#تغذية وريجيم
لاما عزت 8 سبتمبر 2011
يطال العقم ملايين النساء حول العالم، وهو رقم مرشّح للإزدياد في السنوات العشر المقبلة بسبب التلوّث والتغيرات المؤذية في نمط حياة البشريّة. لكنّ اكتشافاً طبياً جديداً، قد يساعد في حلّ الكثير من مشاكل الخصوبة والإنجاب، وعلاج النساء اللواتي يعانين من صعوبات في الحمل. المشرف على هذا الإكتشاف الجديد هو العالم الفرنسي فانسان بريفو، وفريقه من معهد "إنسريم" و"جامعة ليل الثانية". وقد اكتشف هؤلاء الباحثون أخيراً عنصراً فاعلاً جديداً في الدماغ يمكن أن يكون له تأثير على التغيرات في معدلات الخصوبة. ونقلت مجلة "لو بوان" الفرنسيّة خلاصة البحث الذي تمّ إجراؤه على الفئران. وتبيّن بعد سلسلة اختبارات أنّ نقص ذلك العنصر يؤدي إلى تأخر مرحلة البلوغ وانخفاض الخصوبة عند العينة التي تمّت دراستها. ويشكل هذا الإكتشاف أملاً حقيقياً لعلاج بعض حالات العقم المستعصية، لأنّه حدد بشكل دقيق مكمن الخلل، مشيراً إلى أنّ صعوبات الخصوبة تكون ناتجة عن خلل في الجهاز العصبي المركزي في الدماغ.
وشرح العالم فانسان بريفو أنّ وظائف الجهاز التناسلي عند المرأة يتمّ تحديدها بفضل مجموعة تفاعلات تدور في الدماغ. وخلال مرحلة البلوغ، تقوم مجموعة من الخلايا العصبية بحثِّ الغدّة الموجودة في أسفل الدماغ على إفراز هرمون الغونادوتروبين. وهذا الهرمون يقوم بدوره بالمساعدة على تشكيل هرمونين آخرين، يساعدان على نمو الأعضاء التناسلية خلال مرحلة البلوغ. وخلال السنوات الأخيرة، كان الباحثون يعتقدون أنّ الخلايا العصبية المسؤولة عن إفراز الغونادوتروبين، تحتاج إلى خلايا عصبية أخرى لتنشط. وبالفعل، اكتشف الفريق الفرنسي أنَّ هناك هرموناً آخر يدعى بروستاغلاندين إي 2، هو المحفِّز الحقيقي على تنشيط الخلايا العصبية المسؤولة عن البلوغ. وحين يتعطّل عمل هذا الهرمون، تتعطل عملية البلوغ بأكملها.
وبحسب الفريق البحثي، فإنّ اكتشاف هذا الهرمون الجديد، يلقي الضوء على دور خلايا عصبية معيّنة في الدماغ، تلعب دوراً أساسياً في تعديل مستوى الخصوبة عند كلّ الثديات. وهذا الإكتشاف سيساعد في ابتكار علاجات جديدة للعقم، ذلك الخلل الذي يطال ملايين الناس حول العالم.