#مقالات رأي
شيماء الوطني 6 فبراير 2022
تستهويني الأفلام الواقعية!.. الأفلام التي أجد في شخصياتها أناساً يشبهوننا، لهم الملامح ذاتها، والأحاسيس التي نعرفها ذاتها.
كأنما تلك الشخصيات ترينا مشاهد من حياة قد نحياها، لكننا قد لا نتوقف لنرى تفاصيلها بوضوح بفعل الاعتيادية. تترجم هذه الأفلام ما نمر به، وقد لا نجد القدرة أو الكلمات لوصفه، أو شرحه.
الفيلم التركي «معجزة» أحد تلك الأفلام التي لابد من مشاهدتها، والتوقف عند كل تفاصيلها، ففضلاً عن الجمال الآسر لطبيعة قرية جبلية معزولة، اختيرت لتصوير الفيلم، يظهر لنا في كل مشهد من مشاهد الفيلم جمال الشخصيات، والبراعة في إظهار مشاعر متداخلة ومتعددة في قصة رائعة؛ تحكي حكاية الشاب «عزيز»، الذي ولد مختلفاً عن إخوته بعاهة عقلية، جعلته يعيش متنقلاً بين الطرقات بشعر أشعث، وثياب ممزقة رثة.
وحينما يُرْسَلُ معلم من المدينة للتدريس في مدرسة القرية، التي لم تكن إلا غرفة بُنيت من قبل الأهالي على عجل، يكتشف هذا المعلم رغبة خفية داخل «عزيز» في تعلم القراءة والكتابة، رغم وضعه البائس.
وفي مفارقة قدرية غريبة، يتزوج «عزيز» فتاة رائعة الجمال، ويبدأ الأهالي معايرتها بزوجها، فلا يجد «عزيز» حلاً - أمام بكائها وحزنها - إلا أن يغادر القرية معها إلى جهة غير معلومة، دون أن يخبر أحداً.
وتحدث «المعجزة»، التي عُنْوِنَ بها الفيلم، بعودة «عزيز» بعد سنوات إلى قريته، وقد تغيرت حاله.
ويشير القائمون على إنتاج الفيلم إلى أنه مأخوذ من قصة واقعية، يظهر بطلها الحقيقي وزوجته في نهايته، وهذه هي المفارقة، أو الأمر المميز الذي يأسر المشاهد.
بالعودة إلى قصة الفيلم، قد يرى البعض أن في الأحداث شيئاً من المبالغة؛ فهل يعقل أن تنقلب حال البطل من نقيض إلى نقيض.. بمجرد شعوره بالحب؟!
ربما تأخذني الحماسة لأعارض هؤلاء، فالكثير من الشواهد الحقيقية رأيناها بأعيننا لأناس لم يكن للنجاح أو اليُسر مجال في حياتهم؛ لولا أنهم وجدوا من يحتويهم، ويكمل النقص في شخصياتهم.
وليس الحب في حقيقته مجرد كلمات تقال، أو أحاسيس تغزو القلوب وحسب، إنما الحب الحقيقي اهتمام واحتواء!