#مشاهير العرب
تامر عبدالحميد 12 نوفمبر 2023
منذ أن دخلت عالم الفن، تنتهج الممثلة هيفاء حسين سياسة «الكيف أهم من الكم»، إذ تختار أعمالها الفنية بعناية ودقة، فتميزت بتجسيد العديد من الأدوار التي شكلت علامة فارقة في المشهد الدرامي، ووقفت أمام عمالقة الفن الخليجي؛ حتى اكتسبت من الخبرة والمعرفة ما يؤهلها لوضع اسمها ضمن قائمة أبرز النجمات الخليجيات. في حوارها مع «زهرة الخليج»، تصرح هيفاء حسين بتفاصيل أعمالها الدرامية الجديدة، التي تنافس بها في «الماراثون الرمضاني 2024»، وتتحدث عن التطور الذي وصلت إليه الدراما الإماراتية، ورأيها في المنصات الرقمية، وأسباب ابتعادها عن السينما.. التفاصيل في الحوار التالي:
بداية.. تطلين على جمهورك في رمضان المقبل بالمسلسل الإماراتي - الخليجي «جذوع».. ماذا عن تفاصيله، ودورك فيه؟
العمل كتبه جمال الصقر، وأخرجه تامر إسحاق، وصوّر في رأس الخيمة. ويغلب على المسلسل الدرامي الاجتماعي الطابع التراثي، كما أن الحبكة الدرامية غنية بالأحداث، وتشارك فيه كوكبة من نجوم الدراما، منهم: حبيب غلوم، وإبراهيم الحساوي، وخليل الرميثي، وشيماء سبت. يستعرض العمل العديد من القضايا المجتمعية في إطار الصراع بين الخير والشر، وألعب فيه دور طبيبة، تعلمت كيف تعالج الناس عن طريق الأدوية الشعبية والقديمة، وكل همها مساعدة الناس، ومعالجتهم من أمراضهم، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
كان من المفترض عرض «جذوع» في رمضان 2023، وتأجل إلى رمضان 2024، فهل تأجيله أتى لمصلحتك، خاصة أنك شاركت في بطولة مسلسل «طوق الحرير»، الذي عرض في رمضان الماضي؟
بطبعي لا أحب أن أحرق نفسي فنياً، وأحاول الموازنة في الظهور خلال المواسم الدرامية المختلفة، وليس في رمضان فقط. منذ دخولي عالم التمثيل، أنتهج سياسة «الكيف أهم من الكم»، فيكفيني الظهور في عمل واحد بالعام، يحقق النجاح والرواج المطلوب، ويترك دوري فيه بصمة لدى المشاهد. وعلى الرغم من الصعوبة التي عانيتها بسبب تصوير «طوق الحرير»، و«جذوع»، في الوقت نفسه، بين دبي والشارقة ورأس الخيمة، لدرجة أنني كنت أنام 3 ساعات فقط في اليوم، لكي أستطيع الانتهاء من تصوير دوري في العملين، فإن تأجيل المسلسل بكل تأكيد جاء لمصلحتي، لأنه عرض لي «طوق الحرير»، وأتى لمصلحة العمل، بسبب زخم الأعمال الخليجية والعربية، التي عرضت في رمضان الماضي، ما سبب حالة من التشتت عند المشاهدين.
أفكار مختلفة
«طوق الحرير».. كيف تلقيت ردود أفعال الجمهور حوله، خاصة أنه عمل إماراتي درامي معاصر، وشهد عودة الممثلة الإماراتية القديرة سميرة أحمد؟
ردود الأفعال كانت إيجابية وجميلة، كما أنني أحببت الحالة الدرامية المختلفة للعمل، والشخصية التي جسدتها؛ كونها أماً لطفلين، تصارع الحياة والظروف الصعبة من دون زوجها، وتحاول طوال الأحداث أن تتحدى الصدمات التي مرت بها، فكان هذا الدور من أبرز الأدوار التي قدمتها في مسيرتي، كما أن عودة الممثلة سميرة أحمد إلى التمثيل بعد غياب سنوات طويلة في «طوق الحرير»، كانت مفاجأة جميلة لفريق العمل، خاصة أنها ممثلة قديرة، ومشاركتها تثري أي عمل فني.
كيف ترين التطور، الذي وصلت إليه الدراما الإماراتية؟
شهدت الدراما الإماراتية، في السنوات الماضية، تطوراً كبيراً من حيث المضمون، وزيادة عدد الإنتاجات، لكن كوني زوجة الفنان حبيب غلوم - الذي دخل مجال الإنتاج عام 2015، وكنت أتابع مجريات العمل معه بصفة شبه مستمرة - أجد أن المنتج الإماراتي يحتاج إلى ثقة أكبر من قِبَل القنوات التلفزيونية، ووضع ميزانيات أكبر لتنفيذ أعمال درامية ضخمة، وذات جودة عالية.
ما رأيك في ما قدمته الدراما الخليجية، خلال السنوات الخمس الماضية؟
هناك جرأة في الطرح، وأفكار مختلفة، لكن الدراما الخليجية تعاني أزمة نصوص حقيقية، فيجب إعطاء الشباب الفرص لإبراز إبداعاتهم في هذا المجال، لكن بعض الكتاب يجب أن يصقلوا خبراتهم، ويطوروا مهاراتهم، ويستفيدوا من الخبرات السابقة، حتى يكملوا مسيرة الكتاب العمالقة للدراما الخليجية.
هل هناك أعمال أخرى، ستشاركين في بطولتها خلال رمضان 2024؟
انتهيت، مؤخراً، من مسلسل «حكاية لونا» مع المنتج عصام حجاوي، والمخرج ليث حجاوي، وهو عمل أردني خليجي من المقرر أن يعرض في السباق الرمضاني، ويشارك في بطولته: حبيب غلوم، عبير عيسى، لونا بشارة، هيلدا ياسين، عمران العمران، ليلى السلمان، مريم الغامدي، تركي الكريديس، وعهود السامري. تشرفت بمشاركتي في هذا العمل الدرامي الإنساني، الذي يسلط الضوء على قصص كفاح ضد المرض الخبيث، ويستعرض حكايات لمصابين بهذا المرض من الجنسين، يتحدثون عن قصص مرضهم، والصعوبات والتحديات التي يواجهونها من أجل الانتصار عليه.
خبرات متراكمة
قدمت منذ بدايتك مسلسلات خليجية وإماراتية مشتركة.. كيف ساهم هذا الأمر في صقل إمكاناتك الفنية، وكيف ترين أهمية الأعمال المشتركة؟
كل عمل شاركت فيه كوَّن لديَّ خبرة ما، وصقل مهاراتي، سواء على مستوى الإنتاج أو الإخراج أو التمثيل. تعلمت من الكبار في مختلف هذه المجالات، فكل منهم له فكره وأسلوبه وطريقته، ما جعلني أكتسب الكثير من القدرات والمهارات على مستوى التمثيل والتقمص. بكل تأكيد الأعمال الفنية المشتركة تساهم في تبادل الخبرات والثقافات، وهي عنصر مهم من أجل تنفيذ أعمال فنية تخدم «المشهد الدرامي»، بظهور مسلسلات بأفكار ومضامين مختلفة، ترتقي بمستوى المشاهد العربي.
تعاونت خلال مشوارك مع معظم نجوم الدراما.. من الممثل الذي تريدين مشاركته في عمل فني؟
كل ممثل حقيقي، أو ممثلة، يمتلك من الموهبة والأداء العالي، ويحفزني لإطلاق طاقاتي التمثيلية، بكل تأكيد أتمنى الوقوف أمامه، خاصة أنني أعشق المشاهد الحوارية، التي تكون بمثابة مباراة قوية في التمثيل.
رغم شخصيتك الهادئة، فإنك تظهرين في بعض الأدوار بشخصية المرأة القوية.. هل تحبين الأدوار التي تناصر المرأة، وتُظهر قوتها؟
رغم أننا نعيش في مجتمع ذكوري، فإنه لا أحد ينكر أن المرأة محرك أساسي في الحياة، ولا تقل عن الرجل في الكثير من المجالات، فقد صارعت وحاربت، ونجحت في ترك بصمة في الحياة العملية والشخصية، لذا تستهويني هذه الأدوار، التي تظهر قوة المرأة وتحديها مع الحياة.. فأنا مع المرأة قلباً وقالباً.
ما رأيك في الأعمال الدرامية القصيرة التي تعرض على المنصات الرقمية، وهل ستسحب البساط من الدراما التلفزيونية ذات الـ30 حلقة؟
حتى الآن لم أشارك في عمل فني يُعرض على إحدى المنصات الرقمية، وأتمنى ذلك بالتأكيد، خاصة مع الإقبال الكبير عليها، وبحكم ميزة مشاهدة الأعمال في أي وقت وأي مكان. لكن، سيظل للقنوات جمهورها، وللمنصات جمهورها أيضاً، الذي معظمه من فئة الشباب. عن نفسي، أنا لازلت مخلصة للقنوات التلفزيونية، فأنا من أنصارها، وأحب من خلالها متابعة نوعيات مختلفة من الأعمال، مثل: المسلسلات والأخبار والأغاني.
لماذا أنت بعيدة عن السينما؟
بالفعل أنا مقلة جداً على مستوى الأعمال الفنية بشكل عام في الآونة الأخيرة، بحكم أنني أم لتوأم، وتربيتهما صعبة ومسؤولية كبيرة. لكن، في الوقت نفسه، وكما ذكرت سابقاً، لا أحب دخول عمل فني من أجل المشاركة والوجود فقط، لذا أرى أنه من الضروري زيادة الإنتاجات السينمائية، حتى نتمكن من المشاركة في أعمال جيدة، تنفذ بمستوى فني عالٍ.
بعيداً عن الفن، حدثينا عن هيفاء (الأم، والزوجة)، وكيف تستطيعين التوفيق بين حياتك الفنية والعائلية؟
أحاول قدر الإمكان التوفيق بين حياتي العائلية والعملية، ولأنني أم لتوأم، فمسألة التربية والرعاية والاهتمام أصعب بكثير، لذا أخصص لهما معظم وقتي، وتكون اختياراتي في الأعمال الفنية دقيقة جداً، إذ أختار العمل الذي أشعر بأنه سيكون إضافة إلى مسيرتي، كما يوجد بيني وبين زوجي الفنان حبيب غلوم تفاهم فني وعائلي، حيث يقف إلى جانبي ويساندني، ونبذل مجهوداً أكبر للموازنة بين تربية الأبناء، وحياتنا الفنية.