#صحة
نوال نصر 6 يناير 2019
المرأة، في علم النفس، معجونة بالأسرار. أما في الطب فهي تحتاج إلى عناية صحية استثنائية، وكثير من المعرفة، من أجل تذليل الكثير من الأسرار. فماذا عن تلك الإفرازات المهبلية التي قد تظهر، في أي لحظة، عند أي امرأة، وترفض الإفصاح عنها إما خجلاً أو خوفاً؟ وماذا حين تهمس المرأة سراً في أذن صديقة: أعاني إفرازات غريبة؟
ما لا تعرفه كثيرات، أن هذه الإفرازات طبيعية في أحيان كثيرة، خصوصاً إذا كانت لزجة وبيضاء ولا تسبب رائحة، ولا تؤدي إلى حكاك وتحصل قبل الدورة الشهرية أو بعدها أو في فترة الإباضة، لكن الريبة تبدأ حين تبدأ تتدرج تلك الإفرازات إلى اللونين البني والأخضر. هنا، في مثل هذه الحالات، راجعن أطباءكن.
استاذ الطب النسائي والتوليد الدكتور جوزيف عبود، يُصغي بإمعان إلى أسئلة النساء الكثيرة، في أمور عدة، خصوصاً في هذا الموضوع بالذات، وبينها: هل الاغتسال بالمياه والصابون وحده يكفي؟ هل السروال الضيق يضر؟ هل هذه الإفرازات مرضية؟ هل ثمة التهابات؟
ما لا تعرفه كثير من النساء، أن أسوأ عدو للعناية في المناطق الحساسة من جسد المرأة هو الصابون، لأن المستوى الهيدروجيني، أي توازن الأحماض والمواد القلوية في الجسم، يختلف بين البشرة والأغشية المخاطية في مختلف أنحاء الجسم، لهذا لا يتناسب الصابون الذي يتلاءم مع اليدين والقدمين مع طبيعة الجهاز التناسلي، لذا تحتاج كل منطقة في الجسم، بحسب الدكتور عبود، إلى منتجات تنظيف مختلفة، على أن يكون الرقم الهيدروجيني الحمضي في المنتجات المخصصة لنظافة المناطق الحساسة مناسباً.
كثرة النظافة مثل قلتها
الصابون يضر أكثر مما ينفع. إنه يُبطل فعالية حمض طبيعي معتدل في الأغشية المخاطية داخل المهبل مما يسبب جفافاً وحكاكاً، ويسمح بتكوّن بيئة مناسبة لنمو الجراثيم والأوبئة، مع ما يترافق من إفرازات ذات رائحة كريهة وقد تتطور الحالة مسببة ظهور قلاع.
ليست قلة النظافة إذاً سبباً في ظهور هذه المشكلة، بل هو سوء اختيار وسيلة التنظيف المناسبة.
أمرٌ آخر تجهله بعض النساء، هو أن الحموضة المهبلية التي تسهم في القضاء على الجراثيم تتلاشى عند انقطاع الطمث، كما تتقلص خلال الدورة الشهرية وأثناء الحمل والرضاعة أو بسبب استخدام حبوب منع الحمل، أو حتى بسبب ارتداء ملابس داخلية غير قطنية أو حتى بسبب الاضطرابات النفسية، مما يؤدي إلى تغييرات في طبيعة الإفرازات تتأتى عنها التهابات موضعية.
ثمة ملاحظات يفترض أن تسجليها على ورقة وقلم، قبل الذهاب إلى عيادة الطبيب كي تتمكني من الإجابة عن كل أسئلته وأبرزها: متى شعرتِ أوّل مرة بهذه الإفرازات؟ ما لونها؟ هل تغيّر اللون؟ هل تسبب رائحة كريهة؟ هل تسبب حكاكاً؟
راقبن اللون
مهم جداً أن تعرفنّ أن لون هذه الإفرازات يُشكل شبه دليل على حالة المرأة، لأن الإفرازات الخضراء قد تؤشر إلى احتمال إصابة الرحم بالبكتيريا. أما إذا كانت جامدة بيضاء تسبب حكاكاً وتنتج عنها رائحة، فهذا قد يكون إشارة إلى وجود تقرحات في الأنسجة. ثمة أمر آخر يفترض ألا يغيب عن بالكنّ، هو أن السروال الضيق قد يؤدي إلى تكاثر العرق الذي يتحول إلى مواد أسيدية، تؤدي إلى الإصابة بالفطريات. أضفن أن الرطوبة العالية تجعل تلك المناطق الحساسة ملائمة لترعرع الخمائر والثآليل التناسلية. داء السكري يزيد هو أيضاً من إمكانية الإصابة بعدوى الخمائر المهبلية. كما أن انقطاع الطمث يُحدث ضموراً في الغشاء الذي يُبطن المهبل مما يزيد من فرص العدوى. ويهم هنا أن تعرف المرأة وجوب عدم الاغتسال قبل 24 ساعة من زيارة الطبيب من أجل التشخيص الصحيح. وأن تتذكر دائماً حين تواجه مثل هذه المشكلة أنه في الأسبوع الذي يسبق فترة الحيض، تلاحظ معظم النساء إفرازات تحتوي على خلايا الجلد المهبلي والمخاط والسوائل التي يتمخض عنها المهبل وعنق الرحم. تخططن للإنجاب؟ تذكرن إذاً أن العناية بالمناطق الحساسة تؤثر في وظيفة الإنجاب وفي صحة المرأة. لذا ممنوع التعامل مع هذه النقطة بتراخٍ وإهمال. وأي تأخير في العلاج أو سوء التشخيص يُضاعف المشكلة.
سؤال من الطبيب:
• هل لديكنّ آلام في الظهر أو البطن أو الحوض؟
• متى كانت آخر دورة شهرية؟
• هل تتناولن أي أدوية جديدة؟ أعشاب طبية ما؟
• هل استبدلتنّ نوع سائل الاغتسال؟
• هل تستخدمن منتجات الحمام المعطرة؟
• هل تستخدمن المياه الساخنة جداً؟
• ما لون الإفرازات؟
• هل تسبب حكاكاً؟