#ثقافة وفنون
نجاة الظاهري السبت 17 أغسطس 11:00
في وطن الطموح والإنجازات، انطلقت الفنانة الإماراتية غالية المنصوري بفكرة مشروع «كناز»، أول استديو متنقل للفنون في الإمارات؛ فحبها للتعليم والفن - منذ طفولتها - دفعها إلى إنشاء هذا المشروع المتميز، ولم تنشغل الفنانة الإماراتية بأعمالها الفنية الخاصة، لأنها أرادت أن ترى أثر علمها في أفراد المجتمع، من خلال تعليمهم كل ما يحتاجون إليه في مجالها الفني.. التقت «زهرة الخليج» غالية المنصوري؛ لنعرف أكثر عن رحلتها الملهمة في عالم الفن:
البدايات مع الفنون الجميلة
منذ طفولتها، كان شغفها بالفن واضحاً، ما سهل عليها اختيار تخصصها الجامعي (الفنون الجميلة) بجامعة زايد، وعن هذه الرحلة تقول غالية: «أحببت الفنون منذ طفولتي، وكنت متميزة في الرسم، وأشارك في المسابقات المختلفة، ما ساعدني في اختيار التخصص الذي أريده. وأذكر أنني، حينها، أخبرت والدتي برغبتي في دراسة الفنون الجميلة بجامعة زايد، فقالت لي كلمة لا أنساها: (الأمر الذي تحبينه، ستبدعين فيه)، ما أعطاني الحافز لأبدع في كل شيء أحبه. ولم تكن حياتي في الجامعة مقتصرة على الجانب الأكاديمي، فقد كنت أغتنم فرص التطوع خارجها، فحصلت على خبرة بمجالات أخرى مثل (العلاقات العامة)، وكان لهذا أثره الجلي خلال سنة التخرج، فكان لزاماً على خريجي (الفنون الجميلة) عرض مشاريعهم، في الجامعة أو خارجها؛ فسعيت اعتماداً على خبرتي التطوعية؛ ليكون عرض مشاريع التخرج في منارة السعديات. هذا الأمر كان مهماً، وذا أثر في الذين عرضت أعمالهم هناك، فقد فتح المجال أمامهم للحصول على فرص خارج الجامعة، بالإضافة إلى فرص العمل بعد التخرج. ولأنه لا شيء مستحيلاً؛ حينما تنجز شيئاً مختلفاً، ستصل إلى ما تريد، فقط حاول الخروج عن الإطار السائد».
ولم تكتفِ غالية المنصوري ببكالوريوس الفنون الجميلة، فبعد ثماني سنوات من العمل في التعليم، قررت مواصلة دراستها؛ للحصول على درجة الماجستير في تعليم الفنون من شيكاغو. وتصف تحديات رحلتها، قائلة: «بعد رحلتي في التعليم، قررت أن أحصل على درجة الماجستير في تعليم الفنون، وهو مجال مختلف عن تدريسها، وتطوير المناهج. لم يكن الأمر سهلاً، فأنا أم، وهذه أول صعوبة واجهتها، فكيف لي أن أذهب إلى أميركا للدراسة ولديَّ بنتان، إحداهما كانت حديثة الولادة (أربعة أشهر). اخترت أفضل الجامعات، التي رأيت أن دراستي فيها ستخدمني بالطريقة التي أبحث عنها، وكان هدفي هو العودة بإنجاز شيء مختلف، أود من خلاله التأثير في المجتمع عن طريق الفنون. وقد وجدت دعماً كبيراً من عائلتي، خاصة أمي، التي ظلت تدعمني منذ طفولتي. تركت ابنتيَّ لدى أهلي، وكان هذا الأمر أكبر عقبة بالنسبة لي».
«كناز».. فكرة أصبحت واقعاً
رحلة الماجستير كانت المحفز لتطوير فكرة «كناز»، وجعلها واقعاً، فتحدثنا غالية عنها بفخر، قائلة: «كان المشروع في البال، لكنه لم يكن مجهزاً بالطريقة التي قدمته بها حينما سافرت لدراسة الماجستير، وهناك استفدت من كل ما تعلمته، واستلهمت الكثير من المشاريع والبرامج هناك، وطورت المشروع، الذي كان فكرة تخرجي في معهد مدرسة الفن بشيكاغو. كان الأمر مليئاً بالعقبات، التي أصبحت من الماضي، وليس عليَّ الآن سوى النظر للأمام. أحبَّ الأساتذة في المعهد الفكرة بعد عرضها عليهم، وكانوا فخورين بي. بعد عودتي إلى الإمارات، بدأت العمل عليها، وكلي فخرٌ بأنها أصبحت حقيقة على أرض الواقع».
حب تعليم الفنون
لا تكتفي غالية بممارسة الفن، بل تهدف إلى تعليمه للآخرين، ومشاركة معرفتها، وهي اليوم لا تقف أمام لوحاتها فحسب، بل أمام أفراد المجتمع بمختلف أعمارهم؛ لتمنحهم المعرفة التي ترى أنها ستُحدث أثراً لديهم، في الفنون بأشكالها. وعن حبها للتعليم، تقول: «أحب الاشتغال على أعمالي الفنية وعرضها، وقد عرضت بعضها في أماكن عدة داخل الدولة وخارجها، لكنني شعرت بأن هذا الأمر لا يكفي، فقد أردت أن أحدث أثراً أكبر من خلال الفن، لأرى عملي من خلال الآخرين، بعد تعليمهم، وإعطائهم الأدوات التي يحتاجون إليها؛ لإنجاز العمل الفني بطريقتهم الخاصة. أنا لا أقوم بتعليم الفنون الجميلة فحسب، وإنما أضيف إلى ذلك الحِرَف اليدوية التقليدية المحلية، والتراث. أنا ممتنة لكل الفرص التي يمنحنا إياها هذا الوطن، وفخورة وسعيدة لأنني طورت فكرة (كناز)، الذي يعد أول استديو فنون متنقل في الإمارات، ما يلهم بنات الإمارات، والجميع، تطوير أشياء مختلفة، كلٌّ في مجاله، والتفكير كذلك بطرق مختلفة تخدم الإمارات. الفكرة الأساسية للاستديو المتنقل هي أن يحط رحاله في المناطق النائية، التي لا تصلها الفعاليات والاستديوهات الفنية، فمن خلال خبرتي رأيت أن هذه المناطق متعطشة للبرامج الفنية. وقد ارتحل (كناز) إلى أكثر من إمارة منذ انطلاقه حتى اليوم، مستهدفاً الفئات العمرية كافة، ومقدماً برامج فردية وعائلية، وأطمح إلى الوصول بالمشروع إلى حدود أكبر.. حتى القمر».
يوم المرأة الإماراتية.. فخر بالإنجازات
ابنة الإمارات، ابنة «اللا مستحيل»، ابنة الطموح.. تجد في يوم المرأة الإماراتية فرصة؛ لمعرفة إنجازات بنات بلدها، والفخر بإنجازاتهن التي تحققت على أرضها، تقول: «أنا فخورة بأنني ابنة الإمارات، وبالدعم الكبير الذي نحصل عليه في بلدنا. وفخورة بهذا اليوم، وبإنجازات المرأة الإماراتية التي أصبحت تتقلد مناصب كنا نرى أنه من المستحيل وصولها إليها، وتقوم بأعمال لم نتخيل، يوماً، أن تقوم بها. ولن تفي كلمات الشكر، على كل ما يقدم لنا على أرض الإمارات، بحق قادتنا حفظهم الله ورعاهم».