#تحقيقات وحوارات
ياسمين العطار الأحد 9 يونيو 11:15
دخلت المهندسة الإماراتية، شما المنهالي، عالم صيانة وإصلاح محركات الطائرات بثقة وإقدام، ما يؤكد أن النساء قادرات على التألق في جميع المجالات، خاصةً الطيران، الذي يشهد نمواً كبيراً في الإمارات. تفانت شما في أداء عملها بشغف، بعد تلقيها التدريب والتأهيل اللازمين، فأصبحت تتمتع بمستوى عالٍ من الكفاءة في هذا التخصص، وساهمت في تعزيز حضور المرأة بشتى المجالات الداعمة لمسيرة الإمارات، التي أصبحت مركزاً عالمياً مهماً لقطاع الطيران والنقل الجوي.. مجلة «زهرة الخليج» التقت المهندسة الإماراتية؛ للاطلاع على تجربتها الثرية في هذا المجال النوعي:
لماذا اخترتِ هندسة صيانة الطيران تخصصاً؟
أميل إلى الأشياء الصعبة، وأعشق التحديات، ويعد تخصص هندسة صيانة الطيران - هياكل ومحركات، من أصعب تخصصات كليات التقنية العليا، بسبب الدراسة المفصلة والدقيقة، التي شكلت تحدياً كبيراً لكل الطلاب، وهذا ما حفز فضولي لاختيار هذا التخصص النوعي، والتميز فيه.
دفعة إيجابية
هل حصلت على تشجيع من العائلة، أثناء اختيار هذا التخصص؟
نعم، تلقيت دعماً كبيراً من العائلة، حيث وضع أفراد عائلتي ثقتهم الكاملة في قدراتي، وأيقنوا أنني قادرة على تحقيق النجاح. كانت ردة فعل والدي مفاجئة؛ عند اختياري هذا التخصص، إذ أخبرني بأنه كان يرغب في اختيار التخصص نفسه في شبابه، وهذا الأمر جعله يشعر بالسعادة والفخر؛ لتحقيق حلمه من خلالي، والمضي قدماً في مجال يشعر بالانتماء إليه.
ما الذي يميز تخصصك هذا؟
علم الطيران بحر واسع، وكل طائرة تختلف دراستها ومتطلبات صيانتها، حيث تتعين دراسة كل طراز على حدة، وخوض الامتحانات اللازمة؛ للحصول على الرخصة التي تؤهلنا لصيانة هذه الطائرة أو تلك. هذا المجهود الكبير، الذي نبذله لصيانة كل طائرة، يجعلنا نشعر بقيمة هذه المهنة، ويشمل عملنا العديد من المهام الفنية المتخصصة، مثل: الفحص، والصيانة، واكتشاف المشكلات ومعالجتها، والفك، والتركيب، والتجهيز والاختبار، والتصليح، فهذا المجال مثير ومميز، لمن يعشق التحدي في عالم الطيران.
هل هناك مهارات اكتسبتها، خلال ممارستك مهنتكِ؟
تعلمت العديد من المهارات القيمة من مهنتي، بما في ذلك: التنظيم، والانضباط، والإدارة الذاتية، والتواصل الفعال، والتفاعل مع الآخرين. بالإضافة إلى ذلك، اكتسبت القدرة على حل المشكلات، والعمل بأمان، والالتزام باللوائح والإرشادات الصارمة في صناعة الطيران.
ماذا عن التحديات، التي واجهتكِ في مسيرتك المهنية؟
واجهت العديد من التحديات، منها: الحاجة إلى العمل اليدوي، والقوة البدنية، والمهارات الميكانيكية العالية. تمكنت من تطوير قدراتي؛ للتكيف مع هذه التحديات، بالعزيمة، والإصرار، والمثابرة لتحقيق النجاح في هذا المجال. ومن ضمن التحديات، أيضاً، الحاجة إلى البقاء على دراية بالتطورات التقنية المستمرة، والالتزام بالمعايير الصارمة لهذه الصناعة.
مهارات.. وخبرات
كيف تمكنتِ من تطوير قدراتك الفنية؟
شاركت في الكثير من الدورات التدريبية، التي طورت وعززت مهاراتي، فأصبحت أكثر قدرة على إدارة الوقت، والتفكير والتصميم، والعمل بروح الفريق، والتخطيط الاستراتيجي. وساعدتني، أيضاً، على إيجاد أفضل الطرق لحل المشكلات، ومنحتني فرصة التدرب على صيانة الطائرات الافتراضية، والعمل بأمان في «الهناجر»، وورش العمل، إلى جانب التحكم في الأدوات وإدارتها، والعمل على الوثائق النظامية التفصيلية.
فزتِ بفئة صيانة محركات الطائرات في تحدي برنامج «سكلز».. حدثينا عن شعورك بعد هذا الفوز!
مشاركتي في برنامج «سكلز»، الذي نظمه مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، برعاية مهرجان الشيخ زايد، كانت تجربة جديدة وممتعة، ولعلها الأكثر تشويقاً في حياتي، حيث كانت هذه المرة الأولى، التي أشارك من خلالها في هذا البرنامج، وأقف أمام الكاميرا والجمهور. شعرت ببعض التوتر، لكن بمجرد بدء العمل، نسيت التوتر، واندمجت في المسابقة. كانت هذه التجربة ملهمة لي، حيث تمكنت من اختبار مهاراتي التقنية، والتعبير عن نفسي بشكل جديد ومشوق. وبعد منافسة شرسة، فزت بفئة صيانة محركات الطائرات، فمنحني هذا الفوز شعوراً رائعاً بالسعادة والفخر، خاصة مع حضور عائلتي على المسرح.
شاركتِ في مسابقة «مهارات الإمارات» في فئة تخصصك، ما أثر ذلك في تطوير قدراتك؟
شاركت في هذه المسابقة في فئة تخصصي، بعد تلقي تدريب مكثف في مدينة العين، ونافست بها في مهام مختلفة مع المتسابقين الآخرين. كانت تلك التجربة لا تقدر بثمن، لأنها طورت لديَّ مهارات عدة، مثل: ضبط الأعصاب، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات الجريئة. بالإضافة إلى ذلك، كانت المسابقة فرصة رائعة لتكوين الصداقات، والتواصل مع الزملاء، والشخصيات القيادية في الدولة، الذين يشجعون على تنمية مهارات الجيل الجديد. كان للفوز بالميدالية الذهبية، في هذه المسابقة، في مهارة صيانة محركات الطائرات لعام 2023 على مستوى الدولة، تأثير كبير في ثقتي بنفسي.
..وعن مجال عملك؟
وفقت في الانضمام إلى شركة «جال»، وأعمل حالياً في صيانة محركات الطائرات الهليكوبتر.
كيف ترين تطور وتقدم المرأة الإماراتية في مجالكِ؟
المرأة الإماراتية أثبتت نفسها في المجالات كافة، ومنها «الطيران»، الذي يشهد إقبالاً كبيراً من الفتيات حالياً، بفضل دعم ورعاية القيادة الرشيدة لكل ما من شأنه تطوير وتقدم ابنة الإمارات.
ما طموحاتك مستقبلاً؟
أطمح إلى خدمة بلادي، وأن أكون قدوة حسنة؛ لأتمكن من رد الجميل إلى وطني الغالي. وأسعى للاستفادة من جميع الفرص المتاحة لتطوير مهاراتي، للارتقاء أكثر في عملي، وبناء مستقبلي المهني، فأحلامي كبيرة، وطموحي لا يعرف المستحيل.