#تغذية وريجيم
لاما عزت اليوم 08:00
في الحياة، لحظات فارقة، وقرارات تأخذنا إلى طرق جديدة، وأحلام تنمو بداخلنا؛ حتى تتحول إلى واقع ملموس. ندى الغرير لم تكن مجرد محامية تسير على خُطى عائلتها في مجال القانون، بل كانت شغوفة بفكرة أعمق، مفادها: كيف يمكن لقانون الحياة الصحي أن يكون جزءًا من القوانين التي درستها؟.. وكيف يمكن للمعرفة أن تتحول إلى تجربة عملية، تُحدث تغييرًا حقيقيًا في حياة الناس؟.. رحلتها بدأت بدراسة القانون، والعمل في أرقى المكاتب القانونية بدبي، وسرعان ما أدركت أن شغفها يتجاوز عالم النصوص القانونية إلى عالم الصحة والتغذية. بقرار شجاع، وضعت رخصتها القانونية في قائمة «غير المشتغلين»، ليس لأنها أرادت مغادرة القانون، بل لأنها أرادت أن تكتب فصلاً جديدًا في حياتها، فصلاً تُعيد به تعريف النجاح، وفقًا لرؤيتها الخاصة. في هذا الحوار، نتحدث مع ندى الغرير، التي تزين غلاف «زهرة الخليج»، متألقةً بإبداعات «لورو بيانا» (Loro Piana) الدار الإيطالية العريقة؛ لتُشاركنا رحلتها من المحاماة إلى ريادة الأعمال، وكيف ساعدها القانون في بناء مشروعها، وما الذي يعنيه النجاح لها.. ليس كوجهة نهائية، بل كرحلة مستمرة في البحث عن الشغف، وتحقيق الذات.. وهذا نص الحوار:
-
قميص Patrizia/ وتنورة Monika/ وصندل (ميول) Summer Charms/ ووشاح الرأس Stole.. جميعها من Loro Piana
تنتمين إلى عائلة قانونية عريقة.. كيف أثّر ذلك في قراراتك المهنية، وهل كانت دراسة القانون حتمية؛ بسبب نشأتك؟
نشأتي في بيئة قانونية كان لها أثر بالغ في تكويني، ليس فقط من ناحية المعرفة القانونية، ولكن أيضًا من ناحية العقلية التحليلية، التي صقلت تفكيري منذ الصغر. والدتي، ديانا حمادة، كانت حريصة على أن أرافقها في المؤتمرات والاجتماعات القانونية، كما دفعتني إلى خوض تجارب تدريبية في مؤسسات قانونية، أثناء العطلات المدرسية، وهذه التجارب جعلت القانون جزءًا لا يتجزأ من هويتي. لم تكن هناك لحظة فاصلة، أو قرار مفاجئ، بل كان القانون دائمًا خياراً منطقياً بالنسبة لي، خيارًا مبنيًا على سنوات من الانخراط والتفاعل مع هذا المجال؛ فدراسة القانون كانت حلمي منذ الصغر، وبالفعل تخرجت، وعملت بمركز دبي المالي، ثم في مكتب المحاماة الخاص بوالدتي، لمدة أربع سنوات، حصلت - بعدها - على رخصة المستشار القانوني.
تقاطع بين مجالَيْن
بعد سنوات من العمل في المحاماة، اتخذتِ قرارًا جريئًا بترك المجال، والانتقال إلى ريادة الأعمال.. ما الدافع وراء هذا التحول؟
لطالما كنت مهتمة بأسلوب الحياة الصحي، والتغذية السليمة، والأنظمة الرياضية، وبمرور الوقت تحول هذا الاهتمام إلى شغف حقيقي. خلال عملي بالقانون كنت أراقب السوق، فرأيت فجوة في قطاع الوجبات الصحية الجاهزة؛ ووجدت أنني أمتلك رؤية واضحة حول كيفية تقديم حلول مبتكرة لمشكلة يعانيها الكثيرون، هي الرغبة في نمط حياة صحي، وليس هناك وقت كافٍ لتحضير وجبات متوازنة؛ فقررت أن أضع كل تركيزي في تأسيس «ليفيت»، المشروع الذي يهدف إلى توفير وجبات صحية، تلبي احتياجات الذين يبحثون عن تغذية متوازنة دون تنازلات.
كيف ساعدتكِ خلفيتكِ القانونية في تأسيس وإدارة مشروعكِ الخاص؟
دراسة القانون ليست مجرد حفظ للنصوص، بل تدريب على التفكير النقدي، والتحليل، وحل المشكلات بطريقة ممنهجة. إنها تعلمك التفكير بشكل يمكّنك من تحليل المعلومات، التي تتلقينها، ومن ثم استخدامها بصورة توصلك إلى هدفك. هذا النهج انعكس - بشكل كبير - على عملي في ريادة الأعمال، فساعدني في التعامل مع الجوانب القانونية للشركة، بدايةً من اختيار نوعها القانوني وتسجيلها، إلى صياغة العقود، وفهم القوانين المرتبطة باستيراد المنتجات الغذائية. إن القانون أداة تمنح رواد الأعمال القدرة على حماية أعمالهم، واتخاذ قرارات مستنيرة، وهذا أعتبره ميزة قوية في رحلتي.
-
وشاح الرأس Stole/ وقميص Patrizia/ وتنورة Monika/ وحقيبة Extra Pocket L19.. جميعها من Loro Piana
إنجاز.. وفخر
في يوم المرأة العالمي.. ما الإنجاز الأكبر، الذي تفخرين به في حياتكِ المهنية؟
خلال شهر مارس من كل عام يتم الاحتفاء بيوم المرأة العالمي، وهو احتفاء بإنجازات النساء. بالنسبة لي، الإنجاز الأكبر هو تحقيق التوازن بين شغفي بالقانون وريادة الأعمال، وبين طموحي الشخصي وخدمة المجتمع. وأكثر ما يُشعرني بالفخر هو انتمائي إلى وطني الإمارات، كما أن وجودي بين جيل إماراتي نسائي، يساهم في بناء مستقبل مختلف، هو فخر في حد ذاته. إن نجاح «ليفيت» لا يُقاس فقط بالمبيعات، أو الانتشار، بل بتأثيره في تحسين نمط حياة الأفراد، وتشجيعهم على اتخاذ خيارات غذائية أفضل.
هل ما زلنا بحاجة إلى يوم عالمي للاحتفاء بالمرأة، أم أنها أثبتت وجودها، ولم تعد بحاجة إلى هذا الاعتراف السنوي؟
المرأة أثبتت مكانتها، ليس فقط بنجاحاتها الفردية، ولكن أيضاً بقدرتها على إحداث تأثير حقيقي ومستدام، ولست من النساء اللواتي يجدن أن المرأة تحتاج إلى اعتراف، سنوياً أو غير سنوي. ومع ذلك، فإن تخصيص يوم عالمي للاحتفاء بالمرأة، لا يتعلق فقط بالاعتراف بإنجازاتها، بل هو أيضًا فرصة للتذكير بالتحديات التي ما زالت تواجهها بعض النساء في مجالات معينة، فهو يوم للاحتفاء والتقدير، وليس للمطالبة بالاعتراف.
بصفتكِ محامية ورائدة أعمال.. ما التحديات التي واجهتكِ كامرأة في المجالين، وهل هناك عوائق تعترض النساء فيهما؟
على المستوى الشخصي، لم أواجه تحديات كبرى كامرأة؛ فدولة الإمارات توفر بيئة داعمة للنساء في المجالات كافة. ورغم أنني أسمع من أمي، وصديقاتها، قصصاً عن أيام الدراسة والجامعة، وكيف أنهن واجهن بعض التحديات، إلا أنني أقول: «الحمد لله.. لم تواجهني أية مصاعب». لكن التحديات تكمن في الصورة النمطية، التي لا تزال موجودة في بعض المجتمعات، والتي ترى أن المرأة قد لا تكون قادرة على تحقيق التوازن بين أدوارها المتعددة. وهذا المفهوم في تغير مستمر، ومع تطور قوانين العمل وتوسع فرص ريادة الأعمال، أصبحت للمرأة مساحة أكبر؛ لإثبات قدراتها دون تقديم تنازلات.
-
معطف Anderson/ وقميص Jami/ ووشاح الرأس Stole.. جميعها من Loro Piana
هل المرأة العاملة غير قادرة على القيام بأدوار أخرى في الحياة، بالزخم والعطاء نفسيهما؟
هناك نظرة تقليدية إلى المرأة، هي أن عملها أمر شاق، ويؤثر سلباً في حياتها الزوجية والأسرية، وهذا ليس بالضرورة صحيحاً، ولا ينطبق على الجميع. إن عمل المرأة، اليوم، أصبح أسهل بكثير مما مضى، خاصة مع توفر قطاعات تعتمد العمل عن بُعْد، وسهولة التواصل باستخدام التكنولوجيا، والحصول على المعلومات. فالمرأة، الآن، قادرة على العمل من بيتها، في ظل تطور قوانين العمل، والموارد البشرية.
القانون في العصر الرقمي
البعض يرون أن القانون جاف، فهل توافقينهم في ذلك، وهل مجال الأعمال يتمتع بمرونة أكبر؟
القانون ليس جافاً، بل هو كيان حي يتطور مع المجتمعات. صحيح قد تبدو الأعمال أكثر مرونة، لكن القانون هو الإطار الذي يحكم هذه المرونة، ويوجهها. أما التكنولوجيا، فقد أدخلت ثورة حقيقية في المجال القانوني، سواء من خلال الذكاء الاصطناعي الذي يساعد في تحليل القوانين، أو الأتمتة التي تسهل العمليات القانونية المعقدة. أعتقد أن القانون فن - رغم صرامته الظاهرية - عندما يُستخدم بذكاء وإبداع. فالقانون ينظم حياتنا، ويتطلب منا أن نديره بحكمة، كما أن مهنة المحاماة كأي عمل آخر، تتطلب علماً، وخبرة.
ما الدور الذي يمكن أن تقوم به المرأة الإماراتية في رسم ملامح مستقبل القانون، وريادة الأعمال مجتمعَيْن؟
القانون والعمل يكملان بعضهما؛ فعند تأسيسك أو إدارتك للعمل، ستحتاجين إلى محامٍ، أو مستشار قانوني في كل مرحلة. لذلك، ستجد الإماراتية التي تدرس القانون أن ريادة الأعمال مكانها أيضاً. فالقانون - كما ذكرت سابقاً - مساند للمرأة في حياتها، رغبت في العمل أم لم ترغب. ودراسة القانون تؤسسك فكرياً بشكل منظم ومفيد.
هل تعتقدين أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل المحامين في المستقبل؟
نقول لأمي (على سبيل المزاح) طوال الوقت: «لن تكون هناك حاجة إلى المحامين، بعد ظهور (شات جي بي تي)!!». طبعاً لا تروق لها هذه الدعابة؛ لأنها تؤمن بأن «المحاماة والقضاء» مهنة مقدسة، يميزها حلف اليمين. بالفعل، التكنولوجيا تطورت بشكل مذهل، لكنها لن تحل محل الإنسان في المهن التي تتطلب حسًا إنسانيًا عميقًا كالمحاماة. فالقانون لا يتعلق فقط بتطبيق النصوص، بل بفهم القضايا بعمق، وتحليل الوقائع، والتعامل مع الجانب الإنساني في كل قضية، وقد يكون الذكاء الاصطناعي أداة داعمة، لكنه لن يكون بديلًا عن المحامي، على الأقل في المستقبل القريب!
-
فستان Cleo/ ووشاح الرأس Stole/ وحقيبة Extra Pocket L19/ وصندل (ميول) Summer Charms.. جميعها من Loro Piana
روحانية.. وإنسانية
رمضان هو شهر التأمل والروحانيات، كيف تعيشينه على المستوى الشخصي؟ وهل تجدين فيه فرصة لمراجعة الذات، وإعادة ترتيب الأولويات؟
رمضان بالنسبة لي ليس مجرد شهر للصيام والعبادات فقط، بل هو محطة روحية أعود فيها إلى ذاتي، وأعيد ترتيب أفكاري، وأتأمل رحلتي الشخصية والمهنية. فهو زمن تُصفّى فيه النفس وتخفّ الضوضاء الداخلية، لأجد نفسي أكثر قربًا من الإيمان والسلام الداخلي. الصيام في جوهره ليس فقط الامتناع عن الطعام، بل لتهذيب الروح، وممارسة الصبر، والتواصل مع أعماق الذات.
تبرز في رمضان أهمية الأسرة والتواصل العائلي.. كيف تعيشين هذه اللحظات مع عائلتكِ؟
يعني رمضان العودة إلى الجذور، ولحظات الدفء والحنين، حيث يجتمع أفراد العائلة حول مائدة الإفطار في بيت جدتي مريم، حفظها الله، فتمتزج الضحكات برائحة الطعام الطازج. هذه الطقوس، التي تبدو بسيطة، تحمل في طياتها إرثًا عاطفيًا، يعيد إليَّ إحساس الانتماء والامتنان. كذلك، السحور له طابع خاص في بيتنا، حيث تحرص والدتي على أن يكون وقتًا للمشاركة والتواصل، فتستضيف فيه الأهل والأصدقاء، لتوفير أجواء من الألفة والمحبة، فتجعل رمضان أكثر تميزًا كلَّ عام.
هل تجدين في مناسبات، كرمضان والعيد، فرصة للابتعاد عن ضغوط العمل، أم أنها لا تختلف كثيرًا عن الأيام العادية؟
رمضان لا يُبعدني عن ضغوط العمل، لكنه يعيد تعريف إيقاع الحياة، فيجعلني أكثر وعيًا بطريقة توزيعي للوقت والطاقة. صحيح تكون ساعات العمل أقصر، لكن ذلك لا يعني أن التحديات تختفي. لذلك، أجد أن رمضان فرصة لتحديد الأولويات؛ لتصفية المهام، وإدارة الوقت بذكاء أكبر.
قدوة.. وداعم أول
والدتكِ ديانا حمادة ليست فقط أمًا، بل أيضًا قدوتكِ في عالم القانون.. بمناسبة «يوم الأم» كيف ترين تأثيرها في مسيرتكِ، مهنياً وشخصياً؟
أمي لم تكن مجرد نموذج يُحتذى، بل كانت مدرسة كاملة في الإرادة، والتحدي، والإصرار على تحقيق الأحلام. فمنذ صغري، كنت أراقبها؛ لأتعلم منها - في صمت - كيف يمكن للمرأة أن تكون حازمة دون أن تفقد رقتها، وقائدة دون أن تتخلى عن إنسانيتها، وكيف بنت مسيرتها في عالم القانون وسط تحديات كثيرة، وكذلك قدرتها على الفصل بين عملها كقانونية دقيقة، وحياتها كأم تحتوينا بحب غير مشروط. إن تأثيرها فيَّ لم يكن مباشرًا فقط، بل كان عميقًا في طريقة تفكيري، ورؤيتي للحياة والعمل، وإيماني بأن النجاح ليس طريقًا مستقيمًا، بل هو رحلة تتخللها المحطات، والأخطاء، والانتصارات الصغيرة التي تصنع الصورة الكبرى. إن أمي ملهمة ومؤثرة، ليس على صعيد بيتنا فقط، بل على صعيد مجتمعي أيضاً.
-
وشاح الرأس Stole/ وقميص Scarlett/ وسروال Edo/ ومعطف Jensen/ وفستان Cleo.. جميعها من Loro Piana
ما أهم القِيَم التي غرستها فيكِ والدتكِ؛ فساعدتكِ في الوصول إلى ما أنتِ عليه اليوم؟
أمي علمتني أن لا شيء يُمنح بسهولة، وأن لكل إنجاز ثمنه من الجهد، والصبر، والمثابرة. ومن أكثر القيم التي رسختها فيّ أن الاستقلالية لا تعني العزلة، بل تعني القوة في اتخاذ القرار، والقدرة على إدارة الحياة بثقة. وعلمتني، أيضًا، أن النجاح الحقيقي ليس ما يراه الناس، بل ما نشعر به داخليًا، حينما نعلم أننا حققنا شيئًا ذا معنى، شخصياً أو مهنياً. كما علمتني أن العطاء جزء من النجاح، فلا معنى لأي إنجاز إذا لم يكن له أثر إيجابي في حياة الآخرين. فكانت تقول لي دائمًا: «أنتِ في هذه الحياة لتُحدثي فرقًا، مهما كان حجمه، لكنه يجب أن يكون موجودًا». وهذا ما أحاول أن أطبقه في كل جوانب حياتي.
هل هناك لحظة معينة تتذكرينها مع والدتكِ؛ جعلتكِ تدركين أهمية دورها في حياتكِ، ومسيرتكِ؟
ليست لحظة واحدة، بل مشاهد متكررة في حياتنا اليومية؛ فوالدتي - رغم انشغالاتها، ومسؤولياتها - دائمًا قريبة منا. وأتذكر جيدًا كيف كانت تساندني بصمت، وتمنحني القوة دون أن تملي عليَّ قراراتي، وكيف كانت تثق بي، حتى في أصعب اللحظات. فأمي لا تتوقف عن دفعنا إلى الأمام، أنا وإخوتي، فهي دائماً السند الأكبر لنا، وإن لم نطلب منها المساعدة، فهي تقرأ أفكارنا، وتشعر بنا. ربما اللحظة الأوضح تأثيراً، كانت عندما قررت ترك عملي كمحامية؛ لأبدأ مشروعي الخاص. كنت أتوقع ترددها، لكنها دعمتني، وأخبرتني بأن المخاطرة جزء من النمو، وأن الثقة بالنفس مفتاح النجاح. هذا الموقف جعلني أدرك أن والدتي لم تكن فقط تدفعني نحو النجاح، بل كانت تعطيني الحرية؛ لأشق طريقي الخاص، حتى لو كان مختلفًا عن مسارها.
بحث عن الذات
ماذا يعني لكِ النجاح، وكيف تعرفينه، وفقًا لتجربتكِ الشخصية والمهنية؟
النجاح بالنسبة لي، هو أن أجد في نهاية يومي إنجازاً أفخر به، وحلماً أود تحقيقه في اليوم التالي. نجاحي على الصعيد الشخصي هو ثقتي بأنني قادرة على تحقيق ما أتوق إليه. وعلى الصعيد المهني أنني حولت فكرة العمل إلى واقع ملموس، أستطيع - من خلاله - أن أقدم الخدمة التي وعدت بها عملائي.
لو اختصرتِ رسالتكِ بالحياة في جملة واحدة، فماذا ستكون؟
لا شك في أن «البحث عن النفس هو الرحلة الأجمل»، ولا أزال أبحث عن ندى، في ما أقرأ وأشاهد، وأرجو أن أكون عند حسن ظن أسرتي بي.
هل كان تغيير مساركِ المهني رحلة بحث عن الذات، أم اكتشافًا لشغف جديد؟
أعتقد أنه مزيج من الاثنين؛ فالتغيير ليس مجرد انتقال من نقطة إلى أخرى، بل هو عملية استكشاف مستمرة. القانون كان شغفي الأول، لكنه لم يكن الوجهة النهائية، وريادة الأعمال منحتني بُعدًا جديدًا في مسيرتي، وسمحت لي بأن أكون جزءًا من منظومة تساهم في تحسين جودة الحياة. فكل مرحلة في حياتي كانت خطوة نحو فهم أعمق لنفسي، ولمكاني في هذا العالم. والتغير هو الثابت الأكبر في حياتنا، وهو فعلاً الواقع الحقيقي، فنحن نتغير دائماً، وكان تغيير عملي الخطوة الكبرى التي اتخذتها حتى الآن.
-
وشاح الرأس Stole/ وفستان Cleo.. كلاهما من Loro Piana
ما تطلعاتكِ المستقبلية، وكيف ترين نفسكِ بعد عشر سنوات؟
بعد عشر سنوات، أرى نفسي سعيدة بإذن الله، ومحاطة بأهلي وعائلتي. وقد ساهمت في ترسيخ «ليفيت» كعلامة رائدة في مجال التغذية الصحية بالمنطقة. إن ما أحلم به هو أن تصبح «ليفيت» وجبة كل من يبحث عن نظام صحي، يناسب أسلوب حياته، وأن تجعل الحفاظ على نظام غذائي مثالي أسلوب حياة.
ما الكتب أو الشخصيات التي أثرت في مسيرتكِ، وألهمتكِ؛ لتصبحي ما أنتِ عليه اليوم؟
الكتب، دائمًا، نافذتي إلى آفاق جديدة، ووسيلتي لفهم الحياة من زوايا مختلفة. حالياً، أقرأ كتاب «دعهم» للكاتبة ميل روبنز، وهو كتاب يلامسني بعمق؛ لأنه يتناول فكرة «التصالح مع الذات». كما أحب كتب التحليل النفسي، والعلاقات الاجتماعية؛ لأنها تساعدني في فهم طبيعة البشر، وكيف تؤثر تجاربنا العاطفية والفكرية في قراراتنا، ورؤيتنا للعالم. أما من حيث الشخصيات، فإن الملكة فيكتوريا كانت من أول الأسماء التي أثارت اهتمامي منذ سنوات الدراسة، فقد جسّدت مزيجًا نادرًا من السلطة والأنوثة، والقوة والحنكة السياسية، والالتزام بمسؤولياتها العائلية.
هل لديكِ اهتمامات أخرى.. ربما لا يعرفها الناس عنكِ؟
الفن في جوهره ليس مجرد ممارسة، بل لغة تعبر عن أعمق ما نشعر به، وربما لهذا السبب كنت دائمًا أجد نفسي منجذبة إلى الموسيقى، والكتابة. وقد تعلمت عزف «الكمان»، خلال سنوات دراستي، ولا شيء يعادل تأثير الموسيقى الكلاسيكية في نفسي، فهي تذكرني بأن الإبداع لا يحتاج دائمًا إلى تفسير، بل يكفي أن يُشعرنا بشيء ما. أما الكتابة، فهي عالمي الآخر، فكنت أكتب خواطري منذ الصغر، وكانت لديّ تجربة في الكتابة الصحافية، حيث كنت أنشر عمودًا باللغة الإنجليزية بعنوان «فتاة إماراتية من جيل ز»، وهي تجربة جعلتني أدرك مدى قوة الكلمة في نقل الأفكار، ومشاركة الرؤى.
ما نصيحتك للشابات الطموحات، اللواتي يسعين إلى تحقيق أحلامهن؟
ابحثن عن شغفكن، وكنَّ جريئات في اختياراتكن، ولا تضعن حدودًا لأنفسكن؛ بناءً على ما هو متوقع أو مألوف. فالنجاح ليس مسارًا مستقيمًا، بل هو مجموعة من التجارب التي تصقل شخصياتنا. والأهم، لا تخشين التغيير، فهو البوابة الحقيقية للنمو، وأقول لكل فتاة: ابحثي عن نفسك وشغفك في دراستك الجامعية، واختاري دراسة الجديد والفريد، ولا تقولي: «هذا صعب، أو مستحيل»، فهذه المرحلة التي تؤسسين فيها ما ستبنين عليه حياتك؛ فلا تختاري الأسهل والمعتاد. فقد اخترت دراسة القانون في بريطانيا، رغم التحديات، إلا أن التجربة صقلت شخصيتي، وعلمتني الكثير.