#منوعات
ياسمين العطار اليوم
أدركت الدكتورة سلوى النعيمي، منذ صغرها، أهمية طلب العلم وتحصيل المعرفة؛ ما دفعها إلى تطوير نفسها باستمرار؛ حتى التحقت بالعمل في شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك). تابعت النعيمي دراساتها العليا؛ فحصلت على درجتَي: الماجستير، والدكتوراه، بجانب تكوين الأسرة، وإنجاب الأبناء. بعدها، بدأت الدكتورة سلوى مرحلة جديدة في مسيرتها المهنية بالتحاقها بالتدريس الجامعي، فأضافت إلى سجلها العديد من الشهادات في إدارة الأعمال، والموارد البشرية. وانضمَّت إلى هيئة التدريب والتأهيل لموظفي الحكومة الاتحادية والمحلية، وشغلت منصب نائب الرئيس التنفيذي في «الاتحاد للطيران»، فعملت جاهدة لرفع نسبة التوطين في «الشركة».. في لقائها مع «زهرة الخليج»، استعرضت الدكتورة سلوى النعيمي رحلتها المهنية، وسلطت الضوء على كتابها الأخير «أول برميل من الثروة»، الذي يعكس رؤيتها العميقة، وتناولها الأدبي المتميز:
-
سلوى النعيمي: يجب ألا نتوقف عن طلب العلم والمعرفة
البداية.. والشغف الأدبي
متى اكتشفت شغفك الأدبي، وماذا عن كتابك «أول برميل من الثروة»؟
بدأ اهتمامي بالكتابة منذ طفولتي، فقد كنت أهوى كتابة الشعر الحر والمقالات، وفزت على مستوى الدولة وأنا في المدرسة بجائزة عن رسالة حب وتقدير، موجهة إلى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بعدها أصبحت عضواً دائماً في جمعية الصحافة والكتابة الأدبية. ولفترة من الزمن، كان لي عمود أسبوعي في جريدة «الخليج» في الشعر الحر. كتابي «أول برميل من الثروة» استند إلى البحث العلمي، واعتمد على مراجع تاريخية موثقة، ومصادر دراسات سابقة من الكتب والمقالات، بالإضافة إلى شهادات شخصيات عايشت تلك الحقبة الزمنية. وقد أضفت إلى ذلك رؤيتي الشخصية، وتحليلاتي وأسلوبي ونظرتي المحايدة لكل الأحداث، ما جعل الكتاب توثيقاً لمرحلة مهمة من تاريخ دولة الإمارات.
تغيرات سريعة
وثق كتابك قصة النفط في دولة الإمارات.. من أين استلهمت الفكرة؟
حينما كنت أعمل بشركة «أدنوك»؛ قررت استكمال دراساتي العليا، والحصول على درجة الدكتوراه. وبفضل تشجيع معالي أحمد خليفة السويدي، الممثل الشخصي لصاحب السمو رئيس الدولة، سافرت إلى بريطانيا كأول امرأة مُبتعثة من «أدنوك»؛ لاستكمال دراساتها العليا. كان موضوع أطروحة الدكتوراه يتطلب فكرة جديدة ومتميزة، فاخترت توثيق قصة تطور الإمارات (بلدي الحبيب)، وتجربتها الفريدة في التطور السريع على الصعد كافة مع الاحتفاظ بأصالتها، وعاداتها العريقة. التجربة الفريدة للإمارات أثارت إعجاب لجان التقييم، فقد أبهرتهم سرعة التطورات التي شهدتها الدولة، وكيف أسهمت القيادة الحكيمة، والثروة النفطية، في بناء نموذج تنموي عالمي. وقد حدث هذا نتيجة عاملين أساسيين: الأول: القيادة السياسية لدولة الإمارات، مُتمثلة في المغفور له الشيخ زايد، وإصراره على نهضة وتطور الإمارات، وأن الإنسان وتعليمه ضرورة أولى. والثاني كان الثروة النفطية، ممثلة في شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، التي نجحت في تحويل هويتها من شركة نفط تجارية، هدفها الرئيسي جني الإيرادات، إلى جهة أكثر شمولية؛ فقد لعبت شركة «أدنوك» دوراً مهماً في تطور دولة الإمارات، واستثمار إيراداتها في مجموعة واسعة من خطط التحديث.
-
مع زوجها وابنها وابنتها
كيف أثر النفط في دعم ركائز الدولة، وضمان تطورها؟
شكل النفط والغاز - منذ البداية - مصدرين رئيسيين للطاقة في الإمارات. لكنْ، كما هو ثابت علمياً، هذان المصدران لن يكونا كافيين لسد الطلب على الطاقة في المستقبل، لذا اتجه التركيز، حالياً، إلى تطوير المصادر المختلفة للطاقة المتجددة، ومنها: الرياح والشمس والمياه والوقود الحيوي. كذلك، ساهم النفط - ولا يزال - في إيجاد كوادر مواطنة في جميع التخصصات بتأهيل وتطوير القوى العاملة الإماراتية؛ لتخدم احتياجات قطاع الطاقة بكل مصادره. وقد تناول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في مؤتمر قمة الحكومات بالإمارات خلال فبراير عام 2015، التحديات القادمة بوضوح، قائلاً: «بعد خمسين سنة، ونحن نحمل آخر برميل نفط للتصدير، سيأتي السؤال: هل سنحزن وقتها؟!».. ليجيب سموه: «إذا كان الاستثمار، اليوم، في مواردنا البشرية صحيحاً؛ فأنا أراهن أننا سنحتفل بتلك اللحظة».
مسيرة مهنية مميزة
تقلدت مناصب حكومية عدة، حتى وصلت إلى منصب نائب الرئيس التنفيذي لـ«الاتحاد للطيران».. كيف أثرت تجربتك المهنية في تعزيز قدراتك؟
خلال مسيرتي، أدركت أنه يجب على الإنسان ألا يتوقف عن سعيه إلى طلب العلم والمعرفة؛ لذا عملت على تطوير نفسي، وتابعت دراساتي العليا، وكانت البداية من الماجستير، رغم عملي في وظيفة يومية. بعدها، سعيت إلى نيل شهادة الدكتوراه، وأنا أعمل، ولديَّ أطفال صغار. بعد نيلي هذه الشهادة، عدت لمواصلة عملي، وفي الوقت ذاته التحقت بالتدريس في الجامعة. كذلك، نلت شهادات عدة في إدارة الأعمال، والموارد البشرية. وقد كنت فخورة جداً، عندما انضممت إلى هيئة تدريب وتأهيل موظفي الحكومة الاتحادية والمحلية؛ لينالوا شهادة مهنية متخصصة في عملهم. تطوير الذات، والسعي إلى تقديم الأفضل، أعتبرهما واجباً وطنياً لخدمة بلدنا الإمارات. وكذلك كنت سعيدة جداً؛ عندما انضممت إلى إدارة طيراننا الوطني (طيران الاتحاد)، كنت أول إماراتية تتقلد هذا المنصب المشرّف. وقد تشرفت بلقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، خلال زيارة سموه إلى «طيران الاتحاد»، حيث شكلت توجيهات سموه السديدة، ودعمه الكريم الأساس في تصميم برامج تدريبية وتأهيلية؛ لتمكين الكوادر الوطنية. وبفضل اهتمام سموه وتشجيعه، ارتفعت نسبة التوطين في الشركة من 4 إلى 25 %، ما يعكس رؤية القيادة الرشيدة في تعزيز دور المواطنين في مسيرة التنمية الوطنية.
-
سلوى النعيمي: يجب ألا نتوقف عن طلب العلم والمعرفة
هل أثرت مسيرتك الأكاديمية في رفد قدراتك الأدبية؟
عملت في معاهد وجامعات مختلفة بدولة الإمارات، ومن ضمنها أنني كنت أستاذاً مساعداً في جامعة زايد بدبي. كان لهذا العمل أبلغ الأثر في صقل شخصيتي، وتطوير مهاراتي الثقافية والقيادية؛ فالعمل بالمجال الأكاديمي يستلزم الكثير من القراءات والبحث والتخطيط، وهذا - بدَوْره - يفتح الباب لمزيد من المعرفة والاطلاع. كذلك، وجودي في المعهد، أو الجامعة، يمنحني فرصة الاحتكاك بالهيئتين التدريسية والإدارية (اللتين تضمان جنسيات مختلفة)؛ فأطلع على أفكار وثقافات متنوعة؛ ما يعتبر مرجعاً في حد ذاته للتعلم، وتوسيع الإدراك الفكري.
ماذا عن أحلامك المستقبلية؟
أحلامي لا تنتهي، وسيكون سعيي مستمراً إلى مزيد من العلم والمعرفة والنجاح، وأن أكون قدوة ومثالاً لأبنائي، حتى يسعوا - مثلي - إلى طلب التميز والنجاح، اللذين سيكونان سلاحهم في خدمة وطنهم الإمارات.