دور الأب في تربية الأبناء.. أهمية لا غنى عنها!

#منوعات

زهرة الخليج - الأردن اليوم

في ظل ضغوطات الحياة المتزايدة، ومتطلبات العائلات المتعددة، يجد العديد من الآباء أنفسهم مضطرين للعمل في أكثر من وظيفة؛ لتأمين احتياجات أسرهم. وكلما زاد عدد أفراد الأسرة، زادت هذه الاحتياجات بشكل متوازٍ، ما يؤدي إلى غياب الأب لساعات طويلة عن المنزل بسبب متطلبات العمل. هذا الغياب قد يؤثر في العلاقة بين الأب وأبنائه، حيث يحتاج الأطفال إلى وجود والدهم؛ لتعزيز التواصل معهم، ومشاركتهم أنشطتهم اليومية.

ويؤكد خبراء التربية وعلم النفس أن التواصل الفعّال بين الأب وأبنائه يسهم، بشكل كبير، في بناء قدراتهم الاجتماعية والتعليمية وتطوير عقولهم. وقد أظهرت دراسة، أجراها علماء نفس من جامعة ليدز في المملكة المتحدة، أهمية دور الآباء في حياة أطفالهم. وشملت الدراسة استقصاءً لخمسة آلاف أسرة بريطانية، بين عامَي: 2016 و2023، وكشفت أن الحضور الدائم للأب في حياة أطفاله يترك أثراً إيجابياً عميقاً في مستواهم التعليمي، والاجتماعي، والنفسي.

وخلصت الدراسة إلى أن قضاء الأب وقتاً مع أطفاله، يعزز شعورهم بالثقة والأمان، ويسهم في تطوير مهاراتهم الإدراكية والعاطفية. ويتعلم الطفل من والده العديد من المهارات الحياتية والمعرفية بصورة مباشرة. ورغم أهمية حضور الأب، فإن ذلك لا يقلل دور الأم المحوري في تنشئة الأطفال، حيث يُعتبر دور الأب مكملاً لدور الأم في تحقيق التوازن الأسري.

أنشطة تقوي العلاقة بين الأب والطفل:

هناك العديد من الطرق، التي يمكن للآباء من خلالها قضاء وقت نوعي مع أطفالهم، مثل: القراءة المشتركة، وممارسة الأنشطة اليدوية، والألعاب الذهنية التي تعزز قدرات الطفل الإدراكية. ومن الأفضل الابتعاد عن الألعاب الإلكترونية، واستبدالها بألعاب تفاعلية تقوي الروابط الأسرية.

يُنصح بأن يبدأ الأب بناء علاقة متينة مع طفله منذ اللحظات الأولى، وأن يخصص وقتاً يومياً للتفاعل معه، حتى لو كان ذلك لدقائق معدودة تزداد تدريجياً مع الوقت. هذه الآلية تجعل الطفل يشعر بأنه يمثل أولوية في حياة والده، على الرغم من مشاغل الحياة اليومية ومتطلباتها. كما يمكن للأم أن تشجع هذا التفاعل، وتخصص مساحة للأب؛ ليقضي وقتاً مع طفله.

استثمار في المستقبل:

العلاقة القوية بين الأب وطفله تُعد استثماراً طويل الأمد، يسهم في بناء شخصية الطفل، وتعزيز ذكائه، وقدرته على التفاعل الاجتماعي. فوجود الأب بجانب أطفاله لا يعني فقط مشاركتهم لحظاتهم اليومية، بل يترك بصمة إيجابية تستمر معهم مدى الحياة.