#تحقيقات وحوارات
محمود الخطيب 30 نوفمبر 2020
من قال إن الجماد لا ينبض؟! وإن الذكريات تطويها ذرات الرماد؟
فالزائر إلى واحة الكرامة، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، ستتحرك فيه مشاعر الفخر والعزة والإباء، فور أن يرى 31 لوحاً من ألواح الألمنيوم يستند كل واحد منها إلى الآخر، كرمز للوحدة والتكاتف والتضامن، وتأكيد على القوة والشجاعة التي تحلى بها شهداء دولة الإمارات وأبطالها.
رؤية قائد
تجسد واحة الكرامة رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهاته لتخليد أسماء الذين ضحوا بأرواحهم أثناء تأدية واجبهم الوطني، وقد تم إدراج الواحة ضمن المواقع التاريخية والتراثية في الدولة، كما أصبحت منذ افتتاحها، بالتزامن مع يوم الشهيد في 30 نوفمبر 2016، مقصداً رئيسياً ووجهة للزوار والسائحين، للتعرف إلى تضحيات أبناء الإمارات.
تجربة تفاعلية
منذ تحط قدما الزائر واحة الكرامة، ستدهشه التجربة التفاعلية التي تقوم على سرد قصة نصب الشهيد، ويروي قصصاً بطولية عن تضحيات شهداء دولة الإمارات في كل الميادين. إذ تستحضر التجربة تضحيات الشهداء خلال الاحتفاء بيوم الشهيد، الذي قرر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أن يكون في 30 نوفمبر من كل عام تاريخاً له، إذ تم اختيار يوم 30 نوفمبر من كل عام للشهيد، تقديراً لذكرى أول شهيد إماراتي استشهد في 30 نوفمبر 1971.
نصب الشهيد
يرمز نصب الشهيد إلى القوة والشجاعة التي تحلى بها شهداء الإمارات وأبطالها. وقد تم نقش قسم الولاء للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة على العمود الطويل في الجزء الخلفي من نصب الشهيد، بينما نُقشت على الألواح الـ31 الأخرى قصائد وأقوال للوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، واقتباسات من أقوال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رعاه الله. وتشير الألواح الـ31 الضخمة التي يستند كل منها إلى الآخر كرمز للوحدة والتكاتف والتضامن في مشهد يعبر عن أسمى معاني الوحدة والتلاحم بين القيادة والشعب والجنود البواسل
جناح الشرف
وترمز الألواح الثمانية التي تغطي سقف جناح الشرف في واحة الكرامة إلى الإمارات السبع، بينما يمثل اللوح الثامن شهداء الدولة، ويوجد في منتصف الجناح عمل فني يتكون من ألواح زجاجية شفافة كبيرة، تمثل الإمارات السبع وتحيط بها بركة يجري من خلالها الماء، بينما يحيط بكل لوح من الجانبين الأمامي والخلفي نقش بقسم الجنود يمكن للزوار قراءته من أي جانب. وبالإضافة إلى ذلك، توجد آيتان من القرآن الكريم في جناح الشرف، نُقشت الآية الأولى بالألمنيوم على الجانب الأيمن من المدخل، وتوجد الآية الثانية أعلى جدار الجناح. فيما يضم جناح الشرف أسماء شهداء الوطن، ومعلومات عنهم بحيث يمكن للزائر التعرف على أبطال الإمارات.
ميدان الفخر
يتميز ميدان الفخر بمساحته الواسعة التي تصل إلى حوالي 4000 متر مربع ويتخذ شكلاً دائرياً، ويقدم انعكاساً واضحاً لنصب الشهيد وجامع الشيخ زايد الكبير. ويحيط بالميدان مسرح بمدرج كبير يتسع لحوالي 1200 شخص، كما توجد في منتصفه بركة ماء دائرية الشكل تصل المياه بارتفاع 2 سم، ويتم تجفيفها وقت الاحتفاء بيوم الشهيد وخلال الزيارات الرسمية. وتشكل البركة لوحة فنية في غاية الروعة تجمع بين انعكاس جامع الشيخ زايد الكبير ونصب الشهيد عليها.
اقرأ أيضاً: ميثاء العرفي: «أكاديمية فاطمة بنت مبارك» تعزز مكانة المرأة عالمياً