#صحة
ميرا عبدربه 13 سبتمبر 2017
“ابني الصغير الذي يبلغ من العمر خمس سنوات يتبول يومياً في الفراش خلال نومه وأنا لا أعرف كيف يجب التعامل معه ومنعه من أداء هذه العادة السيئة"... هذا ما تقوله ربى حول حالة ابنها ريان الذي يعاني من مشكلة التبوَل اللاارادي خلال ساعات الليل.
تفيد الأبحاث ان 5 الى 10? من الأطفال خلال أول خمس سنوات من حياتهم يمكن ان يعانوا من مشكلة التبوَل اللاارادي خلال ساعات الليل. كما وان هذه المشكلة تصيب الذكور أكثر من الإناث حيث تبلغ نسبة التبوَل اللاارادي عند الذكور ضعف النسبة الموجودة لدى الإناث. ولكن هل هذا من الأمور الطبيعية؟
في العادة يكتسب الطفل القدرة على التحكم بالذهاب الى الحمام بين عمر السنتين والثلاث سنوات حيث يستطيع في هذا العمر البدء بالتحكم بالمثانة. ولكن غالبية الأمهات في البداية تلجئن الى وضع الحفاضة في الليل خوفاً من ان يقوم الطفل بالتبوَل في الفراش. وبعد فترة تبدأن بتعليم الطفل الذهاب الى الحمام في الليل وهنا تأتي المفاجأة حيث يستمر بعض الأطفال بالقيام بالتبوَل الليلي حتى بعد بلوغهم الخمس سنوات.
أسباب التبوَل الليلي
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي الى حدوث التبوَل الليلي عند الطفل ومن أبرزها نذكر ما يلي:
الوراثة: تشير الأبحاث العلمية ان معاناة أحد الوالدين من هذه المشكلة يزيد من احتمالية اصابة الطفل أيضاً بها بنسبة قد تزيد عن 40?.
النوم العميق: في بعض الأحيان، يكون نوم الطفل عميق جداً الى درجة لا يشعر بها بأنه يريد ان يتبوَل مما يؤدي الى تبليل نفسه خلال النوم.
نقص الهرمون المضاد للتبول: يقوم الدماغ في العادة بافراز كميات كبيرة من هذا الهرمون خلال ساعات الليل مما يعطي أمر للكليتين وللمجاري البولية بالتقليل من افراز البول مما يساعد المرء على النوم بشكل أفضل. معاناة الطفل من نقص في هذا الهرمون يسبب لديه التبوَل الليلي الاارادي.
الإفراط في شرب المشروبات قبل النوم: يقوم بعض الأطفال بشرب كميات وفيرة من المياه والمشروبات الغازية والحليب قبل الخلود الى النوم مما يؤدي الى تعبئة المثانة لديهم سريعاً وبالتالي قيامهم بالتبوَل اللاارادي خلال النوم.
التهابات المثانة: وجود التهابات في المثانة يؤدي الى حدوث هذه المشكلة عند الطفل.
المشاكل النفسية: تغيير المدرسة للطفل او وجود خلافات عائلية حوله او شعوره بالإحباط والغيرة كلها من العوامل التي تؤدي الى معاناة الطفل من التبوَل اللاارادي خلال ساعات الليل.
المشاكل العضوية: 2? من حالات الإصابة بالتبوَل الاارادي تحصل بسبب مشاكل عضوية.
العلاج الدوائي للتبول اللاارادي الليلي للطفل
وقبل التفكير بالعلاج المناسب لهذه المشكلة، لا بدَ من اجراء عدد من الفحوصات للطفل للتأكد من أن كل شيء على ما يرام معه. ومن أهم الفحوصات التي يجب اخضاع الطفل اليها نذكر:
-
تحليل البول للتأكد من عدم معاناة الطفل من أي التهاب.
-
صورة شعاعية للمجاري البولية عند الطفل للتأكد من عدم وجود أي خلل عضوي.
وفي حال وجود أي مشكلة في المثانة او في البول، يقوم الطبيب المختص باعطاء الطفل الأدوية المناسبة بحالته الصحية والتي تساعد في علاج الطفل من مشكلة التبول اللاارادي.
ماذا عن العلاج النفسي؟
ولكن في حال كان السبب وراء حصول هذه المشكلة عند الطفل يعود لأسباب نفسية حينها يجب استشارة طبيب أخصائي في علم النفس لكي يساعدك في علاج طفلك. أولاً سوف يقوم الطبيب بالجلوس مع الطفل ومع الأهل لإكتشاف السبب النفسي الحقيقي وراء حدوث هذه المشكلة ومن بعدها سيضع الطبيب مع الأهل الخطة العلاجية التي يفترض اتباعها في المنزل وسيحدد عدد الجلسات التي يحتاج الجلوس خلالها مع اليفل لمساعدته في تخطي المشكلة الأساسية للتبول اللاارادي.
أحدث العلاجات في هذا المجال
واليوم يوجد عدد جديد من العلاجات التي تساعد في التقليل من مشكلة التبوَل اللاارادي عند الطفل. هذا العلاج هو عبارة عن ماكينة يتم وضعها للطفل خلال ساعات الليل، وفي حال بدأ الطفل بالتبوَل اللارادي تصدر هذه الماكينة صوتاً لإيقاظ الطفل ودفعه للذهاب الى المرحاض. ومع الوقت ستساعد هذه الماكينة على تعليم الطفل بالسيطرة على عملية التبوَل خلال الليل.