#صحة
لاما عزت 26 فبراير 2012
ضعف البصر والكسل البصري نوعان من المشاكل البصرية المنتشرة عند الأطفال العرب. "أنا زهرة" تضيء اليوم على هذه المشكلة في لقاء مع قاسم قاسم استشاري أمراض العيون عند الأطفال من "معهد امبريال للرعاية الصحية" في دبي:
ما هي المشاكل البصرية الأكثر شيوعاً عند الأطفال؟
تتفاوت الأمراض البصرية عند الأطفال حسب الفئة العمرية. كما تتفاوت وفق الموقع الجغرافي والبيئة الاجتماعية والعوامل الوراثية.
تعتبر أمراض الشبكية الوراثية أو المكتسبة كما في حالات الأطفال الخدج الأسباب الأكثر شيوعاً لفقدان البصر عند الأطفال، تليها في الأهمية أمراض القرنية وعتامة عدسة العين والكسل البصري.
ما مدى انتشار ضعف البصر عند الأطفال؟
تتراوح نسبة الإصابة بالإعاقة البصرية عالمياً من ثلاث إلى 14 حالة لكل عشرة آلاف طفل. ويحتل العالم العربي درجة متوسطة بين هذه النسب.
كيف يمكن للأهل أن يكتشفوا أنّ طفلهم يعاني من مشاكل بصرية؟
في الأشهر العمرية الأولى، تتطور لدى الطفل قدرة الإبصار وتتبع حركات العين مع الرأس والعنق. يبدأ الطفل بالتواصل مع محيطه. ومن المهم هنا أن يقوم الأهل بزيارة الطبيب في حال لاحظوا أي تأخر في هذا التواصل.
في أي عمر يمكن إجراء فحص العيون الشامل الأول؟
يجب إجراء الكشف الروتيني في الأيام الأولى من عمر الطفل، خصوصاً لدى الأطفال الخدج لتجنب أي إعاقة بصرية.
عندما يبدأ الطفل بارتياد الحضانة، على الأهل التنسيق مع المدرسة لإجراء الكشف الدوري على قدرة الابصار عند الطفل. وهنا، نذكّر بأنّ أي إعاقة بصرية تلعب دوراً مهماً في الحد من قدرة الطفل على التعلّم.
ما هي الفحوص البصرية التي يمكن أن يجريها الأهل لأطفالهم في المنزل؟
يتوجّب على الأهل مراقبة تطور قدرة الإبصار لدى الطفل في الأشهر الأولى من عمره وتواصله مع محيطه, إضافة إلى مراقبة أي حول في العينين.
متى يفوت الأوان للكشف عن مشاكل البصر عند الطفل؟
في بعض الحالات، يحتاج الطفل إلى تدخل أو عمل جراحي في الأسابيع الأولى من عمره لتجنب فقدان النظر كما في حالة نزيف الشبكية لدى الأطفال الخدج أو الساد العيني (المياه البيضاء) لدى حديثي الولادة.
تتطور القدرة البصرية منذ الأسابيع الأولى من عمر الطفل وتتواصل عملية النمو والتشابك بين العين والدماغ حتى السنة السادسة أو السابعة. وتتضاعف فرص العلاج لدى الطفل كلما عولجت حالته مبكراً.
هل يمكن لمشاكل الحمل أن تؤثر في بصر الطفل في وقت لاحق؟
في بعض حالات الولادة المتعسرة، قد يعاني الوليد من نقص في الأوكسيجن أو التروية الدماغية، مما قد يسبّب إعاقة بصرية دائمة بسبب إصابة العصب البصري أو الدماغ.
هل يحصل الأطفال في العالم العربي على رعاية بصرية جيدة؟
هناك تقدم ملحوظ في الرعاية الطبية في العالم العربي و بخاصة في الدول ذات الدخل المرتفع. إجمالاً، ما زال العالم العربي بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد للإرتقاء بمستوى الرعاية الطبية وبلوغ مصاف الدول المتقدمة.
ماذا عن الكسل البصري؟ وما هي أسبابه؟
الكسل البصري ضعف في القدرة على الإبصار في إحدى العينين أو الاثنتين. وهو يصيب الطفل في عمره الباكر، مما قد يؤدي إلى ضعف دائم في النظر ما لم يعالج مبكراً.
تتفاوت أسبابه كخطأ انكساري في العين مثل طول النظر, قطر النظر أو الانحراف، والحول والأمراض الأخرى.
ما هي المضاعفات الناتجة عن الكسل البصري؟
يعاني الطفل من ضعف البصر وتدني قدرة المطابقة والرؤية ثلاثية الأبعاد. لذا لا بد من زيارة الطبيب المختص للتأكد من المسبب. في معظم الأحيان، يكون الضعف في عين واحدة هو المسبب الرئيس. عادة لا يعبّر الطفل عن نفسه، ولا يتم الكشف عن حالته إلا بعد فوات الأوان. وهنا تكمن ضرورة إجراء الفحوص الدورية للنظر عند الأطفال.
من المهم الكشف عن الكسل البصري مبكراً لأن ذلك يضاعف فرص النجاح وتحسين النظر بالتعاون بين الأهل والطبيب.
نصيحة أخيرة؟
الوقاية خير من العلاج. أتمنى تضافر جهود القطاعات الصحية الخاصة والرعاية الحكومية من أجل تخفيف حالات الإعاقة البصرية، خصوصاً تلك الناتجة عن عدم الكشف المبكر