#مكياج
نوال العلي 29 سبتمبر 2010
"لا يوجد شيء اسمه عطر للرجال وآخر للسيدات، ولا عطر للنهار وآخر لليل". فاجأنا إداوارد روسكي بإجاباته الصريحة، جاءت ردوده بعيدةً تماماً عن عالم التسويق وأقرب إلى الحقيقة.
فبحسب مصمم العطور الشهير "هذه أكاذيب اخترعها المسؤولون عن التسويق". هكذا هي طريقة الحديث مع مهندس الكيمياء ومدير التسويق السابق لدى لوريال، مزيج من الشغف و الصدق والحسم في آن واحد.
قُبيل الافتتاح
كنا في زيارة لركن لو لابو Le Labo في مارينا مول بأبوظبي، وكانت هذه الزاوية، التي تشبه اسمها، مختبراً فعلا، ولكنه مختبر مازال في طور الاستعداد لافتتاحه مساء أول من أمس الاثنين.
كانت العطور على الأرفف ماتزال تترتب وتُصفّ، وإدوارد، وهو المصمم الثاني مع شريكه فابريس بينو، يروج ويجيء بينها. اسم العطر Le Labo ويعني المختبر باللغة الفرنسية. وأنتِ ما أن تقررين انتقاء واحدة من هذه الزجاجات التي جاءت بالشكل التقليدي الأصيل للزجاجة، حتى يفاجؤونكِ أنهم سيقومون بخلط العطر أمام عينيك.
ربما يكون في الكلاسيكية المقترحة لتصميم الزجاجة شكل من أشكال الحداثة في الوقت نفسه، العودة إلى هذه القوارير البسيطة التي تشبه علبة دواء. العطر هو الدواء في مختبر لو لابو.
نسأل إدوارد "بدأت أنت و بينو منذ العام 2006 في إطلاق هذه العلامة الخاصة بكما في عالم العطور بعد خبرات مع لوريال وآرماني، فمالجديد في لو لابو ومالمميز فيه؟".
"كل شيء فريد فيه، بدءاً من الزجاجة وحتى طريقة اختيار الرائحة، والرائحة نفسها. كنا نحلم بإنتاج عطر رائع ومختلف ومتعدد يلائم الجميع من دون تمييز في الجندر، وهو ليس بالعطر الرخيص ولكنه ليس غالٍ جداً أيضاً".
العود في حلّة جديدة
بدى إداورد محباً لعطر العود الذي انطلقت علامة لو لابو في احترافه، فقدمت في ركنيها اللذين افتتحتهما في دبي وأبو ظبي تشكيلة واسعة من خلطات العود. ولكنه ليس العود بصفته التي نعرفها، بل بعبق جديد مهجن مع عطور آخاذة أخرى.
على الطاولة أمامنا، كانت الزجاجات مرصوفة الواحدة تلو الأخرى، أولاً أنها تتدرج بين الأبيض والذهبي الغامق.
وحين سألنا إدي كما يناديه الجميع، أي هذه العطور هو المفضل لديك، لم يتردد كثيراً في أن يتلقط زجاجة "عود 27". نسأله لماذا؟ فيجيب "Am just in love with this fragrance" إنه إذن مجرد عاشق لهذه الرائحة وعبيرها.
يبادر في رش القليل منها على ورقة لاختبار العطور، ويقربها من أنفه ثم يعطيني إياها. ويحدثنا "هذا العطر ليس العود فقط، بل مزيج من الأرز والبخور والباتشولي والبهار الأسود والزعفران والغاياك".
العطور الأخرى
ومن العطور الأخرى المعروضة أيضاً. ياسمين 17، باتشولي 24، لابدانوم 18، أمبريت 9، فيتيفار 46. وأيضاً آيريس 39. وهذا الأخير عطر يلقى رواجاً بين الرجال كثيراً رغم أنه أقرب إلى اللمسة الأنثوية. خاصة وأن لو لابو يطرح مجموعته كلها للجنسين "Unisex".
ولكن بماذا يفيد أن يعرف المرء أن هذا العطر رجالي وآخر نسائي؟
يوضح "كما قلت لكِ هي مسألة تسويقية بحتة، ولكن غالبية الناس لا يثقون بأنفسهم لدى اختيار العطر. ويظل هناك التردد إزاء أي العطور يناسبنا. في هذه الحالة يفيد تحديد نوع العطر كبداية لتكوين ذائقتنا الخاصة فيما يتعلق بالعطور التي نحب والتي يحبها الآخرون علينا، والتي نشعر بالراحة إزائها".
عطركِ يحمل اسمكِ
تجربة شراء العطر من لو لابو ليست كغيرها، فما أن يقع اختيارك على أحد العطور السابقة أو غيرها مما تتضمنه المجموعة سيسألونكِ عن اسمكِ لأنه سيكتب على زجاجة العطر. ثم سيبدأون في خلط العطر أمام عينيكِ. ستشاهدين عملية مزج العطور برمتها. وتراقبين اختيار الكميات والنسب. وستشعرين وكأنه صنع خصيصاً من أجلكِ.
العطر أسوأ هدية
بادرنا بسؤال إدوارد عن أكثر ما تلح متابعات موقعنا على معرفته، أسئلة من قبيل كيف أختار عطري؟ أين أضعه؟ وكم الكمية المناسبة؟. فأجاب بحسم مرة أخرى "على المرء أن يثق بأنفه فقط حين يتعلق الأمر بشأن العطر الذي سيضعه. وأرجو أن تتوقف النساء عن طرح هذه الأسئلة".
ويزيد على ذلك "لا يمكن لأحد أن يخبر أحداً بما يحب. إذا كنت شخصاً متمرداً وتريد أن تعبر عن نفسك بقوّة ضع الكثير من العطر إن شئت. وإن كنت خجولاً ضع القليل. تحب أن يعرف الكل رائحتك إذن فضع قدر ماتريد وفي أي مكان على جسمك. ولكن المسألة مسألة إتيكيت وذوق، فقد لا يروق عطرك للجميع. وهو في الوقع أمر في غاية الخصوصية تخيل أن تتحدث على هاتفك بصوت عالٍ ليسمع الجميع ما تقول".
ولكن مالعمل إن أحببت أن تهدي امرأة عطراً؟ إذا كنت تقول أن على المرء أن يثق بنفسه فقط؟
"العطر هدية غير مناسبة، إذا أردت أن تهدي عطراً فاصطحب من تريد إهداءها لتختاره بنفسها أو لا تفعل. هذا هو رأيي".
نستنتج من إدوارد الذي يقضي وقضى حياته بين العطور، أن العطر مسألة في غاية الخصوصية من لحظة انتقائها وحتى قرار تغييرها. ولكن مهلاً. متى نغير العطر؟
الأغبياء فقط
هل نغير العطر بحسب المواسم أو طبيعة الجو في بلاد معينة كالخليج مثلاً؟ فنحن نعرف أن الحرار والطقس يؤثران على قوة العطر وحتى الرائحة نفسها؟ وهل تعتقد أن على المرأة أن تبقى لصيقة بعطرها وتبني علاقة ولاء بينها وبين عطرها؟
كالعادة جاءت إجابة إدوارد قاطعة "الأغبياء فقط لا يغيرون انطباعاتهم عن الأشياء والحياة وتفاصيلها". ويضيف "كل شيء يتغير. عطور كانت رائجة في الماضي لم تعد كذلك، وعطور جديدة تلقى رواجاً. أعتقد أن المهم هو أن تبحث عن سعادتك فيما تملك، وطالما تشعرين أن أشياءك تشبهك فعلاً وتجعلك حقيقية وصادقة تجاه ذائقتك فلا بد أن تمشي خلفها".