#مشاهير العالم
طارق الشناوي 6 سبتمبر 2011
تواضعت فيفي عبده كثيراً في رمضان عندما اكتفت بأن أطلقت على نفسها لقب "أُم تريكة التمثيل". من وجهة نظرها، هي تشبه أبو تريكة هدّاف الكرة المصرية في السنوات العشر الأخيرة الذي كثيراً ما أنقذ الفريق القومي و"النادي الأهلي" المصري، وحقق أهدافاً غالية في اللحظات الحرجة لينقل فريقه من ظلمات الهزيمة إلى نور الانتصار. فيفي أو "أُم تريكة" حققت أهدافاً لا تنسى في مرمى الجمهور. صارت بلا أي شك صاحبة براءة اختراع نظرية في فنّ الأداء تنافست فيها كبرى نظريات الروسي ستانسلافسكي في التمثيل، وهي فنّ التمثيل بالعنق. إذ أصابت الجماهير العربية بدوار جماعي من فرط استخدامها لحركة العنق. تقدم فيفي في شخصية "كيداهم" بطلة مسلسل "كيد النسا" دوراً تعتبره واحداً من أفضل ما قُدم في الدراما العربية وربما العالمية. ولهذا أصرّت على تقديم جزء ثانٍ بدأت بالإعداد له منذ الآن!
إنّه مسلسل فيفي عبده. هذه هي الحقيقة التي لا تحتمل اللبس، فهي التي تحمست ورشّحت سمية الخشاب لمشاركتها البطولة. وهي التي يأتي اسمها سابقاً الجميع. إلا أنّ النجاح الذي تعتقد فيفي أنّها أنجزته في هذا المسلسل، تراه فقط في عيون فيفي عبده. إذ لم يشاطرها أحد من النقاد هذا الرأي وحتى لحظة كتابة هذه السطور!
فيفي عبده لديها طريقة خاصة في الأداء التمثيلي منذ أن بدأت مشوارها، فهي لا تنظر لمن يقف بجوارها، ولا تعترف بالكادر منذ أن قدّمها المخرج عاطف سالم في دور صغير في فيلم "السلم الخلفي" قبل نحو 40 عاماً. على الفور، تتوجّه إلى الكاميرا وتقول الحوار بمبالغة في الأداء. وهذا العام لم تكتف بالمبالغة بل أضافت أيضاً حركة الرقبة. في البداية، كانت تقدّم مشاهد قليلة إلا أنّه منذ مطلع التسعينيات، صارت راقصة مصر الأولى بعد اعتزال نجوى فؤاد، فقرّرت أن يتصدر اسمها الأفيشات. ولم تكتف بأن تصنع لها الأفلام بل صارت أيضاً تشارك في الإنتاج من الباطن. أتذكّر أنّها لعبت في العام 1991 بطولة فيلم "نور العيون" المقتبس عن إحدى قصص مجموعة "خمارة القط الأسود" للأديب العالمي نجيب محفوظ. أرادت أن تقول إنّها عالمية وتتعامل أيضاً مع كاتب عالمي. يومها، غضب نجيب محفوظ من الفيلم على رغم أنّ السيناريو كتبه أحد المخضرمين وهو وحيد حامد، والإخراج لواحد من أهم مخرجي السينما المصرية الراحل حسين كمال. والمعروف أنّ صاحب "نوبل" لم يعترض طوال تاريخه على أي عمل فني مأخوذ عن إحدى رواياته، واشتهر بمقولة تحولت إلى مأثورة هي أنّ "من يريد أن يحاسبني، فليعد إلى الرواية المطبوعة. لست مسؤولاً عن الفيلم". إلا أنّه خرج للمرة الأولى عن تلك القناعة، وقال لي ذلك، ونشرت هذا الرأي قبل عشرين عاماً على صفحات مجلة "روز اليوسف". يومها، قال إنّه غاضب وليس راضياً عن الفيلم، وأضاف ساخراً كعادته "أنا خايف الناس يقولولي يا نجيب يا محفوظ إيه اللي لمك على الرقاصة دي"!
في تلك السنوات، كانت فيفي عبده تطلق على نفسها لقب "الهرم الرابع". وهذه الصفة لم تلتصق بأحد في مصر، إلا كل من جمال عبد الناصر باعتباره زعيماً عربياً وأم كلثوم باعتبارها أسطورة الغناء العربي. إلا أنّ فيفي لم تجد بأساً ولا حرجاً في أن تصبح هي الهرم الرابع لتقف إلى جوار عبد الناصر وأم كلثوم اللذين منحتهما الجماهير العربية هذا اللقب بينما فيفي أطلقت على فيفي لقب "الهرم الرابع"!
مات اللقب ولم يعد يتذكّره أحد حتى قرّرت فيفي أن تصبح "أُم تريكة" التمثيل بعد مسلسل "كيد النسا". فيفي تعتبر نفسها ساحرة في التمثيل قالت أيضاً إنّها هدّافة التمثيل. هكذا انتقلت من "الهرم الرابع" لتصبح "أُم تريكة"... وهارد لك "أبو تريكة" الذي لم يعد أمامه في هذه الحالة سوى أن يطلق على نفسه لقب "فيفي عبده كرة القدم"!