منتهى الرمحي 11 يوليو 2019
أحد الزملاء الإعلاميين وجه سؤالاً عبر «تويتر» قال فيه: ماذا تفعل لو وقعت في الحب؟
سؤال بسيط جداً، وقد لا يكون مثيراً، لكن المثير هو الإجابات التي زادت على 300 تفاعل، كانت نسبة 80% منها تقريباً، تحمل الإجابة نفسها، وهي: «أهرب وأستعيذ بالله من الشيطان الرجيم». أضحكتني الإجابات حين قرأتها، لكنها حفزتني إلى البحث أكثر عن طبيعة هذا الألم الذي يسببه الحب، بحيث يريد الناس الهروب منه. طبعاً أكاد أجزم بأن كل من كانت إجابته الركض والهروب، كان خاض التجربة فعلاً، وفشل، ولا يريد أن يقع في الفخ مرة أخرى.
المهم بعد البحث، اكتشفت أن العلماء وجدوا أن تأثير الحب في الدماغ مشابه لتأثير الكوكايين! وأن 12 منطقة في الدماغ على الأقل، تعمل بتناغم عند رؤية الحبيب وتؤدي إلى زيادة إفراز مواد معينة كالدوبامين، الأوكسيتوسين، الأدرينالين، وفاسوبريسين، وكلها ترتبط بمشاعر النشوة والسعادة. وحين يتوقف مركز المكافأة «وهو الحبيب» عن مدك بالجرعات التي تعودت عليها، حينها ستختبر عوارض الانسحاب كأي مدمن، وبالتالي ستشعر بالألم، فعلاً الألم. ويكون كبيراً جداً، في حال كون الدماغ تلك الروابط العميقة جداً مع الشخص الذي تحبه، إزالة تلك الروابط تربك الدماغ، وترغمه على إفراز مواد كيميائية تجعلك تشعر بالألم الفعلي الجسدي والنفسي.
هذا يعني أن الحب يؤلم بالطريقة نفسها التي يؤلم بها أي خلل عضوي، تبقى المشكلة، أنه خلافاً للألم الجسدي الذي يختفي بعد فترة، فإن الألم الخاص بالحب لا يزول لأن موقع الإصابة غير معروف، ولا حدتها أيضاً، فكل ما يعرفه الدماغ أن هناك ألماً حاداً في مكان ما. الأكثر إثارة في تجارب العلماء كان قناعتهم بأنه، بما أن العوامل المشتركة بين الألم الجسدي والألم النفسي كبيرة، وبما أن الدماغ يتعامل مع الأمرين بالطريقة نفسها، فإن ما يشفي الأول يجب أن يشفي الثاني، بناء على ذلك جربوا إعطاء مسكن للألم، مسكن عادي، كالذي نأخذه للصداع مثلاً، لمدة أسابيع، مرتين في اليوم، لأولئك المجروحين، واكتشفوا أن الأوجاع تقل مع الدواء.
ليتنا كنا نعرف من أوقات مضت أن المشكلة تحل بحبتي مسكن.