تزايدت، في الآونة الأخيرة، محاولات اختراق البريد الإلكتروني، بطرق بسيطة لا تخطر على بالٍ، وعادة يلجأ «الهاكرز» إلى اختراق الإيميلات، كون معظم الناس يربطونها بجميع تعاملاتهم المصرفية، والهاتفية، ومنصات الدفع الإلكتروني المسبق، كما يحفظون في هذه الايميلات معلوماتهم الشخصية، وبياناتهم دائمة الاستخدام.
وقد دفع تزايد وتيرة محاولات الاختراق الإلكترونية شركة «غوغل» العالمية إلى تحذير أصحاب الإيميلات لديها، الذين يتعاملون مع بريد «Gmail» الشهير إلى زيادة الحيطة والحذر، من محاولات اختراق بياناتهم الشخصية، في ظل أن بريد «Gmail» من «غوغل»، يستخدمه نحو 2.5 مليار شخص حول العالم، وينظر إليه باعتباره أكبر مزود لخدمة التراسل الإلكتروني حول العالم.
لكن اللافت في الأمر أن «الهاكرز» لديهم طرق مختلفة؛ للسطو على إيميلات المستخدمين، بحسب تقرير نشرته مجلة «فوربس» الأميركية، وأكثرها شيوعاً، هو وصول إيميل احتيالي من عنوان بريد آخره Google.com، أو اتصال هاتفي من رقم «Google» حقيقي، ما يجعل متلقي الإيميل والاتصال على ثقة بأن من يتواصل معه هو رقم أو إيميل معتمد من الشركة الأميركية التكنولوجية العملاقة.
ويبدو أن «الهاكرز» استطاعوا التحايل باستخدام تقنيات وأنظمة الذكاء الاصطناعي المتطورة، لإنشاء بريد إلكتروني ورقم هاتف شبيه جداً بأرقام «Google»، وإيميلاتها، بحيث يصعب التفريق بينها، وبين الأرقام والعناوين الحقيقية، وعندما يكتشف صاحب الحساب أنه تعرض للسطو والسرقة، يكون قد فات الأوان، بعد أن قدم المعلومات المطلوبة، ظناً منه أن الشركة قد طلبتها منه!
وتحذر «Google» مستخدميها من أنها لا تستخدم وسيلة الاتصال الهاتفي؛ لتقديم خدماتها إلى مستخدمي برامجها وأنظمتها، بل يقتصر تواصلها على خدمة البريد الإلكتروني فقط، التي يجب أن يتأكد من أنها الخدمة الصحيحة، وليست خدمة احتيالية مشابهة جداً لخدمات الشركة الحقيقية.
وعادة، عند التواصل مع «Google»؛ لحل أي مشكلة تقنية، تصل المستخدم رسالة إذا كان هو من قام بطلب الدعم، ويتم حل أي مشكلة فوراً. لكن المثير أن «الهاكرز» استطاعوا إنشاء نسخة مشابهة لطلبات رسائل الدعم، عبر الذكاء الاصطناعي، وإذا وقع المستخدم ضحية الاحتيال، وقام باتباع الإرشادات المطلوبة منه، فسيجد نفسه قد وقع ضحية المحتالين، بعد أن يصله إشعار باسترداد الحساب على الفور، ويتضمن سؤال الضحية عما إن كان هو الذي يحاول استرداد حسابه أم لا، وبمجرد أن يضغط على خيار (نعم)، سيعطي «الهاكرز» فرصة التحكم الكاملة في حسابه، وبكل العناوين الهاتفية، وبطاقات الائتمان، وبجميع كلمات السر المخزنة على حسابه.
لذا، تدعو «Google» إلى أخذ الحيطة والحذر، قبل التعامل مع الرسائل التي تدعو إلى زيادة الأمان، أو تعرض تقديم مساعدة إلكترونية، لم يطلبها صاحبها من الأساس.