#تحقيقات وحوارات
ياسمين العطار الأحد 12 مايو 12:15
يوماً بعد يوم، تثبت المرأة الإماراتية العاملة حضورها في القطاع الصحي، بعدما برهنت بعطائها وتميزها على كفاءتها، ودورها الوطني في ترسيخ مكانة دولة الإمارات، ضمن الأفضل على مستوى العالم في جودة الرعاية الصحية، والأنظمة العالية التطور، مقدمة نموذجاً مشرفاً، عبر مساهمتها الجوهرية في تعزيز قدرة الدولة على الاستجابة للمتغيرات كافة، وسرعة اتخاذ القرارات، وريادة مسارات المستقبل في المجالات المعنية بجودة الحياة، والخدمات الصحية، وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في الخدمات الصحية والرعاية الطبية، الأمر الذي زاد الشعور بالأمان الصحي لكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة.
ويزخر القطاع الصحي في أبوظبي بإماراتيات وضعن بصمة راسخة في مسيرته، وأثبتن تفردهن وجدارتهن بمواقعهن، سواء قيادياً، أو ميدانياً، كطبيبة وصيدلانية وممرضة ومسعفة وفنية في هذا المجال، وسجلهن الذي يفيض إنجازات استثنائية؛ لرفعة راية الوطن، والمساهمة في جعل أبوظبي وجهة رائدة للرعاية الصحية على مستوى العالم.. حرصت «زهرة الخليج» على لقاء نخبة من الإماراتيات، بمختلف مواقع ومجالات القطاع الصحي، للاطلاع على إسهاماتهن الثرية في هذا المجال الوطني والإنساني:
نورة الغيثي: الإماراتيـة سـاهمـت في صنع مسـتقبل الاسـتدامة بالقطـاع الصحي
قالت سعادة الدكتورة نورة خميس الغيثي، وكيل دائرة الصحة – أبوظبي، إن المرأة الإماراتية ساهمت في صنع مستقبل يراعي مبادئ الاستدامة بالقطاع الصحي، بفضل دعم القيادة الرشيدة، ورؤية وتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)؛ للارتقاء بدور المرأة، وجعلها قادرة على المشاركة الفعالة في مسيرة التنمية، التي تشهدها الإمارات في شتى المجالات.
وأكدت سعادتها أن المرأة في أبوظبي تقدم، اليوم، مساهمة محورية في قطاع الرعاية الصحية، حيث تمثل جزءاً لا يتجزأ من القوى البشرية للقطاع. وبالإضافة إلى دورها في تقديم خدمات الرعاية الصحية، تشارك المرأة بفاعلية في الجهود البحثية والتطويرية والدراسات السريرية في مجالات: طب الجينوم، والطب الشخصي الدقيق، والعلاجات المبتكرة، والأدوات التشخيصية، وغيرها؛ لتساهم بقوة في التقدم والتطور اللذين يشهدهما القطاع الصحي في الإمارة، إذ كانت المرأة عنصراً أساسياً فيهما، بعدما أثبتت قدراتها وحضورها الفاعل، وشاركت في صنع السياسات الطبية وتطويرها، وعزّزت الكفاءات الطبية بمزيد من الخبرات المبنية على العمل والعلم والمعرفة والتجربة.
وأضافت: «هنا، أود أن أسلط الضوء على الكفاءات النسائية في إمارة أبوظبي، الحاضرة في تخصصات فريدة ومعقّدة في القطاع الصحي، مثل: الطب النووي، وطب القلب للبالغين والأطفال، وطب الغدد الصماء، وطب الأورام والأمراض المعدية، وجراحة الأعصاب، وجراحة الجهاز الهضمي، والجراحات التجميلية، والطب الرياضي، وغيرها. كما لا بد من التنويه بالدور الحيوي والأساسي، الذي قدمته المرأة، خلال التصدي لجائحة «كوفيد - 19»، ومشاركتها المميزة في جهود الاستجابة، وضمان مواصلة تقديم خدمات الرعاية الصحية، وقد كانت في خط الدفاع الأول، حيث شاركت أكثر من 5,300 مهنية صحية في الاستجابة، بنسبة قاربت الـ58% من إجمالي الصحيين العاملين بالخطوط الأمامية، كما بلغت نسبة الإناث بين إجمالي المتطوعين 30%».
وأوضحت سعادتها أن دائرة الصحة – أبوظبي تقوم بجهود كبيرة؛ لتوسيع دور المرأة، وتمكينها من الوصول إلى المناصب القيادية، مشيرة إلى أن هناك 4 شخصيات نسائية في مواقع قيادية في الدائرة، وتمثل المرأة 63% من إجمالي المهنيين الصحيين العاملين بالقطاع الصحي. وهذا كله دليل واضح على مدى إصرار دائرة الصحة – أبوظبي على مشاركة المرأة، وتمكينها في كل مستويات العمل، وصولاً إلى المناصب القيادية، ضمن إطار السياسات الوطنية، التي أطلقتها القيادة، ومن بينها السياسة الوطنية لتمكين المرأة الإماراتية.
نهلة الجابري :أصبحت طبيبة لأرد الجميل إلى بلدي
أكدت الدكتورة نهلة الجابري، استشاري في وحدة الرعاية الطبية والجراحية الحرجة، معهد الرعاية الحرجة، مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، أن النساء امتهن الطب منذ زمن طويل، حتى قبل ظهور الرعاية الطبية الحديثة والمتطورة، مشيرة إلى أن المرأة أثبتت، مراراً وتكراراً، قدرتها ودورها الحيوي كمقدمة رعاية، انطلاقاً من الطب البديل والقبالة إلى جميع المجالات الطبية. وأضافت: «نشهد، حالياً، أعداداً متزايدة من النساء الراغبات في الانخراط بالعديد من التخصصات الحيوية في الرعاية الصحية، والأهم من ذلك توليهن مناصب قيادية داخل القطاع، ما يؤكد من جديد قدراتهن وإمكاناتهن».
وعن سبب اختيارها التخصص في المجال الطبي، قالت: «والدتي مصدر إلهام كبير بالنسبة لي، فقد نجحت في تربية عشرة أبناء رغم كونها سيدة عاملة، ووضعت بصمة قوية في حياة أسرتها. وكانت قدوتي في تقديم ما أسمّيه عطاءً غير مشروط. لذلك، أكنّ احتراماً وتقديراً كبيرين لها، ولجميع الأمهات دون استثناء. واقتداءً بوالدتي، قررت أن أصبح طبيبة؛ لأتمكن من رد جزء من الجميل لمجتمعي وبلدي الحبيب».
وعن طبيعة عملها، أشارت الدكتورة نهلة إلى أنها تعمل في وحدة الرعاية الطبية والجراحية الحرجة، ولديها حوالي 10 سنوات من الخبرة بمجال الرعاية الصحية. وأضافت: «أستمتع كثيراً بالعمل في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي؛ لأننا نعمل كفريق واحد متعدد التخصصات، ونتعاون في رعاية المرضى المصابين بأمراض معقدة؛ لضمان رعايتهم، وتخفيف آلامهم، وتحقيق أفضل النتائج».
وأعربت عن سعادتها بالعمل في قطاع الرعاية الصحية، وأردفت: «إنه عمل إنساني نبيل، وأنا فخورة بممارستي الطب والعمل بشغف لمساعدة المرضى على العيش بشكل جيد، وأرى أن كل يوم جديد فرصة جديدة لتعلم شيء جديد، والمساهمة في تعزيز رفاه المرضى، الذين هم تحت رعايتي».
وأكدت أنها تركز جهودها على تشجيع الشباب على اختيار تخصصات تدعم احتياجات المرضى، وتلبي رؤية وتطلعات دولة الإمارات، والأهم من ذلك أن تتوافق مع شغفهم، وتابعت: «أعتقد أن إتاحة المجال لأنفسنا؛ لتحقيق طموحاتنا، وإطلاق العنان لإمكاناتنا قد يفتح المجال أمامنا لنكون جزءاً من رحلة النجاح والنمو».
وأوضحت أن العمل في وحدة العناية المركزة أمر مرهق للغاية، نظراً لطبيعة التعامل مع بعض الحالات الأكثر تعقيداً، والتي تحتاج إلى رعاية دقيقة. ورغم ذلك، فإنها مهنة مجزية بشكل كبير، خاصة عند رؤية المرضى يتعافون، ويكتسبون فرصة جديدة للحياة، مضيفة: «أنا فخورة جداً بمهنتي، وبكوني إماراتية تتمتع بامتيازات كافية لخدمة بلدي والمرضى من جميع أنحاء المنطقة».
أمل الطنيجي :ابتـسامة المرضى تمنحني أملاً وسعادة
كشفت الدكتورة أمل الطنيجي، اســـتشاري الأمــــراض الوراثــــيـــــة والاستقلابية للأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية، عن أن حالة طفلة كانت السبب في اختيارها التخصص الذي تعمل به حالياً، وذلك عندما شاءت الأقدار أن تكون مشرفة على حالة طفلة، بعدما التحقت ببرنامج الإقامة في طب الأطفال، مشيرة إلى أن هذه الطفلة جاءت في حالة حرجة، وتم إدخالها العناية المركزة، والسبب غير معروف، ليتضح بعد أيام أن السبب مرض استقلابي وراثي نادر، وقد أدى التأخر في تشخيصها إلى آثار انعكست سلباً على صحتها.
وأضافت: «لم يكن هذا التخصص معروفاً، وكانت توجد ندرة في الأطباء المتخصصين بهذا المجال في الإمارات حينها. أدركت، في تلك اللحظة، أن هذا المجال يحتاج إلى أطباء متخصصين، وإلى زيادة الوعي به على جميع المستويات، وأنه يتوجب عليَّ أن أدخل هذا التخصص، وأعمل على تطويره».
وعن طبيعة مجال طب الوراثة الاستقلابية، أكدت أنه يعد تحدياً كبيراً على أكثر من مستوى، إذ يشمل مرحلة زيادة الوعي بالمجال الطبي، والوصول إلى التشخيص المبكر، وكذلك الأبحاث التي تساعد في اكتشاف علاج هذه الأمراض، وهو مجال يتيح للطبيب صنع فارق كبير ومهم في حياة الكثير من المرضى، ما يساهم في تحسين جودة حياة المصابين منهم، بالإضافة إلى أن مجال الأمراض الاستقلابية يساعد في تطوير استراتيجيات الوقاية والعلاج الفعالة لهذه الأمراض على مستوى المجتمع. وتابعت: «نحن في دولة الإمارات نحظى بثقة ودعم كبيرين من قيادتنا الرشيدة، التي تركز على تفعيل دور المعلومات الجينية للمجتمع في سبيل تطوير برامج الوقاية في مراحل ما قبل الزواج، أو من خلال فحص حديثي الولادة».
وأكدت أن لديها طموحات كبيرة في مجال الأمراض الوراثية الاستقلابية، تتمحور حول تقديم المساهمات البارزة لفهم أعمق للأمراض الوراثية، وكيفية علاجها، ومنع انتقالها، مضيفة: «أرغب في المساهمة في تطوير أدوات التشخيص، وتوفير العلاجات الجديدة، التي تساعد في تحسين جودة حياة المرضى. بالإضافة إلى ذلك، أتطلع إلى المشاركة في البحث العلمي؛ لفهم الأمراض الوراثية بشكل أفضل، وتطوير العلاجات المستقبلية. أسعى، أيضاً، لزيادة الوعي العام حول الأمراض الوراثية في المجتمع، وتقديم الدعم إلى العائلات المتأثرة بها».
وأوضحت أنها سعيدة بالعمل في المجال الطبي، مؤكدة أن ما يقدمه العاملون بالمجال من خير، هو لهم قبل أن يكون لغيرهم، مشيرة إلى أن السعادة والرضا اللذين يحصل عليهما الفرد من عمل الخير، هما بمثابة ترياق للعديد من الضغوط والهموم، التي تصاحب حياة أي منهم. وقالت: «إن رسم البسمة على شفاه الآخرين هو شرف وفخر، وعلاج في الوقت ذاته، ويمنحني طاقة أمل وسعادة، ويجعلني متحمسة للمساهمة بجهودي في تحسين حياة المرضى، وعائلاتهم».
زليخة الحوسني :التمريض مهنة استثنائية وحيوية
أشارت زليخة يوسف الحوسني، المدير التنفيذي للتمريض في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، إلى أن التمريض من أهم المهن، التي تلعب دوراً حيوياً في الرعاية الصحية، ويتميز عمل الممرض أو الممرضة بتوجيه الرعاية الشاملة للمرضى. لافتة إلى أن التمريض مهنة تفرض تحديات يومية، حيث يكون على الممرضين تقديم الدعم العاطفي، والرعاية الفعالة للمرضى وأسرهم. كما يتعامل الممرضون مع تنوع كبير في الحالات والأمراض، ما يتطلب مزيجاً من المهارات الفنية، والعلاقات الإنسانية.
وأضافت: «في دولة الإمارات، بفضل الدعم اللامتناهي من قيادتنا الرشيدة، تتسارع خطى المرأة الإماراتية في مختلف المجالات، ولا يختلف القطاع الصحي عن هذا النمط، ويكمن أحد أهم أدوار المرأة به في مساهمتها الكبيرة في مجال التمريض، وذلك عبر تقديم الرعاية الشاملة للمرضى، حيث يظهر تفانيها ورعايتها كعنصر أساسي في تحسين جودة الخدمات الطبية. كما تبرز الطبيبات في تخصصات متنوعة، حيث يتألقن في مجالات، مثل: النساء والولادة، والأمراض الباطنية، والجراحة، وغيرها. ورغم خصوصية طبيعة العمل في القطاع الطبي بشكل عام، فإن المرأة تألقت، وأثبتت جدارتها كركيزة أساسية في تحسين الخدمات الطبية.
وعن شعورها تجاه العمل، الذي تقوم به، والذي يساهم في إنقاذ حياة المرضى، تقول: «بصفتي مديراً للتمريض، أحمل مسؤولية تحسين جودة الرعاية الصحية، وتعزيز فاعلية الخدمات من خلال اختيار أفضل أطقم التمريض، وضمان تطوير الممرضين، ورفع مستوى كفاءتهم. وحين أرى الفرق التمريضية تؤدي واجبها على أكمل وجه، وتلبي احتياجات المرضى بفاعلية؛ أشعر بالفخر الشديد، وأشكر الخالق على توفيقي في أداء هذا الواجب الوطني والإنساني».