هلا القرقاوي 5 يوليو 2015
وُلدت وفي فمها ملعقة من ذهب، ثم أغرمت بتصاميم الحلي الذهبية والمجوهرات، وفازت بلقب ملكة جَمال المراهقات في أميركا في عام 1997، ونضجت لتصبح سيدة أعمال، وعارضة أزياء، وكاتبة، ومصممة، وشخصية تلفزيونية في البرنامج الواقعي The Apprentice (المبتدئ). إنها إيفانكا ترامب Ivanka Trump ابنة دونالد ترامب، أسطورة النجاح ورجل الأعمال الثري الأشهر، والرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة ترامب» بفروعها العقارية والترفيهية، التي تُدير العديد من الفنادق في شتَّى أنحاء العالم. درست إيفانكا ترامب (30 أكتوبر/ تشرين أول 1981) الاقتصاد، وهي الآن تشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي للتطوير، وعمليات الاستحواذ في «مؤسسة ترامب دبي». ومسؤولة التصميم الداخلي في مشروعات ترامب العقارية كافّة، داخل الإمارات وخارجها. وقد حلّت ضيفة على دبي، بوصفها متحدثاً رئيسياً في «مؤتمر الاستثمار العربي الفندقي»، حيث حرصت «زهرة الخليج» على الاقتراب منها، وإلقاء الضوء على المبادرة التي تتبنّاها، وأسرار نجاحها المتوازن بين أدوارها المتعددة في الحياة، فكان هذا الحوار المشوّق: عزم وتصميم • بدايةً، ما تعريفكِ للفنادق الفاخرة؟ وكيف ترين مستقبلها؟ - ينطلق مفهوم الفنادق الفاخرة من العزم والتصميم وعَقْد النّية على تحقيقه. والترف ينطوي دوماً على الجودة الفائقة والتصميم المثالي، كما يُعد المكان أينما ذهبنا في شتَّى أرجاء المعمورة، من أهم العوامل الحيوية التي لا يُمكن إغفالها. والكثيرون يختارون المكان اعتماداً على الشعور بالراحة وعلى توقعاتهم الإيجابية عندما يُقْبلون على الاستثمار في سوق ما. كما يجب عليهم الاعتماد على إدراك القيم التي يمثلونها والمكانة التي يحتلونها، وعدم المساومة أبداً في ما يتعلق بتقديم الخدمة الفاخرة للنزلاء. ففي إمكانك بناء أبراج شاهقة، ذات نوافذ باهظة الثمن والتحكم في صورة عامة في الجوانب المادية، وهو ما يُميّز خدمة عن أخرى. • بالحديث عن المكان. كيف ترين الإمارات العربية المتحدة، بوصفها إحدى الوجهات الفاخرة التي تحظى بالترف؟ أم أنك تخصّين بالذِّكر دبي؟ - دعيني أقل لك إنّ دبي مدينة رائعة، وأعتقد أني محظوظة كي أراها تتطور على مَرّ العقد الماضي. وأنا أبدي إعجابي الشديد بالبنية التحتيّة لهذه المدينة، والتي ساعدت بالتالي على وضع أساسات قوية لتحقيق النمو المستقبلي، وجذب المستثمرين في شتَّى الصناعات والقطاعات. والقاعدة العالمية الآن، هي أنك لو أردت الاستثمار في أي بلد مثلاً، فلتذهب إلى دبي لتُروّج له، في مجال الإعلام والمشاريع الترفيهية والمالية، إضافةً إلى أن الإمارات بوجه عام تحظى بالعديد من الفرص والإمكانات. ولأننا مؤسسة أعمال عائليّة ولسنا شركة عامة، فنحن لا ندخُل سوقاً إلّا إذا توافرت فيها الفرص المناسبة، والشركاء المناسبون، والموقع المناسب. لذا، نحن متحفّظون للغاية في ما يتعلق بانتقاء مشروعاتنا، كما أننا نُوليها اهتماماً خاصاً، وعلى نحو شخصي، تماماً مثل مشروعنا العقاري مع شركة «داماك». وهذه هي زيارتي الخامسة إلى هنا على مدى عام ونصف العام، لأراقب عن كثب وبدقّة مُتناهية سير الأعمال، ما يعني أننا نُدقّق بعناية في انتقاء المشروعات التي نُقبل عليها. • لديكم مشروعان مع شركة «داماك». هل لكِ أن تُحدّثيننا عنهما؟ - المشروع الأول هو «ترامب إنترناشيونال غولف كلوب»، أحد أبرز معالم مشروع «أكويا» من «داماك». وهو من تصميم المهندس المعماري الشهير «جيل هانس» Gil Hanse، المتخصص في مجال تصميم ملاعب الغولف الأولمبية. والمشروع الثاني هو تصميم فلل وقصور «ترامب برايفت دبي» على نحو يحتضن البيئة، حيث تتم الاستفادة من الضوء الطبيعي والهواء الطلق والمساحات الخضراء الشاسعة، والشفافية المتمثلة في نوافذ زجاجية حتى السقف، في ما يشبه واحة في قلب المدينة. وأنا أتولّى بنفسي التصميم الداخلي وانتقاء الأثاث والمفروشات، على نحو يجمع بين الثراء الفاخر والانتعاش النّضِر من منظور عصري. • هل ثمّة خُطَط لتأسيس فنادق؟ - نعم. لدينا العديد من الفرص، وندرس الكثير منها في الإمارات، وتحديداً في دبي وأبوظبي والعين، وخارج الإمارات في قطر. وسنُعلن قريباً عنها. ونحرص عند دخول أي سوق على تقديم أفضل أداء مُمكن، وإحداث تغيير جذري مُدْهش. • هل يُعدّ الشرق الأوسط بمثابة السوق الأولى لكم بعد الولايات المتحدة الأميركية؟ - لا. لدينا في أوروبا مشروعات كبرى، فقد انتهينا من شراء «تيرن بيري» Turnberry في اسكتلندا، الوجهة الكلاسيكية لإقامة بطولة بريطانيا المفتوحة، وتضم فندقاً مذهلاً ومضمارين للغولف، كما قمنا بشراء نادي الغولف في «دون بيغ» Doonbeg في أيرلندا. وسوف نفتتح فندقاً في «ريو دي جانيرو» Rio de Janeiro في البرازيل، قبل دورة الألعاب الأولمبيّة الصيفية، ولدينا فندق تحت الإنشاء في مدينة «فانكوفر» Vancouver الكندية، الواقعة غربي ولاية كولومبيا البريطانية، وفي واشنطن دي سي. تَوازُن مثالي • أنتِ زوجة وأم لطفلين وسيدة أعمال، كيف تحققين التوازن بين هذه الأدوار؟ - قد تختلف فكرة التوازن المثالي على نحو يومي أو شهري وفقاً لتبعات الحياة. كما أن أولويات المرء تختلف مع تَقدّم العمر، فأولوياتي اليوم ومعي طفلان، ليست أبداً هي ذاتها منذ 5 سنوات. وأعتقد أنه لتحقيق التوازن، لا بد للمرء أن يعشَق ما يقوم به، ويؤدّيه بمهنيّة وإتقان، لأن الثمن سيكون فادحاً حينما تكون الأم بعيدة عن أسرتها، وعليها أن تحب ما تعمل. وأنا أحرص في الوقت ذاته على أن تكون حياتي متّسقة مع أولوياتي. وبالنسبة إليّ، فإنّ أهم أولوياتي هي أن أكون دائماً أمّاً لأطفالي وزوجة رائعة لزوجي، وهذا ما يأتي في المقدمة بالنسبة إليّ. وعلى كل امرأة أن تُحدد أولوياتها، وتتأكد من أن حياتها متوافقة مع الأولويات التي تضعها. • قمتِ بمبادرة «النساء التي تعمل»، حدّثينا عنها وكيف أتتكِ الفكرة؟ - جاءتني الفكرة عندما كنت أقوم بحملة ترويجية لتصاميمي الخاصة بالملابس والاكسسوارات، وتحدثت مع إحدى أقوى الوكالات الإعلانية في نيويورك، بشأن رغبتي في تأسيس علامة تجارية خاصة بنمَط الحياة التطلّعي الطموح، للجيل القادم من النساء العاملات في الألفيّة. وعلى الرغم من كونهم جميعاً يتمتعون بدرجة عالية من الإبداع والذكاء، راعتهم فكرة «النساء التي تعمل»، ولم ترُق لهم فكرة الجمع بين النساء والعمل معاً. لكني اعتقدت أن هذه هي الفرصة، لأن العمل يعني التطلع والطموح، وأن النساء العاملات اللواتي أعرفهنّ حقاً تملؤهنّ الحماسة تجاه عملهن. ومن هنا جاءت هذه المبادرة، التي أعدّها بمثابة احتفاء بالطبيعة متعددة الأبعاد لأغلب النساء العاملات، ليس فحسب بصفتهنّ المهنيّة، فالأم امرأة عاملة، والزوجة هي أيضاً كذلك، حتى المرأة التي تدرس للحصول على شهادة تَخرُّج. وأعتقد أن وسائل الإعلام ترسم صورة تقليدية للمرأة العاملة، وكأنها إنسان آلي محترف، وهي إما أن تكون محترفة أو غير محترفة. ولقد قمت بطرح هذه المبادرة على مجموعة من الشابات الطموحات، وسألتهنّ عن الكيفيّة التي تبدو عليها المرأة العاملة، وكان الأمر مُمتعاً، لأنهن بدأن بأشياء مدهشة بالنسبة إلى الكثيرين. وفي النهاية حصلنا على مردود إيجابي للغاية من نساء أخريات، رأين كيف يُمكنهن تقديم نموذج المرأة العاملة. • في رأيكِ، هل يمكن العمل على نشر هذه المبادرة على الصعيد العالمي؟ - هي بالفعل كذلك، لأنه عند مناقشة موضوع هذه المبادرة في محافل مختلفة، نجده يستقطب الاهتمام، وقد أردت أن تكون هذه الحملة شاملة، فهي لا تُملي على النساء كيف تكون حياتهنّ أو كيف تكون الطريقة المثلَى للعمل، إنما تطرح فكرة أن العالم المختلف هو عالم فريد. وكذلك، تحتفي بحقيقة أن العمل يعني أشياء مختلفة لكل امرأة، وتتحدث عن أهداف امرأة ما، وأولويات امرأة أخرى. وقد طرحت هذه الحملة على الموقع الإلكتروني الخاص بي: ivankatrump.com، وطلبت من النساء أن يرسلن إليّ فيديوهات، وحصلن على الكثير من فيديوهات الـ«سلفي» لنساء من شتَّى أنحاء العالم، عن طريق «انستغرام» و«فيسبوك»، يُفصحن فيها عن معنى العمل بالنسبة إليهنّ. • هل وصلتكِ أي فيديوهات من منطقة الخليج؟ - نعم، بالتأكيد جاءتنا مساهمات من هذه المنطقة، وكانت حقاً رائعة. حظ وإلهام • ماذا يعني بالنسبة إليك أن تكوني ابنة دونالد ترامب؟ يعني أني محظوظة للغاية، فهو والد رائع، وخير قُدوة ومُعلّم، ومصدَر إلهام عظيم بالنسبة إليّ. • درست الاقتصاد وتخرجت مع مرتبة الشرف، ثم دخلت مجالاً عملياً مختلفاً. فما المجال الذي تعشقينه حقاً؟ - العقارات هي عشقي الأول والأخير. ولقد تعلمت من والدي الانفتاح على الفرص، فهو ينظر إلى الحياة من حوله، ويحل المشكلات من خلال كونه منفتحاً ويفكر بطريقة مختلفة. وبالنسبة إليّ، فقد بدأت في مجال العقارات وسأستمر فيه. ولم تكن لديّ أبداً نيّة تصميم الملابس أو الاكسسوارات، أو أن تكون لديّ علامة تجارية خاصة بالموضة. ولكني شعرت بأنها فرصة جيدة أن أقوم بتصميم قطع رائعة، سواء أكانت مجوهرات راقية أم أحذية أم ملابس للشابات العاملات. وأجد نفسي في عالم الأعمال في المقام الأول. • هل صحيح أنك لا ترتدين أحذية إلا من تصميمك؟ - نعم، بالتأكيد (ضاحكة). وأرتديها الآن، وكذلك مجوهراتي. كم هو رائع ألّا أذهب إلى التسوق ولديّ كل هذه المجموعات! • لماذا قمتِ بتصميم «سبا» Spa على الطراز الشرق أوسطي؟ - كان لدينا مشروع كبير في تركيا. وأثناء زياراتي المتعددة هناك، كجزء من عملية تطوير هذا المشروع، ألهمتني الحمّامات التركية التقليدية للغاية، وأبهرتني الحمّامات في إسطنبول، خاصةً أنه لا مثيل لها في نيويورك أو في أميركا بأكملها. ولقد أردت تصميم «سبا» جميل وتقليدي، لكنه أيضاً مُنعش ومُعاصر ويعجّ بالتّرف بالنسبة إلى عالم المنتجعات الصحية. لذا، صمّمت «سبا» رائعاً يزدان بالرخام ويُقدّم علاجات تركية ومغربية. • ما أفضل المدن التي تودّين دوماً زيارتها؟ - من الصعب تحديد مدينة بعينها، كما أنها مُتغيّرة بتغيُّر أولوياتي، لكن نيويورك، حيث أعيش، هي مدينتي المفضلة. ثم تأتي دبي، حيث أستمتع حقاً بالوقت الذي أمضيه فيها، وأحب فيها الدفء، سواء أكان دفء الطقس أم البشر. ويُعجبني كثيراً إيقاع التطوير السريع فيها، وعندما كنت طفلة عشت في لندن وباريس، وأحب هاتين المدينتين كثيراً. وباتاجونيا أيضاً هي إحدى أهم المدن المفضلة بالنسبة إليّ، وكذلك براغ، حيث قضيت هناك أوقاتاً سعيدة مع جدتي في جمهورية التشيك. • هل هناك مدينة لم تقومي بزيارتها بعد، وتضعينها على القائمة لتزوريها قريباً؟ - نعم الكثير من المدن والبلدان، مثل المغرب، والنرويج. النجاح والسعادة • ما تعريفكِ للنجاح؟ - النجاح هو السعادة بكل بساطة. والبعض قد يعتقد أن النجاح يقتصر على الحياة المهنيّة، لكنها نظرة محدودة ضيّقة الأفق، لأنه يجب أن تكون أيضاً سعيداً في منزلك، ذلك لأن النجاح هو فقط أن تعيش الحياة التي تُريد أن تحياها، وأن تشعر بالرضا والإنجاز في مَناحي الحياة كافّة، وفي أي أمر تفكر فيه. • ما أفضل نصيحة تم إسداؤها إليكِ؟ - أوصاني أبي دوماً منذ نُعومة أظافري، أن أقتفي ما أعشق، وأن أتيقّن من أنني قد أدركت ما أعشق على وجه التحديد، لأن الطريق الوحيد لنجاح المرء، هو أن يعشق ما يعمل عشقاً عميقاً. • ما النصيحة التي تُسدينها إلى المرأة؟ - أن تجمع بين العشق والعمل، بحيث تعشق ما تعمل، وتعمل ما تعشق، وأن تكون لديها أخلاقيات عالية للعمل، لتنجح في أي مجال نجاحاً باهراً، وأن تتأكد من أنها تمضي أوقاتها مع أناس يستحقون، وهي حقيقة أدركها كلما رأيت أطفالي يكبرون والزمن يمرّ سريعاً.ساعة رولكس
أدخل بياناتك
شكراً
ننتظرك غداً مع سؤال جديد
التالي
اغلق