كيف تجعلين العبارات الإيجابية تعمل لصالحكِ؟

#تنمية ذاتية

زهرة الخليج اليوم

العبارات الإيجابية لها أثر طيب وعميق، فهي تشمل عبارات الثناء والمدح والنقد البنَّاء، مثل: «أبدعتِ»، و«أنتِ متميزة»، و«لقد قدمتِ شيئاً مميزاً، لكن عليكِ أن تتابعي هنا، وتغيري ذلك؛ ليصبح بشكل أفضل». بالإضافة إلى التأكيدات الإيجابية، التي تقولينها لنفسكِ، مثل: «أنتِ تستحقين الشكر»، حيث يمكن لهذه العبارات أن تدعمكِ بشكل كبير.

في الحقيقة، الأمر يتجاوز مجرد إخبار نفسكِ بمدى روعتكِ، إذ توجد طرق فعالة لتعزيز تأثير هذه العبارات، حتى مع الأشخاص الأكثر تشككاً.

الخطوة الأولى تكمن في فهم كيفية، ولماذا تعمل التأكيدات الإيجابية، التي يزعم العديد من الأشخاص أنها قادرة على تغيير حياتهم. التأكيد الإيجابي هو عبارة، أو بيان إيجابي، يُقال بصوت عالٍ، أو في ذهنكِ؛ لمواجهة الأفكار السلبية. وكل ما عليكِ فعله، هو اختيار عبارة، وتكرارها لنفسكِ بانتظام؛ إذا كنتِ ترغبين في إحداث تأثير دائم على طريقة تفكيركِ، وشعوركِ.

أولاً: تطبيقات مختلفة حسب احتياجاتكِ:

يمكنكِ استخدام التأكيدات الإيجابية لتحفيز نفسكِ، وتشجيع التغييرات الإيجابية في حياتكِ، وتعزيز احترامكِ لذاتكِ، أو تغيير أنماط التفكير السلبية.

ممارسة مدعومة علمياً:

تستند التأكيدات الإيجابية إلى نظرية نفسية مقبولة وراسخة، تُعرف بـ«نظرية تأكيد الذات». وقد أثبتت هذه النظرية أن بإمكاننا الحفاظ على شعورنا بالنزاهة الذاتية، من خلال تأكيد ما نعتقده بطرق إيجابية.

نظرية تأكيد الذات:

الحفاظ على هويتكِ الذاتية، لا يعني أن تكوني مثالية، بل يتعلق بالعمل على المجالات التي تقدرينها شخصياً؛ لتكوني مرنة وصادقة مع نفسكِ. على سبيل المثال، لا يمكنكِ الاكتفاء بقول: «أنا أم جيدة»؛ للحصول على الثناء؛ إذ يجب أن تُترجم تأكيداتكِ الإيجابية إلى أفعال تتفق مع هذه القيم.

علم الأعصاب:

تشير أدلة التصوير بالرنين المغناطيسي إلى أن مسارات عصبية معينة، خاصة الجزء المسؤول عن التقييم الإيجابي، ومعالجة المعلومات الذاتية، تصبح أكثر نشاطاً عند ممارسة تأكيد الذات.

إعادة برمجة الدماغ:

تشير الأبحاث إلى أن التأكيدات، مثل التمارين الرياضية، تُحفز إنتاج هرمونات السعادة في الدماغ، ما يؤدي إلى تكوين شبكات عصبية جديدة، تُعزز التفكير الإيجابي.

ثانياً: الفوائد المؤكدة للتأكيدات اليومية:

- انخفاض التوتر: تساعد التأكيدات الذاتية على تقليل مستويات التوتر الضارة بصحتنا.

- زيادة اللياقة البدنية: تُحفز التأكيدات الذاتية الأشخاص على تحسين سلوكهم البدني.

وهناك أيضاً «تأكيدات علاجية» تؤثر إيجابياً على الصحة، ويستخدمها أحياناً من يعانون حالات مرضية خطيرة، منها:

- تحسين معالجة المعلومات: تُساعد التأكيدات الإيجابية في تقليل المقاومة الدفاعية عند تلقي معلومات، أو رسائل صعبة.

- تحسين الأداء الأكاديمي: ارتبطت التأكيدات الإيجابية بزيادة التحصيل الدراسي لدى الطلاب.

- التوقف عن التفكير المفرط: تُساعد التأكيدات الذاتية على تقليل التفكير المفرط، وتعزيز التفاؤل؛ للتغلب على الأفكار السلبية.

ثالثاً: الهدف:

شعور ذاتي واسع وقابل للتكيف، إذ يمكننا أن نصبح أكثر مرونة في مواجهة الصعوبات المختلفة، وسواء كانت ضغوطاً اجتماعية، أو مشاعر استبعاد، أو تحديات صحية. ولبناء هذا الشعور، يُنصح باستخدام «عبارات الجسر»؛ لتسهيل التحول. على سبيل المثال، بدلاً من الانتقال الجذري من «أنا قبيحة»، إلى «أنا رائعة»، يمكن البدء بعبارة، مثل: «من الممكن أن أكون قد بالغت في تقدير الأمور، أنا لستِ قبيحة كما أعتقد». والهدف هو فتح المجال لإمكانيات أخرى، لذا ابدئي بممارسة التأكيدات الإيجابية بانتظام، ولاحظي كيف يمكن لهذه العادة أن تُغير حياتكِ نحو الأفضل.