#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن 19 ديسمبر 2023
نمرُّ في حياتنا بالكثير من المنعطفات، فبينما نكون في أقصى طاقاتنا ببعض الأوقات، نكون في أوقات أخرى بأقل طاقة لدينا، وأحياناً نتحرك بسرعة كبيرة؛ لدرجة أنه لا يكاد يكون لدينا وقت لالتقاط أنفاسنا.
لكن هناك أشخاص قادرون على التعامل مع هذه التقلبات والانعطافات بسلاسة تجعل البقية منا في حالة من الاستغراب، إنهم هؤلاء الأشخاص الأذكياء اجتماعياً، الذين يختبرون العالم على مستوى مختلف تماماً.
وهذا لا يعني أنهم خارقون، أو لديهم نوع من القوى السحرية، لكنهم يتمتعون بموهبة فهم الناس، والتقاط الإشارات الدقيقة، ومعرفة ما يجب قوله، ومتى يمكن قوله.
هنا، نرصد بعض الطرق الفريدة، التي يختبر بها هؤلاء الأفراد الأذكياء اجتماعياً العالم.
مستمعون استثنائيون:
الاستماع الحقيقي شكل من أشكال الفن، وهو منطقة يتألق فيها الأفراد الأذكياء اجتماعياً. فبالنسبة لهم، لا تقتصر المحادثة على انتظار دورهم في التحدث فقط، وإنما يتعلق الأمر باستيعاب ما يقوله الشخص الآخر بشكل كامل، وفهم وجهة نظره، والاستجابة بطريقة مدروسة، وذات معنى.
وبعبارةٍ أخرى، إنهم لا يسمعون الكلمات التي تُقال فحسب، بل يلتقطون المشاعر الكامنة وراء تلك الكلمات، ويقرؤون ما بين السطور، ويتعاطفون، ما يتيح لهم التواصل بشكل أعمق مع من حولهم، والتنقل في المواقف الاجتماعية بسهولة.
فهم الأجواء السائدة:
المشي في غرفة مزدحمة قد يبدو كأنه حمل زائد على الحواس. لكن بالنسبة للأفراد الأذكياء اجتماعياً، هو تجربة مختلفة، فلديهم قدرة غريبة على فهم ديناميكيات تلك الغرفة. إنهم يلتقطون الحالة المزاجية، ويلاحظون التفاعلات الدقيقة بين الناس، كما يمكنهم الشعور بالتوترات غير المعلنة، أو الإثارة في الهواء، أي أن لديهم بوصلة داخلية ترشدهم إلى من يشعر بالارتياح، ومن لا يشعر به، ومن يشارك في محادثتهم، ومن يتظاهر فقط بذلك، ومن هو سعيد حقاً، ومن يخفي حزنه.
تكييف أسلوب التواصل الخاص بهم:
يتفوق الأذكياء اجتماعياً على الآخرين بأن لديهم القدرة على التقييم السريع لأسلوب الاتصال المفضل للشخص الذي يتفاعلون معه، والتكيف وفقًا لذلك. وهذه القدرة على تكييف أسلوب التواصل الخاص بهم، بناءً على الشخص أو الموقف، تجعلهم يختبرون العالم بشكل مختلف.
خبراء بالتواصل غير اللفظي:
بحسب الخبراء، إن ما يقارب الـ55% من جميع الاتصالات تكون غير لفظية، أي أن أكثر من نصف ما «نقوله» لبعضنا بعضاً، يتم توصيله فعلياً من خلال لغة الجسد، وتعبيرات الوجه، ونبرة الصوت.
وبالنسبة للأفراد الأذكياء اجتماعياً، إن هذه هي الطبيعة الثانية؛ إذ إنهم لا يستمعون فقط إلى الكلمات التي يتم التحدث بها، بل ينتبهون إلى كل شيء آخر أيضاً، من الطريقة التي تتجول بها عيون شخص ما في أرجاء الغرفة، والعبوس الطفيف على وجهه، والأذرع المطوية، ونبرة الصوت.
كما أن فهم التواصل غير اللفظي يمنحهم نظرة أعمق إلى مشاعر الناس، ونواياهم الحقيقية.
فهم قوة الصمت:
نحن نعيش في عالم يعج بالضوضاء باستمرار، وهناك ضغط لملء كل صمت، للحفاظ على استمرار المحادثة، ليكون لديك دائماً ما تقوله. لكن، في بعض الأحيان يكون الصمت أبلغ من الكلمات، والأفراد الأذكياء اجتماعياً يفهمون هذا، أي أنهم يعلمون أن هناك قوة في الصمت، وفي ترك لحظة ما، وفي إعطاء شخص ما مساحة للتفكير، أو التعبير عن نفسه.