#عطور
سارة سمير 22 يناير 2024
تعد العطور جزءاً لا يتجزأ من الحضارة الإنسانية على مدى قرون عدة، فهي لم تكن وسيلة لتعزيز الرائحة الشخصية للفرد فحسب، بل كانت أيضاً رمزاً للرفاهية والمكانة الرفيعة. على مر التاريخ، اكتسبت العديد من العطور العالمية شعبية هائلة، وأصبحت أيقونة في عالم العطور، لذلك من المثير للاهتمام معرفة تاريخ أشهر العطور، والتجارب التي تقف وراء صنعها لتصبح بين أيدينا اليوم، ومفضلة دائماً.
إليك التاريخ الرائع وراء بعض أشهر العطور العالمية:
«شانيل رقم 5».. صانع العطور إرنست بو:
يمكن القول بأن عطر «شانيل رقم 5» (Chanel N°5) بمثابة عطر أسطوري، ابتكرته مصممة الأزياء الفرنسية الشهيرة كوكو شانيل عام 1921، وأحدث ثورة في صناعة العطور، برائحته الفريدة والمتطورة، التي تجمع بين روائح الأزهار والحمضيات مع لمسة من الفانيليا، جذبت انتباه النساء في جميع أنحاء العالم. وأصبح «شانيل رقم 5» رمزاً للأناقة والأنوثة، تستخدمه المشاهير ونساء المجتمع الراقي، فقد جعلته جاذبيته الخالدة من الكلاسيكيات الدائمة، التي لاتزال محبوبة من قِبَل الكثيرات.
وكان إرنست بو، صانع العطور الرئيسي، وراء هذا العطر؛ فهو الذي بدأ أصل هذا العطر الأيقوني؛ عندما ابتكر رائحته التي من شأنها أن تمنح من تستخدمها ليس فقط برائحة الورد، وهي رائحة زهرية نموذجية، ولكن أيضاً باستحضار رائحة تثير امرأة عصرية. وعندما علمت كوكو شانيل بذلك؛ تعاونت معه لتطوير عطر مميز لا يُنسى. وبعد الكثير من التجارب، تم الاستقرار على مزيج من الياسمين والورد والإيلنغ مع القليل من الفانيليا، وكانت النتيجة عطر «شانيل رقم 5»، الذي غير صناعة العطور إلى الأبد.
عندما تم إطلاق عطر «شانيل رقم 5»، أحدثت ثورة في العالم، إذ نالت رائحته الفاخرة والمتطورة إعجاب النساء من جميع الأعمار، وسرعان ما أصبح العطر المفضل للكثيرات. وقد أضاف تصميم الزجاجة الأيقوني، بخطوطه وجماليته البسيطة، إلى جاذبيته، فعلى مر السنين ظل «Chanel N°5» رمزاً للأناقة الخالدة، وقد ارتدته نساء كثيرات، بمن في ذلك المشاهير مثل مارلين مونرو، التي ادعت أنها لا تستخدم شيئاً سوى بضع قطرات من «شانيل رقم 5» قبل النوم.
«جادور».. صانعة العطور كاليس بيكر:
تم طرح «J'adore» من كريستيان ديور عام 1999، وسرعان ما أحدث ضجة كبيرة في عالم العطور، ويجسد هذا العطر المميز جوهر الأنوثة والرفاهية، ويحتوي عطر «جادور» (J'adore) على باقة زهور تجمع بين روائح الورد والياسمين والإيلنغ، ما يمنح رائحة حسية وساحرة. وساهمت الحملات الإعلانية لهذا العطر، التي تضم ممثلات وعارضات أزياء مشهورات، في زيادة شعبيته، فقد أصبح عنصرًا أساسيًا في العديد من مجموعات العطور النسائية، ويظل رمزًا للأناقة والرقي.
ووراء «J'adore» قصة ابتكار وإبداع، فعندما شرعت صانعة العطور في «ديور»، كاليس بيكر، في ابتكار عطر جديد للعلامة التجارية، أرادت التقاط جوهر المرأة العصرية، وقد نالت إلهامها من جمال وثقة امرأة «ديور»، وسعت إلى ترجمتهما إلى عطر، وكانت النتيجة «J'adore» الذي ينضح أنوثة وإثارة.
ولا يمكن أن يُعزى نجاح «J'adore» إلى رائحته الجذابة فحسب، بل أيضاً إلى حملاته التسويقية، وأظهرت الإعلانات التي تضم ممثلات مشهورات مثل تشارليز ثيرون، وعارضات أزياء مثل إيفا هيرزيجوفا، جاذبية وسحر العطر.
«شاليمار» من «غيرلان».. صانع العطور جاك غيرلان:
يعد «شاليمار»، الذي أطلقته شركة غيرلان عام 1925، أحد أقدم العطور وأكثرها شهرة في العالم، وهو مستوحى من قصة حب الإمبراطور شاه جاهان وزوجته ممتاز محل، ويجسد عظمة ورومانسية العصر المغولي. ويشتهر «شاليمار» برائحته الشرقية، التي تمزج بين البرغموت والياسمين والسوسن والفانيليا، ما يمنح رائحة حسية وجذابة، تستحضر صور البذخ والعظمة.
لقد أسرت رائحته الفريدة والغريبة خيال الكثيرات، ما جعله كلاسيكياً على الفور، ولايزال «شاليمار» يحظى بالإعجاب لأناقته الخالدة، ويظل أحد عطور «غيرلان» الأكثر مبيعاً. كان ابتكار «شاليمار» بمثابة تكريم للحب والجمال، واستلهم جاك غيرلان، صانع العطور الرئيسي وراء هذا العطر، قصة شاه جاهان وممتاز محل، اللذين قاما ببناء تاج محل الرائع رمزاً لحبهما، حيث سعى إلى التقاط جوهر الرومانسية بينهما في العطر، فاسم العطر نفسه مشتق من الكلمة السنسكريتية، التي تعني «معبد الحب»، ما يزيد سحره.
ومنذ إطلاقه، ظل «شاليمار» العطر المفضل لدى عاشقات العطور؛ فأناقته الخالدة وجاذبيته الغريبة جعلتاه عنصرًا أساسيًا في العديد من مجموعات العطور. ولايزال «شاليمار» يحظى بالاحتفاء بقدرته على نقل مرتديه إلى عالم من الرومانسية والرفاهية.
«جيكي» من «غيرلان».. صانع العطور إيمي غيرلان:
«Jicky»، الذي ابتكرته دار العطور الفرنسية الشهيرة «Guerlain»، أسر عاشقات العطور لأكثر من قرن من الزمان، فجاذبيته الخالدة، ورائحته المميزة، جعلتا منه عطراً مميزاً في عالم العطور. تم تقديم عطر «جيكي» لأول مرة عام 1889، على يد إيمي غيرلان، مؤسس شركة غيرلان للعطور، واستلهم إيمي ابتكار عطر ينفصل عن روائح الأزهار التقليدية السائدة في ذلك الوقت، إذ سعى إلى صناعة عطر يجسد الأناقة والإثارة، ولمسة من الغموض، وهكذا ولد «جيكي».
وكان عطر جيكي رائداً في تكوينه، فاستخدم إيمي غيرلان مزيجاً من المكونات الطبيعية والاصطناعية، لينتج عطراً فريداً لم يسبق له مثيل من قبل، ويجمع العطر بين روائح اللافندر والبرغموت وإكليل الجبل وفول التونكا والفانيليا وغيرها، ما يؤدي إلى رائحة آسرة منعشة وحسية في نفس الوقت.
«إيريس نوبيلي» من «أكوا دي بارما».. صانعا العطور: فرنسيس كوركدجيان وفرانسواز كارون:
«أكوا دي بارما كولونيا» هو العطر الذي صمد أمام اختبار الزمن، وأصبح رمزاً للأناقة والرقي، وبفضل تاريخه الغني وجاذبيته الخالدة، استحوذ على قلوب عاشقات العطور في جميع أنحاء العالم.
تأسست شركة «أكوا دي بارما» عام 1916 في مدينة بارما بإيطاليا، في البداية تخصصت الشركة في إنتاج كولونيا أنيقة وراقية للرجال، واكتسبت العلامة التجارية شعبية بسرعة بين النخبة، وأصبحت المفضلة لدى السادة الإيطاليين، وسرعان ما انتشرت سمعتها من حيث الجودة والحرفية إلى ما وراء حدود إيطاليا، ما أدى إلى جعل «أكوا دي بارما» دارًا شهيرة للعطور.
عام 1916، قدمت «أكوا دي بارما» عطرها الشهير «كولونيا»، وكان «كولونيا» بمثابة لحظة رائدة للعلامة التجارية، لقد كان خروجاً عن الروائح التقليدية الثقيلة في ذلك الوقت، حيث قدم بديلاً منعشاً وحيوياً، وسرعان ما أصبح «كولونيا» رمزاً للرفاهية الإيطالية، واحتضنه الرجال والنساء، على حدٍّ سواء.
ويمكن أن يُعزى نجاح عطر «Acqua di Parma Colonia» إلى جاذبيته الخالدة، فالعطر عبارة عن مزيج متناغم من روائح الحمضيات والزهور، ما يمنح رائحة منعشة لأي مناسبة، فقد جعله تنوعه عنصراً أساسياً في مجموعات العطور عبر الأجيال.
ولم تقدم «أكوا دي بارما» بديلاً عن عطرها الكلاسيكي الأصلي حتى عام 2003، وهو «كولونيا أسولوتا». ومنذ ذلك الحين، نمت المجموعة ببطء، مع الحرص على تجسيد تلك الروح الإيطالية، والمكونات الإيطالية المميزة مع كل ابتكار جديد. وفي عام 2004، ابتكر صانعا العطور: فرانسيس كوركدجيان وفرانسواز كارون، عطر «إيريس نوبيلي»، الذي وضع «أكوا دي بارما»، فعلياً، على خريطة العطور العالمية. ويتميز هذا العطر بتقديمه بتلات وجذور السوسن، وزهر البرتقال، مع بلورات الفانيليا والعنبر في القاعدة الناعمة.