبار هي جدية بمعظمها، فإنّ الابتسامة أو الضحكة يكون وقعها كبيراً سواء على المقدم نفسه أو على المشاهدين الذين اعتادوا جديّة مقدم الأخبار. من أطرف الأمور التي صادفتها أخيراً كان خلال الانتخابات البلدية الأخيرة. يومها، وقع موقف محرج بين زميلين ينقلان نتائج الانتخابات من إحدى المناطق اللبنانية. وما حصل أنّ أحد الزملاء قام بأخذ دور زميله الثاني من دون أن يعطي مجالاً للآخر للحديث أبداً. فكان رد فعل الزميل الآخر المستهجن، يدعو الى الابتسام. هذا الأمر كان بمثابة شرارة أضحكتني مع زميلتي لينا دوغان ناصر. وحين تسلمنا الهواء من الزميل المتحدث، كنّا غارقين في الإبتسام، ما منع لينا من إكمال جملتها على الهواء من دون أن تبدو الضحكة واضحة للمشاهدين".
محمد عبيد "محروج" أيضاً
الإعلامي محمد أبو عبيد مقدم برنامج "صباح العربية" يروي موقفاً طريفاً تعرض له لكن "تحت الهواء". إذ قال: "خلال إحدى الحلقات من "صباح العربية"، كنا نستضيف إحدى الفنانات الخليجيات المغمورات، ولم أكن أعرفها قبلاً. وحضرت إلى الإستديو مع صديقاتها ومدير أعمالها. وقبل بداية الفقرة الخاصة بها، تحدثت إليهم جميعاً حيث كانوا يجلسون في زاوية الإنتظار مقابلي. الطريف أنّي بدأت أتحدث عن بعد إلى إحدى صديقاتها، ظنّاً مني أنها الفنانة التي سأستضيفها. وصرت أجاملها بأن فنها راقٍ ورائع وأنا من المتابعين لك وأحييها على صوتها الجميل. ثم أحسست بأنها مرتبكة كأنها لست متأكّدة من أنّني أقصدها أو ظنّت ربما أنّي أعاني حَوَلاً. لكن بقدرة قادر، تنبهت بسرعة إلى الأمر وأكملت الحديث وعيني صوب المغنية المقصودة. وخرجت منها مثل الشعرة من العجينة، مدعياً بحركة تمثيلية بأني كنت أشاهد شيئاً لفتني من خلف صديقتي حيث نطل على المنظر الطبيعي من خلفنا أي البحيرة والنافورة والطبيعة الخضراء".
وإذا كان بعضهم تعرض لمواقف طريفة على الهواء، إلا أن المذيعة السعودية غادة مصللي عانت عارضاً صحياً مفاجئاً خلال تقديمها برنامجها "عيشوا معنا" على قناة "ال.بي .سي". كانت تقدم البرنامج وحدها حين شعرت بأعصاب وجهها تتقلص وأصيبت بالتواء في فمها وهي تقدم البرنامج، فتم استبدالها بزميلتها منى سراج.
وإذا كان المذيعون على الهواء عرضة للكثير من المواقف المحرجة والطريفة، إلا إن المذيع السوري نبيل خضور استغل الهواء ليطلب لقاء شخصياً مع الرئيس الأسد كي يشرح له معاناته ومعاناة أبناء الشهداء في التلفزيون وذلك خلال تقديمه نشرة الأخبار في التلفزيون السوري، فيما قدمت الإعلامية اللبنانية مي شدياق و شذا عمر استقالتهما من محطة "ال.بي .سي" على الهواء مباشرة.
المزيد على أنا زهرة: